سبق أن ذكرنا أن الأمريكان والروس ورث كلاهما عن الألمان قذيفتين للهجوم والفتك بالأعداء. أحداهما عرفت بالحرف V1، وهو اختصار للفظ الألماني Vergeltungswaffe، أي سلاح الانتقام، والثانية عرفت بالحرف V2 وجاءت بعد الأولى من حيث الزمان. ونزيد هنا فنقول إن الأمريكان والروس كلاهما تركز عليهما، في أول عهدهما بالصواريخ الحديثة، يبحثونهما، ويقلدونهما، ويحورونهما بمساعدة العلماء الألمان الذين كان لهم فضل تصميمها وذلك بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية.
أما القذيفة الأولى V1 فقد عرفت باسم القنبلة الطائرة، وكانت في الواقع طائرة نفاثة ولا طائر بها، تحمل في أنفها، أي في مقدمتها، 2000 رطل من المتفجرات وكانت سرعتها 400 ميل في الساعة. وقد أرسل الألمان منها، من شاطئ فرنسا، نحو 8000 قذيفة، هدف أكثرها لندن. ولم يفرغ الألمان من هذه القذيفة حتى بدأوا بالقذيفة V2 أرسلوا منها إلى لندن نحو 1100 قذيفة. وكانت هذه قذيفة صاروخية حقا، وقودها الكحول، والأكسجين مؤكسدة. وبها مضخة تدفع الوقود.
وكذلك كان بها نوع من التوجيه، ولو أنه كان غير ناجح، فقلما وقعت القذيفة فيما دون 3 أو 5 أميال من هدفها.
والمعروف أن هذه القذيفة حملت عند رأسها طنا من المتفجرات. وكانت سرعتها 3000 ميل في الساعة، ولكن مداها كان فقط 200 ميل.
واشتق الروس والألمان من القذيفة V2 سائر قذائفهم، ومنها ما ارتفع بالاقمار الاصطناعية فدارت حول الأرض كما فعل الروس أول مرة.
ولكنهم اشتقوا كذلك من V1 القذيفة التي أسموها قنبلة طائرة.
ومن أحدث القنابل الطائرة التي صنعها الأمريكان القنبلة الطائرة المسماة Mace-A وبهذه القذيفة جهاز للتوجيه كامل في الجزء الذي يحس بخروج الصاروخ عن مساره ولو بقدر صغير، ويتضمن الجهاز ذا الحلقة الدوارة الثابتة الاتجاه المسمى جيروسكوب Gyroscope، ومعه أجهزة لقياس " العجلة " Accelometer ويتضمن الحاسبات، ويتضمن كذلك المحركات التي تتولى تلقي الأوامر الناتجة عن هذه الإحساسات السابقة، وهي تقوم على الفور بتنفيذها، ووضع القذيفة مرة أخرى في مسارها الصحيح المطلوب.
وكما للأمريكان فكذلك للروس. ومن قنابل الروس تلك القنبلة الطائرة التي رمت بها البحرية المصرية المدمرة الإسرائيلية ايلات، وهي في عرض البحر المتوسط، فأغرقتها. وهذا حديثها.
المصدر: المتحدة للبرمجيات
ساحة النقاش