السلاحف بين البقاء والانقراض:
السلاحف البحرية من مجموعة الزواحف يعود تواجدها إلى أكثر من 200 مليون سنة ماضية وهى كغيرها من الثدييات البحرية تطورت ودخلت الى البحر وعلى الرغم من ان هذا التطور غير كامل الا ان السلاحف البحرية تأقلمت وتكيفت مع حياة البحر فهى ممتازة في السباحة الى جانب انها تستطيع ان تبقى تحت المياه لمدة طويلة من الزمن . الاان ارتباطها بالارض وبأسلافها الاوائل جعل لها خصائص باقية معها الى الوقت الحالى حيث لها رئتين وهى تحتاج الى الهواء لتستنشق كما أن الأنثى تخرج الى الارض لكى تضع بيضها .
لماذا يجب المحافظة على السلاحف البحرية:
هذا الكائن البحري الذي عاش منذ الأزمنة السحيقة وعاصر الديناصورات وغيرها من الكائنات الضخمة واستطاع التأقلم والتكيف ولم ينقرض مثل غيره من الكائنات. هذا المخلوق أصبح مهدد كغيره بالإنقراض بسبب تخريب موطنه على اليابسة والصيد الجائر إلى جانب تلوث بيئته البحرية بالزيوت النفطية والمواد الكيماوية والبلاستيكية ودفن المواد الإشعاعية بالبحار والمحيطات كما تعرضت أماكن التعشيش باليابسة للتدمير والتغيير بحجة الإزدياد السكاني والأنشطة البشرية المختلفة إلى جانب ظروف عديدة أخرى ذات تأثيرات سلبية على حساب هذه الكائنات. ويعتبر الإنسان أول وأخطر المهددين بسبب نشاطاته وتوسعه على حساب غيره. لهذا تنبه العالم من خلال الباحثين والدارسين لهذه الشئون وإلى حجم الدمار لهذه الكائنات. هذا الأمر أستوجب إهتماماً عالمياً مكثفاً دعت إليه المنظمات والهيئات الدولية من خلال الجهات التابعة لها. ولقد تم التوصل إلى عقد إتفاقيات ومعاهدات دولية وإقليمية وسن قوانين محلية لحماية الأحياء البحرية والبرية، سوف نتعرض لها لاحقاً.
أنواع السلاحف:
توجد فى العالم ثمانية انواع من السلاحف:
كيمبس ريدلى
اوليف ريدلى
هاوكس بيل
لوقر هيد (ضخمة الراس)
جرين تارتل ( السلحفاة الخضراء)
بلاك تارتل ( السلحفاة السوداء)
فلات باك (مسطحة الظهر)
ليدرباك (جلدية الظهر)
سلوك السلاحف:
1- التغذية :
السلحفاة ضخمة الرأس الكبيرة ( البالغة ) وشبة الكبيرة تعتبر من آكلات اللحوم فهي تتغذى على الفقاريات التي تعيش في القاع مثل سرطان ـ قنفذ البحر ـ الرخويات وغيرها من القواقع حيث تقوم بطحنها بفعل فكها القوى ، كذلك تتغذى على الأسماك الصغيرة والسلاحف المفقسة الصغيرة كما تتغذى السلاحف الصغيرة العائشة على السطح على الكائنات الحيوانية و النباتية الطافية كذلك السلحفاة الخضراء من آكلات اللحوم و تشبه السلحفاة ضخمة الرأس في نوعية التغذية. فترة المعيشة السطحية هذه تستمر لمدة 2 إلى 4 سنوات السلحفاة الخضراء بعد هذه الفترة تتحول إلى آكلات الأعشاب وذلك بالبحر المتوسط حيث تتغذى على أعشاب البحر والطحالب مثل Cymodocea nodosa, zostera spp, posidonia oceanica, halobhila stipulacea, algae السلاحف الصغيرة الخضراء وضخمة الرأس أثناء فترة معيشتها على السطح لوحظ سرعة استجابتها للألوان الزاهية والبيضاء كغذاء لها نتيجة لهذا فهي تلتقط الأجسام البلاستيكية وصحائف النايلون حيث تعتقد إنها اسماك جيليه مغذية . السلحفاة تعيش منفردة عدا أثناء التزاوج حيث تهاجر إلى مناطق معينة قريبة من شواطئ البحر المتوسط حيث تخرج من قاع البحر وتتغذى إلى السطح لتلتقي وتتزاوج وتتغذى.
