هي إحدى الناشطات في مجال الحقوق المدنية ومكافحة التمييز العنصري، والتي استطاعت إطلاق شرارة حملة احتجاجية كانت بداية لإلغاء التمييز بين المواطنين الأمريكيين على أساس اللون.

ولدت روزا لويس باركس في 4 فبراير عام 1913، تحت اسم روزا لويس ماكولي في بلدة توسكيج في آلاباما. كانت ابنة كلٍ من جايمس ماكولي الذي كان يعمل بالنجارة ، وليونا إدواردز التي عملت مدرسة . كما كانت ذات أصول أفريقية أمريكية، شيروكية (من قبائل الهنود الحمر)، واسكتلندية إيرلندية.

بعد انفصال والديها عن بعضهما عندما كانت في الثانية من عمرها ، عاشت باركس مع والدتها، جديها، وأخيها الأصغر في مزرعة خارج بلدة توسكيج، وتلقت هناك تعليماً منزلياً حتى بلغت الحادية عشرة من العمر، وكانت أيضاً عضواً في كنيسة ميثودية أفريقية.
أكملت باركس دراستها في إحدى مدارس مونتجمري التي أنشأت من قبل بعض النساء اللاتي اعتنقن فكراً متحرراً، توافق مع نصائح والدتها في فهم قيمة الشخص نفسه. ثم انتقلت إلى مدرسة خاصة بالأفارقة الأمريكيون لإكمال المرحلة الثانوية، إلا أنها أجبرت على التخلي عن دراستها للعناية بجدتها، ووالدتها بعد أن أعياهما المرض.
وفي عام 1943 أصبحت روزا عضواً ناشطاً في منظمة الاتحاد الوطني للدفاع عن حقوق السود، وانتخبت كسكرتيرة متطوعة، ثم كرئيس للمنظمة، وقد عملت عام 1940 لفترة قصيرة في قاعدة ماكسويل للقوات الجوية، وهي منشأة فيدرالية لم يكن الفصل العنصري مسموحاً فيها حتى ضمن وسائل النقل، وقد قالت روزا فيما بعد أثناء وضع سيرة حياتها أن عملها في ماسكويل "فتح عينيها واسعاً".

كما ذكرت باركس في سيرتها الذاتية العديد من مظاهر التمييز العنصري الذي واجهته خلال نشأتها، خاصة وأنها قد عاشت في إحدى مناطق الجنوب، والذي كان التمييز العنصري فيه أشد من المناطق الأخرى في الولايات المتحدة، بموجب قانون جيم كرو؛ فقد كان المجتمعان الأبيض والأسود منفصلين، يحكمهما قوانين تفضل المجتمع الأبيض على غيره، حتى من ناحية وسائل النقل، فقد كان على الأمريكيين الأفارقة "السود" التخلي عن مقاعدهم للبيض، أما عن وسائل النقل المدرسية، فقد كانت غير متوافرة للأمريكيين السود - بحسب ما ذكرته باركس- وكانت تلك المرات الأولى التي تمكنت من خلالها فهم الاختلاف الذي كان يجري بين هذين المجتمعين.
كذلك، فقد كان أفراد من جماعة الكلو كلوكس كلان - والتي كانت تنادي بأفضلية الجنس الأبيض البروتستانتي على الأعراق الأخرى- تمر بشكل مستمر في الطرقات أمام البيت الذي كانت تعيش فيه، وكانت تذكر بأن جدها كان يحرس البيت وبيده بندقية، ومشاعر الخوف الذي كان يتملكها عندما كانت هذه الجماعة تمر أمام البيت في الليل. إلا أن باركس قد صرحت بأن بعضاً من البيض كانوا يعاملونها بلطف واحترام.
تزوجت روزا رايموند باركس، الذي كان عضواً في إحدى الجمعيات المكافحة لمظاهر العنصرية ، حيث انضمت إلى هذه الجمعية فيما بعد، وعملت إلى جانب زوجها في تحسين حياة بعض الأمريكيين الأفارقة.

