لا شك أن مفهوم التطور يحتاج للجرأة فى اتخاذ الخطوات والدخول فى تجارب قد تفيد أحيانا وقد تؤذى أحيانا أخرى، ولكن من وجهة نظر عملية بحتة فالأضرار ايضا لها فوائد قد يبدو التعبير غريبًا ولكن الواقع يؤكد ذلك، فالخطأ هو الطريق الأمثل لمعرفة الصواب وتجنب الوقوع فيه مرة أخرى.
وحيث إنني لست مع أو ضد وأحاول نقل الصورة بحيادية تامة، فالأمر مرتبط بالحاجة أولا وبمقتضيات شخصية كثيرة لن تسنح لى الفرصة أن أناقشها، ولكن كل ما أرغب فى توصيله هو أهمية الاستفادة والاخذ بالجوانب الإيجابية من هذا العالم المذهل والمثير وترك الجوانب السلبية التى تكون سببا فى الهلاك.
إن الرغبة فى التطور ومواكبة الواقع لا تعيب صاحبها، ولكن ما يعيب ويستلزم بنا الوقوف عنده هو ترك الاستفادة التى قد يتسنى له الحصول عليها، ونحن ننقاش الموضوع ليس بصدد تقييد حريات بل بالعكس فالفكر المتطور يعكس الصورة الجيدة لصاحبه، ولأن للإنترنت قوة مذهله فى التأثير اذ يعد من وسائل الاتصال والاعلام القوية والتي لا تختلف كثيراً عن الوسائل التقليدية سواء المقروءة أو المسموعة أو المرئية، حتى أنه يكاد يطغى علي وسائل الاعلام الأخرى ولامجال لتعداد مزايا الإنترنت من سرعة الاتصال ، وقلة التكلفة ، والكم الهائل من المعلومات المتوفرة وإمكانيات البحث القوية والمتعددة للمعلومات، إلا أنه رغم ذلك لم يتم استغلاله بالشكل الأمثل.
فهناك الكثير من المواقع على الشبكة العنكبوتيه التى تقوم ببث معلومات ثرية وقيمة ولكن لايستفاد منها، ورغم ذلك ما زال الكثيرين منا يدخل هذا العالم المثير لمجرد البحث عن أشياء ضررها أكثر من نفعها. وكان من ضمن المواقع التى أثارت جدلا كبيرا وأسئلة متعددة فى الفترة الأخيرة موقع الفيس بوك، خاصة مع هذا الضجيج الإعلامى حول امكانياته الفريدة وحول هذا العدد الهائل من المستخدمين له.
ساحة النقاش