2- الاستماع :
السلاحف لا توجد لديها آذن داخلية وهي تعتبر غير قادرة على السمع و لكنها تتعرف على الذبذبات المنخفضة التردد من المحتمل من خلال الجمجمة والصدفة حيث استخدم لها جهاز التردد والذي آثار انتباهها بسرعة هذه الحساسية العالية لديها قد تكون السبب في اختيار موقع معين على الشاطئ تخرج له لوضع البيض.
3- الرؤية :
بالنسبة للسلاحف الكبيرة المعلومات المتوفرة حول مدى رؤيتها غير كافية بالنسبة لصغار السلاحف الخارجية لتوها في اتجاه البحر فهي اكثر حساسية للأضواء المنبعثة من خلال الموجات الطولية القصيرة ( الضوء الأزرق ) حيث لوحظ أن الصغار تتجه ناحية الأضواء بدل أن تتجه ناحية البحر.
4- العمر (فترة المعيشة):
غير معروف كم تعمر السلحفاة دون أن تتعرض للتدخلات البشرية ولكن بالنسبة للسلحفاة ضخمة الرأس فقدر إنها تعيش فترة عمر تزيد عن 60 سنة.
5- فترة النضج:
فترة النضج للسلاحف تختلف من مكان إلى آخر هذا يعود إلى الاختلاف في معدلات النمو وإلى اختلاف درجات الحرارة ووفرة الغذاء ولقد قدر عمر النضج الجنسي للسلحفاة ضخمة الرأس بين 13 ـ 30 سنة كما لوحظ بأن السلاحف التي تعيش في أحواض خاصة تنمو و تكبر وتصبح ناضجة قبل السلاحف العائشة بالبحر. سلاحف البحر المتوسط تبداء بالتعشيش ( وضع البيض ) عندما يكون طول الصدفة حوالي 60 سم وهذه تعتبر صغيرة بالنسبة لنفس النوع بمناطق أخرى من العالم . بالنسبة للسلحفاة الخضراء تضع البيض عندما يصل طول الصدفة 70 سم أما بالنسبة للعمر فهو غير معروف.
6- التزاوج:
التزاوج يتم على المياه القليلة العمق غالبا مسافة 1 كيلومتر عن الشاطئ وغير قريبة من الأماكن التي تخرج لها للتعشيش وليس بعيد جدآ عنها. موسم التزاوج يبدأ غالبا في بداية شهر 5 حيث تجتمع استعدادا للقاء.
7- موسم التعشيش (وضع البيض):
في بعض الأماكن كالبحر المتوسط السلحفاة ضخمة الرأس تبداء في التعشيش مع نهاية شهر 5 وتستمر في وضع البيض إلى شهر 9 بالنسبة للسلحفاة الخضراء تبدأ بعد أسبوعين من السلحفاة ضخمة الرأس مواسم التعشيش تتغير باختلاف الظروف الجوية كذلك لوحظ بأن السلحفاة تستمر بوضع البيض لمدة تصل إلى 4 مرات في الموسم الواحد. كما لوحظ من خلال السلاحف المرقمة سلفا بأنها ترجع إلى نفس الشاطئ الذي فقست وخرجت منه منذ عدة سنوات وهذا الآمر لا يزال لغز محير للعلماء حيث يقول بعضهم أن قد يرجع إلى المجال المغناطيسي للأرض والذبذبات عليها ، واتجاه الموجات والى المواد الكيميائية المتواجدة برمال شواطئ تلك المنطقة ومياهها المجاورة كذلك إلي المواد التغذوية بتلك المنطقة إلي جانب مجموعة أخرى من العوامل التي لاتزال تدرس بدقة.
