تحت تصنيف العقلانيين هذه الشخصية الرابعة التي نتحدث عنها. وهي شخصية الحالم أو المخترع صاحب هذه الشخصية يتميز بالصفات التالية:
- إنبساطي في تعامله مع الناس.
- يعتمد على حدسه والحاسة السادسة لتلقي المعلومات.
- يستخدم عقله في إتخاذ قراراته.
- ومتساهل في أداء عمله.
نظرة شاملة على صفات هذه الشخصية:
في تعامله مع العالم الخارجي، العالم له حالتين. الحالة الأولى داخلية حيث يقوم الحالم بإستخدام حدسه ليأخذ موقف من الأشياء من حوله. والحالة الأخرى خارجية ومن خلالها يقوم بالتعامل مع المواقف من حوله حسب ما يمليه عليه عقله ومنطقه. المخترع بإستمرار يستخدم حدسه لمحاولة فهم الصور والأفكار التي يتعرض لها خلال حياته وفي محيطه، في هذه العملية يتطور الحدس لدى الحالم ليصبح سريع البديهة ودقيق في فهم الحالات والأشياء التي تصادفه. بخلاف البطل أو الملهم، الحالم أكثر شخصية في التصنيفات الستة عشرة إستيعاباً للمحيط من حوله. سرعة البديهة هذه والفراسة في فهم الناس والحالات، تضع الحالم في مكان متقدم على أقرانه من الشخصيات الأخرى. وبمرور السنوات وبتطوير نفسه، يصبح للمخترع خبرة وقدرة على إستحضار خيارات وحلول بديلة للمشاكل التي قد تواجهه.
يمكن أن يطلق على الحالم أنه شخصية الأفكار المبدعة والجديدة، فهو يرى فرص وحلول في كل شيء من حوله. وأيضاً هو يملك القدرة والحماس على نشر هذه الأفكار ونقل حماسه لها للناس من حوله. بهذه الطريقة يستحوذ الحالم على الدعم لتحقيق أحلامه وأفكاره.
الحالم لا يولي إهتمام كبير بتطوير خطط العمل أو إتخاذ القرارات بقدر إهتمامه بتوليد أفكار جديدة وحلول بديلة. متابعة العمل على فكرة وتطويرها هو العمل الرئيسي للحالم. وللبعض من الحالمين، ذلك يسبب عادة عدم إكمال ما بدأوه. والحالم الذي لم يطور قدراته العقلية سيتنقل من فكرة إلى أخرى بحماس دون إنهاء أيهما أو دون إتباع خطة لتطوير أو نجاح الذات. ولذلك فالحالم يجب أن يطور طريقة تفكيره حول أفكاره ليتمكن من الإستفادة مما ينتجه من أفكار.
المخترع يتخذ قراراته بالتفكير وحيداً. على الرغم من أن الحالم يفضل أن يفهم الأشياء ويستوعب المعلومات على أن يتخذ القرارات، إلا أنه عند إتخاذه للقرارات فهو ينهج طريقاً عقلانياً ومنطقياً في الوصول إلى استنتاجات. عندما يطبق الحالم العقل والتفكير على إنطوائيته وإنعزاليته فإن ما يتوصل إليه من إستنتاجات يكون قوياً وحاداً. والحالم الذي يطور من قدراته الخاصة، يكون حاد البصيرة، مبتكراً، وجريئ.
المخترع محاور جيد، لديه سرعة بديهة، ويتمتع بالسجال اللفظي مع الآخرين. يحب مناقشة القضايا، وأثناء الحوار قد ينتقل من الطرف الذي يدعمه لطرف آخر، رغبة في إثراء الحوار وحباً في النقاش. إلا في حالة النقاش حول المبادئ التي يؤمن بها، في هذه الحالة يشعر بالإرتباك وقد يقاطع أو يتحدث بشكل مطول.
شخصية الحالم يمكن أن تكون إحدى الشخصيات التي تحمل خواص “المحامي”. وذلك لأن الحالم قد يفعل أي شيء في سبيل تحقيق أفكاره. فكما أن المحامي قد يبرئ المجرم بإيجاد ثغرات في القانون أو النظام، فإن الحالم قد يفعل أي شيء في سبيل تنفيذ أفكاره. وذلك دون أن يكون هناك أي شعور بتأنيب الضمير أو إحساس داخلي بالخطأ. وإذا كان هذا التصرف من الحالم يمر دون أن يراجع أفكاره، قد يتسبب ذلك في أن يرى الحالم على أنه شخص غير أخلاقي أو غير شريف. وبطبيعة الحال فالحالم شخصية عقلانية لا يرى قيمة لمشاعر البشر في إتخاذ القرارات، فإن لم يتذكر الحالم أن يضع حساب لمشاعر الناس عند إتخاذه لقراراته قد يرى كشخص بلا مشاعر.