كانت روزا باركس في الثانية والأربعين وتعمل خياطة عندما أسهمت في صنع تاريخ الولايات المتحدة. ففي الأول من ديسمبر كانون الأول كانت السيدة باركس تجلس في حافلة عمومية في بلدة مونتجمري بولاية ألاباما عندما طالبها رجل ابيض بإخلاء مقعدها له، وقد رفضت السيدة باركس عاصية بذلك أوامر سائق الحافلة، وتمردت على القواعد وقوانين الفصل العنصري في أمريكا، التي تفرض على السود إخلاء مقاعدهم والتنازل عنها للركاب البيض، وانتهى الأمر بضربها ورميها خارج الحافلة والقبض عليها وتغريمها 14 دولارا. وانتهى الأمر بالقبض عليها و تغريمها 14 دولاراً.
وقد أدى اعتقالها إلى بدء 381 يوما من الإضراب عن ركوب الحافلات نظمه قس يدعى مارتن لوثر كينج جونير.

وكان هذا الموقف بمثابة الشرارة التي أشعلت حملة ضخمة من السود لمقاطعة الحافلات استمرت إلي 381 يوما نظمه القس مارتن لوثر كينج.
وكانت تلك الاحتجاجات بداية لإلغاء التمييز بين المواطنين على أساس اللون في وسائل النقل. و وصل الذروة في عام 1964 بصدور قانون الحريات المدنية الذي حرم التمييز على أساس العرق في الولايات المتحدة.
 وبعد ذلك بسنوات حصل مارتن لوثر كينج على جائزة نوبل لإنجازاته في مجال الحقوق المدنية.
وفي عام 1957 ، بعد أن فقدت السيدة باركس وظيفتها وتلقت تهديدات بالقتل؛فانتقلت باركس وزوجها إلى ولاية فرجينيا في العام 1957 ثم إلى ديترويت في ولاية ميتشيجان حتى عام 1965، عندما عينت كسكرتيرة وموظفة استقبال عند عضو الكونغرس الديمقراطي جون كونيرس في مكتبه بديترويت، وقد بقيت في هذا المنصب لحين تقاعدها عام 1988.
وقد تم تأسيس معهد روزا ورايموند باركس للارتقاء بالنفس الإنسانية عام 1987، الذي أدار برنامج "الطريق للحرية" في الولايات المتحدة وتعريف الشباب بالمواقع المهمة حول الحقوق المدنية عبر الولايات المتحدة، وفي عام 1992 كتبت روزا باركس سيرة حياتها الموجهة للشباب الصغار.
وفي حديث لها عام 1992 قالت السيدة باركس عن احتجاجها الشهير: "السبب الحقيقي وراء عدم وقوفي في الحافلة وتركي مقعدي هو أنني شعرت بأن لدي الحق ان أعامل كأي راكب آخر على متن الحافلة، فقد عانينا من تلك المعاملة غير العادلة لسنوات طويلة".
حصلت السيدة باركس على الوسام الرئاسي للحرية عام 1996، والوسام الذهبي للكونجرس وهو أعلى تكريم مدني في البلاد بعد ذلك بثلاث سنوات.
توفيت زعيمة الحقوق المدنية روزا بارك عن عمر يناهز الثانية والتسعين في 24 أكتوبر 2005 م، ويشير محاميها إلى أنها توفيت أثناء نومها في منزلها بمدينة ديترويت بولاية ميشيغان.

المصادر:

  • موسوعة ويكيبيديا العربية
  • موقع بي بي سي
  • عشرينات
yomgedid

بوابة "يوم جديد"

  • Currently 418/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
136 تصويتات / 2793 مشاهدة
نشرت فى 15 يونيو 2009 بواسطة yomgedid

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

معبد الأقصر