* وسط الدنيا :
يقول جحا : قابلني بعض المتحذلقين المغرورين وأنا أركب حماري فاستوقفني قائلاً: أين وسط الدنيا ياعالمنا الفذ؟
فأجبت : وسط الدنيا تحت قدميك تماماً.. وإن لم تصدقني فقس الأرض شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً.
إلا أنه لم يرتدع بهذا الجواب المفحم، فسأل متحدياً : كم عدد نجوم السماء يا أذكى الأذكياء ؟
فقلت له : عددها مثل عدد شعر حماري هذا .. وإن لم تصدقني فعدها ثم عد شعر حماري هذا.
إلا أنه استمر في جداله وسخريته قائلاً : كم عدد شعر ذقني يا ابن النبهاء؟
فأجبت – وقد فاض بي الكيل –: عدد شعر ذقنك يساوي عدد شعر ذيل حماري، وإن لم تكن مصدقاً فانزع شعر ذيل حماري وشعر ذقنك وقارنهما يا أعلم العلماء وأذكى الأذكياء.
* الحمار المثقف :
كنت جالساً ذا يوم في مجلس أحد الملوك فأراد أن يسخر مني فقال لي: هل تستطيع أن تعلم حماري القراءة والكتابة؟فأخذتني الحمية وقلت : أعلمه على أن تمهلني عشرين عامًا. فوافق الملك على التحدي وقرر صرف راتب لي في هذه المدة.
فلما خرجت من مجلس الملك اقترب مني أحد الأصدقاء وقال لي: يا أحمق كيف توافق على هذه المهمة؟
فقلت له : في هذه السنوات العشرين إما أن أموت أنا أو يموت الملك أو يموت الحمار.. فمن منا الأحمق أيها الذكي؟!
* السير أفضل :
كنت ذاهباً إلى السوق يوماً لأبيع عشرة حمير امتلكها وركبت حماراً وسرت بعد فترة عددت الحمير لأتاكد أنها عشرة فوجدتها تسعة ثم نزلت من على الحمار وأعدت النظر في عدد الحمير فوجدتها عشرة ثم ركبت الحمار ثانية وعددت الحمير فوجدتها تسعة فنزلت من على الحمار وعددت فوجدتها عشرة.فقلت لنفسي : أسير وأكسب حماراً خيراً من أن أركب وأخسر حماراً.
* عدالة جحا :
كنت في السوق يوماً لأشتري خضراً وفاكهة فامتلأ الخُرْج حتى أصبح ثقيلاً فركبت حماري وحملت الخرج على رأسي فقابلني صديق لي فقال:لِمَ لا تضع الخرج على الحمار وتركب بلا عناء؟
فقلت متعجباً من ظلم الإنسان للحيوان : أنصف يارجل إن هذا الحيوان يريحنا فهل يجوز أن نحمله شيئاً فوق حمله إيانا؟ فليحملني أنا وأنا أحمل الخرج!
* الحمار الغبي :
كنت عائداً من الحقل وقد حملت حماري بالحشائش الجافة فأردت أن أجرب هل تشتعل أم لا؟ فقربت ناراً فوجدت اللهب قد اندلع على ظهر حماري فانطلق صوب الحقل فقلت له:إلى أين أنت ذاهب أيها الغبي ؟ إن كنت عاقلاً لأسرعت إلى النهر.
* الحمار يفضح جحا :
طرق جار لي بابي وطلب مني أن أعيره حماري وكنت أريد ألا أعيره إياه فقلت له :معذرة فقد ذهب ابني بالحمار إلى السوق وما كدت أتم كلامي حتى ملأ هذا الحمار الأحمق البيت نهيقاً وجلبة.
فقال جاري : إنك تكذب يا جحا ها هو الحمار يملأ البيت نهيقاً وأنت تقول إنه في السوق.
فقلت له : يا جاري العزيز أتصدق الحمار ولا تصدق جارك جحا؟!
* الحمار المشاغب :
بعد أن تعبت من عناد حماري أخذته إلى السوق يوماً وعرضته للبيع فاقترب منه مشتر ومد يده إلى فم الحمار ليعرف عمره فعض الحمار يده. ثم اقترب آخر وحاول أن يركبه فأوقعه الحمار. وجاء ثالث فرفسه الحمار.فلما جاءني الدلال قال : إن هذا الحمار لا يباع ولا يشتري فهو يعض ويرفس .
فقلت له : إني لم أحضر حماري العزيز هنا إلا ليعلم الناس ما أعاني منه.
* الحمار يرفض :
جاء جار لي وطلب أن أعيره حماري فقلت له دعني قليلاً لأستشيره ثم دخلت إلى داخل المنزل وعدت لجاري بعد قليل وقلت له لم يرض حماري لأنه يزعم أنك تهينه وتضربه ضرباً مبرحاً ، كما أنك تشتمه هو وصاحبه.
