إذا كنا لسبب ما قد تصورنا أن مصدر الضوضاء الخافتة لا يقع بالقرب منا بل يبعد عنا كثيرا فإن الصوت يبدو لنا أعلى من ذلك بكثير. أن مثل هذه الحالات من خدعة السمع تحدث لنا غالبا ولكننا لا نلتفت إليها دائما.
واليكم الحادثة الطريفة التالية التي وصفها العالم الأمريكي ويليام جيمس في كتابه (علم النفس):
(( حدث مرة أن جليت لأقرأ في وقت متأخر من الليل وفجأة سمعت ضوضاء مزعجة انبعثت من القسم العلوي للمنزل ثم انقطعت ولكنها انبعثت مرة أخرى بعد دقيقة واحدة. وخرجت إلى الصالة لاستمع الضوضاء.ولكن لم يكن لها اثر هناك. وما أن عدت إلى غرفتي وتناولت كتابي حتى انبعثت ضوضاء مزعجة قوية, كتلك التي تسبق العاصفة أو الفيضان وكانت تنبعث من كل مكان. وخرجت إلى الصالة ثانية وأنا شديد الانزعاج ولكن الضوضاء انقطعت مرة أخرى أيضا.
وعندما كنت عائدا إلى غرفتي مرة ثانية اكتشفت فجأة أن الضوضاء صدرت عن شخير كلب صغير نائم على الأرض!...
والطريف هنا أنني بعد أن اكتشفت السبب الحقيقي للضوضاء لم يعد في استطاعى رغم كل الجهود التي بذلتها أن استرجع في سمعي تلك الضوضاء التي حدثت قبل دقائق)).
ولعل القارئ يتذكر حادثة مماثلة وقعت له في حياته.أما انا شخصيا فقد راقبت مثل هذه الحوادث عدة مرات.
المصدر:
- كتاب الفيزياء المسلية (ياكوف بيريلمان)
ساحة النقاش