8- دورة التعشيش:
السلاحف لا تعشش كل سنة بل أن دورة تعشيشها تختلف من سنتين إلي ثماني سنوات أحيانا اكثر فقد لوحظ أن نفس السلحفاة عادت بعد 4 سنوات لوضع البيض وبعض السلاحف لم تعد أبدا وهذا أيضا يرجع إلي عدة ظروف ومنها على سبيل المثال ضياع العلامة اللاصقة التي يضعها العلماء على السلاحف لدراسة حياتها أو إلي ظروف توفر الغذاء لها. وجدت مجموعة من القواقع وسراطين البحر وغيرها من الإحياء البحرية الصغيرة الأخرى كحيوانات بحرية متطفلة تعيش على ظهر وبداخل القوقعة للسلحفاة نوع ضخمة الرأس .
التعرف على السلاحف:
كيف نفرق بين السلحفاة الخضراء والسلحفاة ضخمة الرأس ؟
السلاحف الكبيرة :
بالنسبة إلي السلحفاة ضخمة الرأس تعتبر اصغر من الخضراء حيث غالبا طول الدرقة عن 90 سم ودرقتها مسطحة نسبيا تميل إلي الطول تقل عند الخلف لونها برتقالي يميل إلي البني وسطحها أملس بدون لمعان بالنسبة إلي لون زعانفها ( اليد ) أبيض يميل إلي الأصفر لديها خمس صفائح عظمية تقيها ( تشكل الصدفة ) صغيرة من الإمام عن بقية الجزء الخلفي ، رأسها طويل مقارنة مع السلحفاة الخضراء كما أنها تتمتع بفك قوى ولها مخلبان بكل زعنفة. بالنسبة إلي السلحفاة الخضراء تعتبر أضخم وطول الرقة يصل إلي 110 سم والدرقة مقعرة على شكل قبة بيضاوية وهى غالبا ملساء ولامعة ولونها زيتي داكن ولها أربعة صفائح عظمية واقية وهى غالبا متساوية في الحجم لون الرقبة والزعانف بيضاء مع قليل من الاصفرار ولها مخلف واحد بكل زعنفة .
السلاحف الصغيرة ( المفقسة)
السلحفاة ضخمة الرأس: كل من الرقة والصدر لونهما بني داكن وكذلك باقي الجسم وطول الرقة عند الفقس حوالي 41 ملم وتزن في الغالب حوالي 16 جرام.
السلحفاة الخضراء: الدرقة سوداء وحوافها تميل إلي البياض وهى ملساء والسلحفاة الخضراء غالبا أكبر من السلحفاة ضخمة الرأس و طول الدرقة في المتوسط 47 ملم وتزن حوالي 21 جرام.
الفروق الجنسية :
صغار السلاحف لا تختلف الذكور عن الإناث في البداية قبل النضج الجنسي ثم تبداء الاختلافات في الظهور حيث الذكور في كلا النوعين تكبر أسرع من الإناث كما أن الذيل عند الذكر يصبح أطول من ذيل الأنثى وهذه إحدى أهم الخصائص عند التعرف على السلاحف كذلك عند الذكور نجد أن المخالب أطول من الأنثى كذلك حجم قبة الأنثى أكبر من الذكر.