أقل أجزاء الشخصية تطوراً في الحالم هما الجانب الحواس الخمس في تلقي المعلومات والمشاعر عند إتخاذ القرارات. إن لم يطور الحالم جانب الحواس الخمس فإنه سيواجه مشاكل في عدم الإهتمام بالتفاصيل الدقيقة في حياته. أما الحالم الذي لم يطور جانب المشاعر قد لا يعطي الحالم إهتماماً كافياً بآراء الغير أو وقد يصبح عدوانياً وقاسياً.
عندما يكون الحالم تحت ضغط، يفقد الحالم قدرته على توليد حلول وخيارات بديلة ويصبح مهووساً بالتفاصيل الدقيقة. هذه التفاصيل يراها الحالم على إنها مهمة جداً وهي في الحقيقة لا تهم لحل المشكلة وفي الصورة الكبيرة.
بصفة عامة، الحالم شخصية متفائلة وحالمة. يقدر الحالم المعرفة، ويقضي الكثير من حياته محاولاً الحصول على فهم أكبر للحياة وما فيها. يعيش المخترع في عالم من الإحتمالات والخيارات، يتحمس للمفاهيم، والتحديات والصعوبات. وعندما يتعرض لمشكلة، فإنه يجيد الإرتجال وإيجاد عدة حلول لها. الحالم، إنسان مبدع، ذكي، وشغوف بالعلم والنظريات، كل ذلك يساعده على الإبداع والتفوق في أي مجال يشقه في حياته.
نقاط القوة لهذه الشخصية:
- حماسي، متفائل، ومحبوب.
- من الممكن أن يكون جذاباً جداً.
- يتقن مهارات الإتصال.
- يولي إهتمام بالغ بتطوير نفسه وبتطوير علاقاته الشخصية.
- متساهل ومرنة، عادة ما يكون من السهل التعامل والتوافق معه.
- إنسان صاحب أفكار إبداعية، غالب وقته يكون يعمل على مهمة أو يطور خطة.
- غالباً ما يكون ذو قدرة جيدة على تحصيل المال ولكنه ليس جيداً في التعامل مع المال وإدارته.
- يأخذ علاقاته الخاصة بشكل جدي.
نقاط الضعف:
- دائماً يكون ولعاً بالأشياء الجديدة، قد يكون هذا على حساب نجاحه الشخصي أو علاقاته.
- يميل لأن لا يتابع العمل على أفكاره وخططه.
- حبه للنقاش قد يؤدي إلى الجدال العقيم.
- مخاطر لدرجة كبيرة، ومبذر في صرفه للأموال، كلها تؤدي لجعله غير جيد في إدارة المال.
- على الرغم من أنه يأخذ علاقاته الشخصية بمحمل الجد إلا أنه قد يلقي بها خلفه إن لم يرى تقدماً فيها.
الشخصية كزوج/زوجة:
يبحث الحالم في علاقته الزوجية كأي شيء آخر في حياته عن: التطور والنمو. بإستمرار يسأل الحالم نفسه أسئلة كـ: كيف يمكني تطوير علاقتي الزوجية؟ هل علاقتي الزوجية في تطور؟ من الغالب أن الحالم سيدعوا قرينه بحماس للأفكار والمشاريع الجديدة التي ستساعد على تطوير وتقوية العلاقة الزوجية. وبشكل عام، حماس الحالم وصفاء قلبه توجه الزواج في طريق صحيح وتساعد على نجاحه.
أحد مشاكل الحالم في العلاقة الزوجية هي في ميله الدائم لعدم الإستمرار على الخطط التي يضعها لنفسه. قد يسبب هذا الإحباط لقرينه، وقد يتعود زوج الحالم على أن الحالم لا يستمر في السير على الخطة التي وضعها لنفسه. وذلك بدوره قد يقود الزوج لأن لا يتحمس في العمل مع الحالم على مشاريعه لتوقعه أن عاجلاً أم أجلاً الحالم سينتقل لخطة أخرى.
أيضاً مشكلة أخرى في الحالم هي في تهوره الزائد، والذي قد يضع الأسرة في موقف صعب مادياً.
