بلاد النوبه
بلاد النوبه تمتد من شلال اسوان حتى مدينة مروى قرب الشلال الرابع. بلاد النوبه بتنقسم لقسمين : النوبه السفلى و النوبه العليا.
النوبه السفلى و هى الشماليه موقعها بين شلال اسوان و شلال وادى حلفا و بتتسمى بلاد الكنوز نسبه لقبيلة بنى الكنز.
النوبه العليا و هى الجنوبيه فهى بين شلال وادى حلفا و الشلال الرابع و المنطقه دى بتشمل مديرية وادى حلفا و مديرية دُنقله ( دُنقلا و اتسمت كمان دُمقله ) التابعين للسودان. بلاد اثيوبيا العليا بتمتد من الشلال الرابع لغاية اقاصى بلاد الحبشه و بتشمل باقى مديريات السودان و بلاد الحبشه.
للسكان لغه خاصه لكنهم يتحدثوا بالمصرى و السودانى. لهجات اللغه النوبيه بيمتد استعمالها من مصر لغاية الدبه فى السودان لكن ماعادتش لغه مكتوبه. صلة مصر بالنوبه بدئت من العصور القديمه. بنا فيها الفراعنه مدن و حصون و معابد لتأمين طرق التجاره للسودان و الطرق اللى بتوصل للمناجم فى الصحرا.
فى القرن الثامن قبل الميلاد قامت فيها المملكه الكوشيه حوالين " نبتا " و غزت مصر حوالى سنة 720 قبل الميلاد و اسست الاسره الفرعونيه 25. اتراجع النوبيين للجنوب و عملو مدينة مروى عاصمه لمملكتهم فى سنة 300 قبل الميلاد ، و انتهت دولتهم على ايد مملكة اكسوم المسيحيه. ظهرت فى المنطقه كذا مملكه مسيحيه كان اهمها مملكة دنقله و بعد ظهور الاسلام انتشر فيها لكن النوبه ما اتأسلمتش الا فى القرن الاربعتاشر.
تاريخ الممالك المسيحيه فى بلاد النوبه فيها غموض بسبب قلة المصادر التاريخيه و المبالغات و القصص الخياليه. المؤرخ المونوفيزيتى يوحنا الأفسسى بيعتبر من أهم اللى كتبوا عن النوبه وقت تحولها للمسيحيه لكن غلب على كتابته التحمس لمذهبه اليعقوبى فى جو المنافسه اللى كان سايد بين انصار المذهب اليعقوبى و المذهب الملكانى لكن فيه مؤرخ تانى عاصره اسمه يوحنا البكلرى ذكر ان اهل مملكة معره اعتنقوا المسيحيه سنة 569. المؤرخ ساويرس ابن المقفع ذكر شوية معلومات فى كتابه " تاريخ البطاركه " عن علاقة الكنيسه المصريه بالنوبه و علاقة ملوك النوبه بحكام مصر.
مؤرخين مصر فى العصر المملوكى ذكروا معلومات مهمه عن النوبه و تابعوا تاريخها حتى انهيار مملكة مقره. ، الرحاله الاوروبيين و منهم جون لويس بوركهارت ( 1784 - 1817 )كانوا مصدر مهم للمعلومات عن بلاد النوبه و كتاباتهم بدأت من بداية القرن الثامن عشر و كتبو اوصاف و وضعوا رسومات مهمه فى كتبهم. فى العصر الحديث عمل الاثريين و منظمة اليونيسكو عمليات مسح و كشف عن الآثار النوبيه.
النوبيين احترفو الزراعه النهريه بعد ماستقرو على ضفاف النيل ، لكنهم كانو متصلين بسكان المناطق الصحراويه فى الشرق و الغرب و اتلاقت كتابات بالنوبى القديم فى تلال ابو نجله شمال كردفان. لكن التشابه اللغوى بين لغات فى جبال النوبه ( جبل ميدوب ) فى اقصى الغرب و لغة النوبيين على ضفاف النيل ميوضح انهم اتوا من الغرب و الجنوب الغربى. "هيزانا Aezanes " الملك الاكسومى كتب سنة 350 عن اللى سماهم " النوبه " فى مروى و من الممكن ان تكون تلك اشاره للنوبيين.