الأثر والأعشاش :
التعرف على الأثر والعش: بالنسبة للسلحفاة ضخمة الرأس الأثر يكون صغير وخفيف حيث تمشي على الأرض وزعانفها تتحرك بالتعاقب الزعنفية الأمامية اليمين مع الخلفية اليسار في نفس الوقت يعقبها الزعنفة الأمامية اليسار مع الخلفية اليمين . السلحفاة الخضراء اكبر من السلحفاة ضخمة الرأس وجسمها ثقيل وهى تدفع بزعانفها في وقت واحد معا لذلك تكون خطوط الأصابع متقاربة جدا على الأرض بخلاف ضخمة الرأس. البحث عن الأثر يجب أن يكون في الصباح الباكر إذا كان البحث بالليل صعب حيث أن تحرك الرياح تمسح الآثار بسرعة في بعض الشواطئ الرملية الآمر الذي يجعل صعوبة في التعرف إلي الأثر وبالتالي الوصول إلي العش خصوصا بآخر النهار كذلك المد والموج يجعل من الصعب التميز بين الأثر الجديد والقديم إلي جانب أقدام البشر واثر السيارات يجعل من الصعب معرفة الأثر بكثير من الشواطئ. لا ننسى أن ليس كل اثر نتتبعه يوصلنا إلي عش بل أن هناك كثير من المحاولات التي تقوم بها السلحفاة قبل أن تستقر إلي وضع بيضها بالنسبة للعش فإن كلا النوعين تقوم بتكوين عشها على شكل قوس وهي متجهة بوجهها عكس اتجاه البحر حيث تقوم بوضع بيضها ثم تبداء بالاستدارة ناحية البحر وهى تقوم بتغطية العش.
كلا النوعين تحفر العش بزعانفها الأمامية بقوة حيث تقوم بقذف التراب خلفها ، وحجم الحفرة يختلف على حسب مجموعة من المعطيات مثل حجم السلحفاة وموقع العش على الشاطئ وبعد البيض العلوي عن السطح حوالي 20 ـ 35 سم بينما عمق البيض بالحفر من 35 ـ 55 سم وقطر الحفرة يتراوح بين 13 ـ 18 سم عش السلحفاة الخضراء أعمق حيث إنها تقوم بحفر فجوة كبيرة قبل أن تقوم بحفر مكان العش والذي هو غالبا اكبر و اعمق حيث تكون الطبقة العلوية من البيض عن السطح حوالي 45 ـ 60 سم والطبقة السفلية تتراوح من 60 ـ 85 سم وقطر الحفر يتراوح بين 18 ـ 23م من أعلى ويقل بقدر حوالي 5 سم من الأسفل وهنا أيضا الظروف الطبيعية لها تأثير على وضعية العش وغالبا ما يكون راس السلحفاة الخضراء وصدفتها اقل من مستوى سطح البحر النوعين تضع بيضها في حفرة بها رطوبة حتى لا تتأثر بدرجات الحرارة العالية كما أن السلحفاة تحمى الحفرة بزعانفها الخلفية أثناء عملية وضع البيض حتى تمنع سقوط الرمل إلي الحفرة كما أن عملية إسقاط البيض تأخذ في الغالب دقائق معدودة حيث تسقط اثنتين أو ثلاثة معا في وقت واحد عندما تنتهي من وضع البيض تقوم بتغطية الحفرة بالتراب الرطب بواسطة زعانفها الخلفية وحيث أن البيض رخو ومحيط بسائل فيكون متلاصق وهذا يمنع سقوط الرمل بين البيض كما تقوم بردم الحفرة بمساعدة زعانفها الامامية حيث تقوم بقذف الرمل إلي الخلف بينما تستمر هي في الحركة إلي الأمام في اتجاه البحر حتى تترك مكان منخفض عند نقطة الرحيل من العش . السلحفاة ضخمة الرأس أسرع من السلحفاة الخضراء أثناء أعداد العش حيث تنتهي في مدة تستغرق حوالي الساعة بينما الخضراء تستغرق بين 2 ـ 3 ساعات لكي تنتهي من أعداد عشها.
