ولم يكن حينها يوجد مفهوم "حقوق" المواطن كما هو متعارف عليه حاليا.
وقد هاجم فلاسفة اليونان (مثل أفلاطون وأرسطو)، تلك الديمقراطية وأطلقوا عليها اسم حكومة الجهلاء والدهماء والرعاع. وقد أدت ممارسات أهل أثينا لهجوم الفلاسفة وتحقيرهم للحكم الأثيني الذي أطلق عليه اسم الديمقراطية
ولم يستعد المفهوم قوته إلا بعد مضي قرون عديدة، حيث تطور هذا المفهوم وتغير وصار يفهم عادة علَى أنّه يعني "الديمقراطيّة الليبراليّة" أي الحرة، وهي شكل من أشكال الحكم السياسي قائمٌ بالإجمال على التداول السلمي للسلطة وحكم الأكثريّة وحماية حقوق الأقليّات والأفراد. وتحت هذا النظام أو درجةٍ من درجاتهِ يعيش ما يزيد عن نصف سكّان الأرض في أوروبا والأمريكتَين والهند وأنحاء أخرَى. ويعيش معظمُ الباقي تحت أنظمةٍ تدّعي نَوعاً آخر من الديمقراطيّة (كالصين التِي تدّعي الديمقراطيّة الاشتراكيّة).
ويمكن استخدام مصطلح الديمقراطية بمعنى ضيق لوصف نظام الحكم في دولة ديمقراطيةٍ، فيقال إن نظام هذه الدولة ديمقراطي، أو بمعنى آخر أوسع لوصف مجتمع حر فيقال عنه مجتمع ديمقراطي.
والديمقراطيّة بهذا المعنَى الأوسع هي نظام اجتماعي مميز يؤمن به ويسير عليه المجتمع ككل على شكل أخلاقيات اجتماعية، ويشير إلى ثقافةٍ سياسيّة وأخلاقية وقانونية معيّنة تظهر فيها مفاهيم الديمقراطية الأساسية.
المصادر:
- حقيقة الديمقراطية - محمد شاكر الشريف
- تحطيم الصنم الديمقراطي - سليمان بن صالح الخراشي
- الديمقراطية والتحركات الراهنة للشارع العربي- الدكتور علي خليفة الكواري
ساحة النقاش