بشكل عام، حماس الحالم الطفولي وأهتمامه الصادق بصحة وقوة العلاقة الزوجية، تجعله قادراً على توفير علاقة زوجية صحيحة، قوية ومستمرة بإذن الله تعالى. ولكن يحتاج الحالم لأن يذكر نفسه بأهمية البحث ومحاولة إكتشاف ما يشعر به زوجه، كون الحالم بطبيعته لا يملك قدرة طبيعة على إستشفاف مشاعر الغير والتصرف وفقاً لذلك.
على الرغم من أن أي علاقة بين أشخاص من التصنيفات ال16 قد تكون ناجحة، إلا أن الشريك أو الزوج الطبيعي للحالم هو: المستشار (INFJ) أو العالم (INTJ).
الشخصية كوالد/والده:
بطبيعته المرحة والمتفائلة، يمكن القول أن هناك في داخل كل حالم طفل صغير. يأخذ الحالم التربية بمنهج المرح والمحبة، وهو يفعل ذلك لهدف وحيد: الخروج من أي حادثه بدرس “للطفل وللحالم”. وهذا يساعد الطفل على أن ينشأ مستقلاً ومفكراً عقلانياً.
غالباً يكون الحالم غير متسق في الوقت الذي يقضيه مع أبناءه. فهو في لحظة شديد الإهتمام بالأبناء وبكل شيء يعملونه. وبمجرد أن يدعوه عمله أو يشق طريقه في مخطط لتحسين نظام ما فإنه لا شعورياً سيتجاهل أبناءه ويهملهم.
الشخصية كصديق:
الحالم يمكنه أن يندمج مع أي شخص من الأصناف الستة عشر. وبإستخدام بديهته يمكنه أن يعرف ما الذي يشد الآخر وينال على إعجابه، ذلك على الرغم من أن الحالم لا يتعاطف ولا يتوافق مع الناس الذي لا يرون الأمور كما يراها هو. وعلى الرغم من ذلك، الحالم شخصية مرنة، سهلة مجاراته، ويستمتع بالحوار والتحدث مع الآخرين.
على الرغم من أن الحالم يتوافق مع الكثير من الناس، إلا أنه يحيط نفسه بعدد بسيط من الناس صاحبي التفكير الناضج، والقادرين. ولا يحب الحالم شيء أكثر من النقاش والحوار الجيد مع شخص ما. وهذا بدوره سينشط ويحفز الحالم، كونه يحب المنافسه ومناقشه النظريات.
الحالم قد يميل أحياناً للتوجه لأن يكون كـ”الشخص الوحيد-ضد الجميع”، لو لم يتنبه الحالم لها أو أسرف في إستخدامها قد يكون ذلك سبباً في مشاكل في علاقاته الشخصية أو الزوجية.
الشخصية في العمل:
الصفات الرئيسية للعالم في مكان العمل:
- يميل للعمل على المشاريع.
- يستمتع بتوليد الأفكار والنظريات.
- مبدع وخيالي.
- قادر على العمل.
- مرن ومتنوع.
- لديه مهارات إتصال ممتازة.
- يستمتع بمناقشة قضايا مع الآخرين.
- لديه مهارات في التعامل مع الناس.
- قائد بطبيعته، ولكنه لا يرغب بالتحكم بالناس.
- لا يحب أن يتم التحكم به ويقاوم ذلك.
- حي ونشيط، يمكنه بث الحماس في الناس.
- يقدر العلم والكفاءة.
- مفكر عقلاني ومنطقي.
- لديه قدرة على فهم مفاهيم ونظريات صعبة.
- يستمتع بحل المشاكل الصعبة.
- يكره جداول العمل والبيئة الصارمة.
- يكره الروتين والمهام التفصيلية.
الأعمال التي تناسب الشخصية:
- محامي.
- عالم نفس.
- رجل أعمال.
- مصور.
- إستشاري.
- مهندس.
- عالم.
- ممثل.
- مندوب مبيعات.
- بائع ومسوق شخصي.
- مبرمج كمبيوتر، محلل أنظمة، أو أخصائي حاسب آلي.
تطوير النفس:
لتطوير نفسك لو كان تصنيفك الحالم:
- تعرف على ماهو مهم لك. حدد أهدافك وما تريد تحقيقه في حياتك، تعرف على الأسباب التي تدعوك لهذا الإنجاز. وأجعل هذا الإنجاز دائماً نصب عينك.
- تعرف على نقاط ضعفك، قوي نفسك ولا تختبئ خلفها.
- حاول أن تكون متوازناً في علاقاتك العامة، علاقاتك الأسرية، وفي عملك.
المصدر:
- مدونة أبو هارون
- مترجم من صفحة الشخصيات
ساحة النقاش