دورة و موسم التعشيش :
تستغرق السلحفاة مدة حوالي نصف الشهر لكي تتمكن من وضع بيضها السلحفاة ضخمة الرأس تبداء موسم التعشيش في الغالب بنهاية شهر الماء ( مايو ) وتنتهي مع نهاية شهر هنيبال ( أغسطس ) بينما السلحفاة ضخمة الرأس تبداء بعد أسبوعين من الأولى إلا أن الظروف الطبيعية قد تؤثر على هذه الفترة كاشتداد الشتاء قد يؤخر الموسم قليلا.
وقت التعشيش :
التعشيش أو وضع البيض يحدث في الغالب ليلا حيث يبدأ بعد الساعة العاشرة ليلا خلال دورات معينة للقمر غالبا أثناء صعود القمر أو أثناء استقراره حيث لوحظ أنها تخرج عندما يبدأ القمر في الظهور حيث يكون صغيرا كما إنها تضع البيض عندما يكون القمر مكتملا وكذلك عندما لا يوجد قمر حيث يكون المكان مظلما . ربما حتى لا يتم ملاحظتها بواسطة أعدائها الطبيعيين.
البيض وحجم الحضانة :
لون البيض ابيض كروي الشكل وهو متين ومرن والقشرة رطبة بالنسبة للسلحفاة ضخمة الرأس تضع 85 بيضة تقريبا في الحضانة الواحدة بينما تضع السلحفاة الخضراء حوالي 120 بيضة بالحضانة الواحدة بينما يصل حجم البيض الذي تضعه السلحفاة ضخمة الرأس إلي 165 بيضة والخضراء إلي 215 بيضة منذ بداية الموسم حتى نهايته. بالنسبة لقطر بيضة السلحفاة ضخمة الرأس يتراوح في المتوسط حوالي 38.4 ملم وتزن حوالي 30 جرام بينما الخضراء قطرها يصل إلي 41.5 ملم وتزن تقريبا 38 جرام هذا يعنى أن حجم الحضانة الذي تضعه سلحفاة واحدة قد يصل حوالي 7 كجم أو اكثر كذلك في أحيان كثيرة يوجد بيض غير مخصب أو غير منتظم الشكل بأعداد قليلة.
البيض الجديد ذو القشرة الرطبة اللزجة المخصبة تبداء في تغيير لونها إلي الأبيض الداكن في الجزء العلوي فوق الجنين هذا القطع يبدأ في الكبر بالتدرج وهذه إحدى الطرق للتعرف على عمر البيض خلال الأيام عندما يكون عمر البيضة يوم أو يومين تظهر بقعة بيضاء على الجزء العلوي للبيضة فوق الجنين عندما يصل عمرها 5 إلي 7 أيام نصف الجزء العلوي يصبح ابيض وفي حوالي مدة 10 ـ 12 يوم كل البيضة تصبح بيضاء اللون بينما البيض الغير مخصب عليها بروز مسننة وهذا نتيجة لفقد العش لرطوبته نتيجة للتبخر ، كذلك يرجع إلي طبيعة الشاطئ وعمق و غالبا هذا يحدث للبيض الموضوع بأعلى العش هذا البروز في قشرة البيض يعتبر أمر طبيعي وله تأثير بسيط خصوبة البيض.
مدة تحضين البيض تستغرق حوالي سبعة أسابيع ولكنها قد تتراوح بين 44 ـ 60 يوم أو أكثر . أيام عديدة قبل الفقس تبداء قشرة البيضة في التهري وتصبح هشة وهذا نتيجة لاستهلاك الكالسيوم من قبل الجنين , عند الفقس تقوم الصغار بكسر القشرة بواسطة البروز الذي يوجد في مقدمة أنفها وهذا يفقد بعد الفقس بقترة.
