تأتي أخطار الصحة الإنجابية للرجال في أشكال متعددة يمكن الوقاية من بعضها - ونعني بذلك الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي STDs. وبالرغم من ذلك، فعندما تكون وسائل الوقاية غير معروفة أو غير متاحة أو غير مستخدمة أو فاشلة، فان الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي يمكن أن تمثل تهديدا ليس فقط لخصوبة الرجل وصحته، لكن أيضا لزوجته.


فيما يتعلق بالتهديدات الأخرى مثل السموم البيئية التي يمكن أن تؤثر على نسل الرجال أو تقلل من عدد الحيوانات المنوية وبالتالي تقلل الخصوبة، فلم يتم التعرف عليها بشكل ثابت. أما في حالة وجودها وإمكانية تحديدها بدقة، فمن الممكن إثبات إمكانية تجنبها.      إلا انه ما زالت هناك بعض الحالات المرضية الأخرى للجهاز التناسلي مثل سرطان البروستاتا وسرطان الخصية التي قد يمكن تجنبها أو عدم تجنبها، ولكنها لا تمثل خطورة على الآخرين.
وفي عصر الإيدز، يتم إعطاء اهتمام وتركيز اكبر على الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي كتهديدات أساسية للصحة الإنجابية. ويقول د/ ويلارد كيتس جونيور، رئيس الهيئة الدولية لصحة الأسرة والخبير في الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي: انه "قبل عصر الأمراض الفيروسية المنقولة بالاتصال الجنسي غير القابلة للعلاج والمميتة في اغلب الأحوال، لم تكن تلك الأمراض تقلق الرجال كثيرا حيث أن الأمراض التقليدية غالبا ما كانت بلا أعراض، أو في حالة وجود أعراض، كان من الممكن علاجها بالمضادات الحيوية بدون نتائج ثانوية ظاهرة ودائمة للرجال". ويضيف انه بالرغم من ذلك، "إلا أن بعض هذه الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي أثرت على الرجال بشكل غير مباشر، عن طريق نقل العدوى لزوجاتهم، وعليه، فغالبا ما يقلل هؤلاء الرجال من خصوبة السيدات اللواتي كان من الممكن أن ينجبن أطفالهم".

    
أما الآن، فقد اصبح من المعروف أن هذه الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي يمكن أن تقلل من خصوبة الرجال أيضا. فمن الممكن أن تسبب العدوى سد القناة الناقلة للمني أو تسبب التهاب البربخ، والتهاب الأنابيب التي تمر خلالها الحيوانات المنوية من الخصية إلى القناة الناقلة للمني. والكائنات المنقولة بالاتصال الجنسي - خاصة نياسيريا جونوريا Neisseria gonorrhoeae (نيسريّة السيلان) أو كلاميديا تراكوماتيس Chlamydia trachomatis (المتدثّرة) - تعد من اكثر الأسباب شيوعا لسد القناة الناقلة للمني في الرجال الطبيعيين الأقل من 35 عاما. وعند إصابة الأنابيب الناقلة للمني في كلتا الخصيتين فان نسبة حدوث العقم قد تصل إلى 40%1.
ومن غير المعروف أو من المتناسى في اغلب الأحيان أن هذا العقم يؤثر على الرجال كما يؤثر على السيدات أيضا. والسيدات - خاصة في الدول النامية - قد يلمن أو يطلقن، اعتمادا على الاعتقاد بأنهن مسئولات وحدهن عن عدم القدرة على إنجاب الأطفال. لكن وجد أن الرجال كانوا هم السبب الوحيد أو العامل المساعد على العقم في اكثر من نصف 5800 زوج وزوجة عقم تمت دراستهم بواسطة منظمة الصحة العالمية WHO بين عامي 1979 و1984. وقد توصلت هذه الدراسة متعددة المراكز إلى أن الأسباب التي تخص الرجال تمثل ما بين 8 إلى 22% من العقم على مستوى العالم، بينما تمثل الأسباب التي تخص الرجل والمرأة معا ما بين 12 إلى 38%، في حين تمثل الأسباب التي تخص السيدات وحدهن ما بين 35 إلى 37%2.
وينتشر العقم في الدول النامية، ولكنه غالبا ما يكون قابلا للوقاية. ومن الممكن أن يحدث العقم بسبب الأمراض المعدية والفطرية. وغالبا ما ينتج أيضا عن ممارسات الرعاية الصحية رديئة النوعية، مثل الممارسات غير الصحية وغير الملائمة المتعلقة بأمراض النساء والولادة أو إصابات الأوعية الدموية الناتجة عن المعالجة الجراحية السيئة للفتق عند الرجال3. ومع ذلك فان الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي تعد من أهم أسباب العقم التي يمكن الوقاية منها. وفي دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية على 0085 زوج وزوجة في 52 دولة متقدمة ونامية، وجد أن الأزواج والزوجات الأفارقة كانوا الأكثر عرضة من غيرهم لوجود تاريخ للأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي والعقم تشير إلى التهابات سابقة في الأجهزة التناسلية.


الأخطار التي تهدد الأسرة

    ويلعب وضع الصحة الإنجابية وسلوك الرجال دورا هاما في المحافظة على صحة السيدات والأطفال. ومن الممكن أن يتعرض الرجال الذين لديهم علاقات جنسية غير آمنة خارج حدود الزواج للعدوى وان ينقلوا عدواهم إلى زوجاتهم. وفسيولوجية الجهاز الإنجابي للمرأة تعني أن خطورة إصابتها بالأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي - وخاصة فيروس الإيدز- عن طريق رجل مصاب اكثر كثيرا من احتمال إصابة الرجل من المرأة. وبمجرد إصابة المرأة بالمرض فان الطفل الذي لم يولد بعد من الممكن أيضا أن يصاب. ومن الممكن أن تنقل السيدة المصابة الأمراض المختلفة المنقولة بالاتصال الجنسي لجنينها أو طفلها حديث الولادة أو أطفالها عن طريق المشيمة، أو خلال الولادة الطبيعية أو عن طريق الرضاعة الطبيعية.
    وفي كل من الرجال والنساء، من الممكن أن تؤدي الكائنات الممرضة المنقولة جنسيا إلى الإصابة بالسرطان. ومن المعتقد حاليا أن كل سرطانات الشرج، والقضيب، والفرج تقريبا يتسبب فيها فيروس الحليمي، هيومان بابيلوما  Human Papilloma Virus المكتسب جنسيا.

المصدر: موقع الهيئة الدولية لصحة الأسرة
yomgedid

بوابة "يوم جديد"

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 718 مشاهدة

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

معبد الأقصر