* ذيل الحمار:
ذهبت إلى السوق لأبيع حماراً وفي الطريق لاحظت أن ذيله قذر فقطعته ووضعته في خرجي فلما وصلت إلى السوق أعجب الناس قوته وبنيانه المتين إلا أنهم امتنعوا عن شرائه بسبب ذيله المقطوع. فقلت لهم مطمئناً: لا تخافوا نتفق على الثمن أولاً أما الذيل فإنه معي في هذا الخرج.
* الحمار بائعاً :
اشتريت حماراً من بائع فجل فاشترط أن أشتريه بما يحمله من فجل، فقلت: لا بأس فالتجارة خير كلها. فخرجت أبيع الفجل للبيوت التي تعوّد البائع أن يبيع لأهلها، فكنت كلما اقتربت من بيت وهممت أن أنادي على بضاعتي أسرع الحمار يملأ الحي نهيقاً.فقلت له معاتباً : عجباً لك أيها الحمار .. أأنت الذي تبيع الفجل أم أنا؟!
* سأشتري حماري :
أخذت حماراً هزيلاً بطيئاً لأبيعه في السوق فأعطيته للدلال فأخذ يقول:من يشتري حماراً قوي البنيان ، سريع الخطو ، لا عيب فيه ؟
ففكرت قليلاً وقلت : والله لأشترينه .. فأخذت أزايد مع المشترين حتى وقع عليّ المزاد فأعطيت الدلال الثمن وعدت بحماري وأنا سعيد فلما قصصت لزوجتي ما حدث قالت:
بارك الله فيك يا زوجي سأسعدك انا أيضاً بذكائي لقد غافلت بائع العسل اليوم ووضعت خلخالي الذهبي ليثقل الميزان ثم أخذت العسل ودخلت.
فقلت لها : بارك الله فيك يا زوجتي العزيزة أنا من الخارج وأنت من الداخل والبيت يعمر.
* لو كنت حياً :
سألت زوجتي يوماً : كيف نعرف الميت من الحي ؟ فقالت: إذا مات المرء بردت يداه ورجلاه، وبينما كنت سائراً في الصحراء ذات يوم من أيام الشتاء راكباً حماري إذ أحسست ببرودة في يدي ورجلي فتذكرت كلام زوجتي فعرفت أني مت فنزلت عن حماري وتمددت على الأرض وإذا بذئاب قد ظهرت وهجمت على الحمار ففتكت به فنظرت إلى هذه الذئاب وقلت: أتفتكون بحمار مات صاحبه ولا يستطيع الدفاع عنه؟ والله لو كنت حياً لعاقبتكم أيها الجبناء!* حريقة :
كان جحا جائعاً فدخل دكانًا وطلب طعاماً فجاءه بحساء ساخن فلم يصبر عليه حتى تهمد حرارته بل تناول الملعقة الأولى منه بسرعة ولهفة فاحترق لسانه وأحس كأن النار تلتهب بين معدته وفمه فقام هائماً على وجهه يهرول في الأسواق وينادي : لا تقربوا فإن في جوفي حريقة!* المنوم :
طلبت منه زوجته أن يعود إليها في طريقه من المسجد بدواء منوم لطفلهما الذي يؤرقهما بالبكاء والصياح.. فعاد وليس معه غير الكتاب الذي يقرأه.قالت : لعلك نسيت الدواء ؟
قال : معاذ الله .. هذا هو الدواء وقد جربته اليوم في الكبار فناموا جميعاً فجربيه أنت في الصغار.
* الدجاجة :
كان جحا يأكل دجاجة محمرة فجاء رجل وقال له : أنا جائع أعطني قطعة أسكت بها جوعي .فقال : والله يا أخي ليست لي وإنما هي لزوجتي.
فقال الرجل : ولكني أراك تأكلها أنت ؟
فأجابه جحا : ماذا أصنع يا أخي ؟ فإنها أعطتني إياها وقالت: كُلها.
* مرق البط :
رأى جحا سرباً من البط قريباً من شاطئ بحيرة فحاول أن يلتقط من هذه الطيور شيئاً فلم يستطع لأنها أسرعت بالفرار من أمامه وكان معه قطعة خبز فراح يغمسها بالماء ويأكلها. فمر به شخص وقال له: هنيئاً لك ياجحا لكن ماذا تأكل؟قال : هو حساء البط فإذا فاتك البط فاستفد من مرقه.
* برج التيس :
سأل رجل جحا : ما طالع نجمك ؟قال : ولدت والشمس في برج التيس.
قال الرجل : لا يوجد في السماء برج يسمى برج التيس، ولكنك تعني برج الجدي.
قال : أفمن مولدي إلى اليوم لا يصبح الجدي تيساً ؟
ساحة النقاش