الافتراس :
تتعرض السلاحف للافتراس بواسطة الحيوانات أثناء خروجها لوضع البيض وللصغار أثناء فقسها واتجاهها إلي البحر ,هذا الافتراس اصبح مشكلة تهدد السلاحف وتزيد من تناقص أعدادها السلاحف تواجه مجموعة من الأعداء المفترسين وذلك أثناء دورة حياتها.
افتراس البيض وصغار السلاحف :
في المناطق التي لا يوجد بها نشاط بشري الافتراس يكون للبيض وصغار السلاحف وهي في طريقها إلي البحر وهذا يقلل عدد السلاحف بشكل كبير والمفترس الشائع بمعظم دول البحر المتوسط هو حيوان الثعلب حيث يتعرف على الأعشاش خاصة عندما تكون جديدة بواسطة حاسة الشم لدية حيث تكون رائحة العش قوية وكذلك الصغار أثناء خروجها من العش في طريقها إلي البحر ولقد قدر أن ثعلب واحد يستطيع تغطية مساحة كيلومتر واحد أو اكثر الكلاب المهملة وابن الآوي وغيرها من الثدييات الأخرى تعتبر من المفترسين لبيض وصغار السلاحف هناك كذلك السرطان الغول يقوم بافتراس الأعشاش و الصغار أثناء خروجها من العش في طريقها للبحر. هذا إلي جانب بعض الطيور التي تفترس الصغار عندما تدخل إلي البحر وتسبح على السطح تتعرض إلي الافتراس من قبل بعض الأسماك التي تعيش على السطح ألا أن المعلومات المتوفرة عن الافتراس داخل البحر تعتبر قليلة إلي حد الآن.
المحافظة على السلاحف :
التوقعات والأولويات :
إن الحفاظ على إناث السلاحف الكبيرة و الأعشاش يعتبر من الاستراتيجيات الأساسية فالأنثى الواحدة قد يصل إنتاجها حوالي 500 بيضة في الموسم الواحدة هذا يعنى أنها أثناء دورة حياتها قد تضع بضع آلاف من البيض معظم هذا البيض والصغار يتم القضاء عليها بالشاطئ قبل وصولها إلي البحر حيث قدر أن العدد الذي يصل إلي البحر حوالي %10 من المجموع الكلى كما أن أعداد كبيرة يقضى عليها في البحر قبل أن تصل إلي سن النضج الجنسي أي عندما يكون عمرها من 2 ـ 4 سنوات لهذه الأسباب فإن الحفاظ على السلاحف مهم جدا لكي نضمن تكاثرها وعدم انقراضها. السلحفاة الأنثى الناضجة جنسيا لابد أن يتواجد لها على الشاطئ الآمن لكي تضع بيضها ومن الثابت أن السلحفاة تعود إلي نفس الشاطئ الذي فقست فيه لكي تضع بيضها لكن معظم هذه الأماكن تغيرت مع مرور الزمن ازدياد التعداد السكاني والنشاطات البشرية الآمر الذي جعل هذه الأماكن غير أمنه للسلاحف للعودة لها للتعشيش بها ، وبالبحر المتوسط اصبح ألان كلا النوعين مهدد بالانقراض لعوامل عديدة نذكر منها إلي جانب الأسباب السابقة:
انقراض المساحات الكبيرة التي تعشش بها.
الصيد الجائر لها لاستخدامات عديدة مثل الحصول على الصدفة لأغراض سياحية.
تناول البيض كمادة غذائية غنية بالبروتينيات.
ازدياد الأماكن السياحية والضوضاء والأضواء.
إلي جانب ظروف أخرى عديدة ذات الأثر السلبي على تناقص أعداد السلاحف الآمر الذي اصبح يهدد السلاحف بالانقراض. لهذا اصبح من الضروري اتحاد جميع الاحتياطات الضرورية للحفاظ والحماية الكاملة للسلاحف وذلك باتخاذ تدابير هامة لحماية البيض وصغار السلاحف على النحو التالي :
حماية الأعشاش والصغار بالشواطئ وذلك بإعلان أن هذه الشواطئ مناطق محمية و منع التدخلات البشرية بها.