على انقاض ممكلة " مروى " قامت 3 ممالك نوبيه اتذكرت تاريخياً لأول مره عن طريق المؤرخ الشامى يوحنا الأفسسى ضمن كلامه عن الحركه التبشيريه المسيحيه فى القرن السادس. فى الشمال قامت مملكة " نوبات Nobatae " و كان موقعها من الشلال الأول للشلال الثالث و عاصمتها كنت " فرس ". فى جنوبها قامت مملكة " مقره " و كانت بتمتد حتى مكان اسمه العربى " ايواب " و بيعتقد انه قرب " كبشويه " و عاصمتها كانت " دنقلا ". المملكه التالته كانت مملكة " علوه " و هى كانت قرب الخرطوم و عاصمتها كانت " سوبا ".
تجمع الروايات التاريخيه على ان المسيحيه دخلت بلاد النوبه عن طريق مصر و انها دخلتها قبل البعثات التبشيريه الرسميه فى نص القرن السادس ، و يقال انها دخلت على ايدي مبشرين مصريين فى القرن الاول و القرن التانى الميلادى. المسيحيين المصريين لجأو للنوبه تحت ضغوط الإضطهادات يه من عصر قلديانوس ، و الخلاف المذهبى الذى حدث بعد ما اعتنق البيزنطيين المسيحيه سبب اضطهادات جديده للمسيحيين المصريين اللذين هربت منهم اعداد لجنوب مصر و الواحه الخارجه وهى مناطق كانت تتعرض لهجمات النوبيين. فى القرن الرابع أو الخامس هاجم النوبيين الأديره المصريه ،اضافة لذلك كان هناك علاقات تجاريه بين الأقباط الفاريين و النوبيين ، و بذلك عن طريق الهجمات و العلاقات التجاريه اتعرف النوبيين على المسيحيه. بيعتقد ان " سلكو Silko " كان اول ملك مسيحى فى بلاد النوبه السفلى.
المسيحيه اصبحت الدين الرسمى للسودان الشمالى سنة 580 وتوضح الشواهد التاريخية ان المذهب المونوفيزيقى كان سائدا لكن هناك شواهد اخرى مدونه بتبين ان ممالك النوبه و علوه كانو على المذهب اليعقوبى و مملكة مقره و النوبيين الرحل من قرامنتس Garamantes كانو على المذهب الملكانى. النوبه بها اثار مسيحيه لكنايس متبعتره مابين الحود المصريه لجبل سقدى بالقرب من سنار فى الجنوب و كلها اطلال كنايس صغيره على طراز الباسليكا البيزنطى. الزخارف كانت مقصوره على الرسوم و النقوش الدينيه و فى الأغلب الحوائط الداخلية كان مرسوم عليها رسومات دينيه ، كما تم العثور فى كنيسة فرس على رسومات جميله بتتسم بالطابع البيزنطى.
اللغه النوبيه فى أخر القرن العاشر كانت تكتب و هى " النوبيه القديمه " و كانت مرتبطة باللغه المحسيه الحديثه التى يتحدث بها سكان المنطقه مابين الشلال التانى و ابو فاطمه عند الشلال الثالث. الحروف المستخدمه كانت الحروف اليونانى بالشكل القبطى و كان فيها 3 حروف نوبيه من المحتمل انها اخذت من رموز المرويه للأصوات الغير موجوده فى اليونانى و القبطى.كتبت بتلك نصوص دينيهو ده بيوضح ان اللغه النوبيه اخذت مكان اليونانى كلغه كنسيه فى نهاية القرن العاشر. اللغه القبطى كانت مستخدمه لكن فى الأرجح كانت قاصره على الأقباط اللاجئين من مصر وكان استعمالها ان نادر بإستثناء فى دير الغزالى حيث ان شواهد المقابر به مكتوب عليها القبطى فمن الجائز ان يكون الدير كان خاصا برهبان أقباط فارين من مصر.وظل التواجد اليونانى فى بلاد النوبه الى سنة 1180.
ساحة النقاش