إنك لو قذفت حجرا في الهواء، لعلا إلى غاية، ثم أخذ ينحدر في شبه قوس إلى أن يضرب الأرض.
وهذه المسيرة جزؤها الأول اكتسب طاقة من يدك ارتفع بها، وأخذت جاذبية الأرض تنقص منها حتى فرغت، ثم تولت الجاذبية وحدها بعد ذلك الهبوط بها إلى سطح الأرض.
وكذا القذيفة الصاروخية. حملتها طاقة محركة إلى أعلى، ضد الجاذبية. وظلت تحملها إلى أن فرغت الطاقة وتغلبت الجاذبية وحدها. فأخذت القذيفة تهبط إلى الأرض، في خط منحن، وفقا لقانون علم الحركيات أي الميكانيكا.
وفي الصواريخ بعيدة المدى يطلق الصاروخ رأسيا، وذلك لكي يخترق طبقات الهواء الأكثف سريعا ويصل إلى الجزء الأعلى من الغلاف الجوي حيث كثافة الهواء غاية في القلة. وبسبب ذلك يكون صعود القذيفة فيه أسرع.
والمدى الذي تعلو إليه القذيفة، وتذهب إليه في الأرض بعيدا، يتوقف على قوة الصاروخ وما فيه من وقود.
ومسار القذيفة يرسم قبل إطلاق الصاروخ بدقة، ويوضع له برنامج تغذى به أجهزة التوجيه في الصاروخ على ما سوف نصف من ذلك. والصاروخ يضبط سير نفسه وفقا لهذا البرنامج (إلا أن تأتي أوامر ضبط حركته ومساره بالراديو من مراقبيه في الأرض).
ثم يقف الضبط والتوجيه، وينفصل الصاروخ عن رأس القذيفة، ويمضي هذا الأخير إلى الهدف المتصور المحسوب سابقا وهو غير متأثر إلا بما تتأثر به قطعة الحجر يرميها إلا ما يتحكم من قوانين القذائف العادية Ballistic.
المصدر: المتحدة للبرمجيات
ساحة النقاش