حماية البيض بمواقعها وذلك بوضع أقفاص حديدية فوقها لحمايتها من الافتراس من أعدائها الطبيعيين ولكي نضمن رجوعها مستقبلا الطبيعي نفس الشاطئ لغرض وضع البيض به.
في حالة استحالة المحافظة على البيض بمواقعها الأصلية فيجب نقلها الطبيعي أماكن أخرى لها نفس الظروف وبها حماية لكي نضمن سلامتها ومراقبتها وعند فقس البيض يجب إلي نحرر الصغار ونمكنها من الدخول الطبيعي البحر لتستأنف حياتها الطبيعية.
في أحيان كثيرة تستدعى الضرورة القصوى نقل الأعشاش من أماكنها الأصلية الطبيعي أماكن أخرى من اجل حمايتها مثل حالات تلوث الشواطئ بالزيوت النفطية ووجودها في أماكن سياحية وبها أضواء كثيرة حيث إلي الصغار أثناء خروجها من العش في وجود الأضواء تفقد طريقها وتتجه ناحية الأضواء وعكس البحر الآمر الذي يؤدى الطبيعي هلاكها هذه الصغار يجب إلي تلتقط ويتم تحريرها ليلا على الشاطئ وتركها تسير بمفردها متجه الطبيعي البحر مع حمايتها حتى تدخل الطبيعي البحر.
صيد السلاحف :
تأثير الصيد والحاجة الطبيعي اتخاذ القوانين نشاط صيد السلاحف ذات تأثير كبير على تناقص أعداد السلاحف سواء بالبحر أو على الشواطئ فكثير من السلاحف تعلق بشباك صيد الأسماك وتبقى عالقة لفترات طويلة تحت الماء ومن المعروف إلي السلاحف تحتاج الطبيعي الهواء لاستنشاق الأوكسجين فتموت لذلك دعت الضرورة سن قوانين لمنع صيد السلاحف لغرض الاتجار بها وتصدير منتجاتها وحيازتها السلاحف بالبحر المتوسط يتم إمساكها غالبا عن طريق الشباك المجروفة فوق السطح أو التي تسحب بقاع البحر كما إلي السلاحف التي تعلق غالبا بشباك صيد الأسماك تحاول إلي تتخلص من هذه الشباك فتقوم بقطع الشباك لذلك عندما تكتشف هذه السلاحف فتيم قتلها من قبل الصيادين كذلك أحيانا كثيرة يتم قتلها عندما توجد بالقرب من أماكن نصب الشباك حتى لا تقع بها تقطع الخيوط. لذلك لابد من وضع قوانين تمنع نصب الشباك في الأماكن القليلة المياه والقريبة من الشواطئ التي تلجي لها السلاحف لغرض وضع بيضها هذه الأماكن يجب إلي لا يقل عمقها عن 50 متر لكي نحافظ على سلامة السلاحف وكثير من الأنواع البحرية الأخرى التي تعيش في المياه القليلة العمق.
إدارة الشواطئ :
إدارة الشواطئ لغرض حماية السلاحف واعشاشها والبيض ثم الصغار هذه الإدارة تحتاج إلي تنظيم النشاطات البشرية على هذه الشواطئ والبحر إيقاف ومنع عمليات الاصطياف والصيد ومنع الألعاب البحرية والقوارب والمراكب البحرية وغيرها ألانها تمنع السلاحف من الوصول إلي الشواطئ لوضع البيض كما إنها تسبب جروح واصابات مميتة للسلاحف كذلك النشاطات الليلية من أضواء وأصوات واجسام ملفتة للعين تبعد السلحفاة وتخيفها من الخروج للتعشيش وقد يكون خروجها من المستحيلات كذلك في حالة تواجد أعشاش فان السير فوقها بواسطة الأقدام والسيارات قد يجعل من الصعب على الصغار اختراق الرمل والخروج إلي جانب وضع الشمسيات قد تؤثر في نوع الجنين من ذكر وأنثى إلي جانب تدمير عدد كبير من البيض. كما أن صغار السلاحف في حالة خروجها من العش ليلا قد تغير اتجاهها ناحية الأماكن المضيئة الأمر الذي يعرضها إلي الخاطر كثيرة فقد تقع فريسة سهلة تحت عجلات السيارات إلي جانب صعوبة وصولها إلي البحر وتعرضها للهلاك نتيجة لهذا يجب أن تنظم هذه الشواطئ وتوضع لها قوانين وقواعد يجب مراعاتها واحترامها من قبل الآخرين كذلك يجب أن يتم وضع علامات تحذير وتنبيه بهذه الأماكن إلي جانب بعض المعلومات المفيدة التي يسير شد بها المصطافون وغيرهم ممن يتواجدون بهذه الأماكن وإذا أقضت الظروف إنشاء مركز معلومات بالمنطقة وتكوين فرق عمل من المتطوعين توزع ملصقات وبطاقات بها معلومات مفيدة عن السلاحف وأهميتها للتنوع البيولوجي بالبحر المتوسط .
الاتفاقيات الدولية لحماية السلاحف والأحياء البحرية :
هناك عدة اتفاقيات دولية نذكر منها :
اتفاقية عن السلع الدولية للأنواع المهددة من الأنواع النباتية الحيوانية (cites) تتضمن هذه الاتفاقية كل السلاحف البحرية المتضمنة في ملحق هذه الاتفاقية إن هذه الأنواع من السلاحف مهددة ويمنع تداولها والاتجار بها.
اتفاقية عن حماية الحياة البرية والمستوطنات الطبيعية لأوروبا وسميت هذه الاتفاقية باتفاقية برن (1997).
اتفاقية المحافظة على الأنواع البرية المهاجرة (1979) سميت هذه الاتفاقية باتفاقية بون، وتدعو هذه الاتفاقية بالملحق رقم(1) ضرورة المحافظة على السلاحف البحرية ضخمة الرأس والخضراء.
اتفاقية عن حماية البحر المتوسط من التلوث: (اتفاقية برشلونة-1979) والتي تضم مجموعة من البروتوكولات التابعة لها والتي منها بروتوكول يتعلق بالمناطق المتمتعة بحماية خاصة (1982)، هذا في مجمله يهتم بالأحياء البحرية التي تعيش بالمتوسط كما يهتم بالتنوع البيولوجي وضرورة الحفاظ عليه.
الاتفاقية الإفريقية حول حماية الطبيعة والمصادر الطبيعية -الجزائر(1968).
توجيهات الدول الأوربية المشتركة حول حماية المستوطنات الطبيعية والأحياء والنباتية والحيوانية والبرية (1992).
هذا مجمل للاتفاقيات على المستوى الدولي إلى جانب وجود منظمات عديدة غير حكومية مثل السلام الأخضر وغيرها تدعو إلى حماية البيئة والطبيعة والتنوع البيولوجي.
تظل التشريعات والقوانين رهينة المكاتب والإدارات إذا لم تطبق إلى أفعال وأعمال لذلك يجب على كافة الجهات سواء كانت عامة أو خاصة بضرورة تكاثف جهودها وخلق برامج علمية وإعلامية للتعريف بهذه الكائنات البحرية الهامة ودورها الحيوي في التوازن البيئي " التنوع البيولوجي" والعمل على حمايتها والمحافظة عليها للأجيال القادمة ولكي لا تبقى ترى في الصور والمتاحف كما حدث لمخلوقات كثيرة انقرضت مثل الديناصورات وغيرها من الكائنات.
المصدر : الخط الأخضر " أبحاث وتقارير "
ساحة النقاش