أنواع كثيرة من العناكب في عضتها سم نافع يمكنها من إذهال الفريسة، بل وقتلها. تفرز السم بمساعدة الغدد فيها.

والغدد مؤلفة من خلايا متخصصة، أو مجموعات من الخلايا لها قيمتها العظيمة للإنسان والحيوان لما تنتجه من مواد. وفي الوسع تشبيهها بالمصانع الصغيرة المنتجة للمواد الكيميائية. عندها غدد العرق، وغدد تفرز اللعاب، وغدد تفرز العصارات الهضمية، وغيرها كثير. وكلها تعمل في داخل الجسم تمكينا من آلاته علي أداء وظائفها أداء جيدا كفوءا.

وللنبات أيضا غدد تفرز المواد الكيميائية المعقدة. وعليه فإن لآكلات النبات من الحشرات غددا تفرز العصارات الهضمية، وبعض أنواع الشجر تفرز لبن الشجر الذي منه يصنع المطاط. وفي الأزهار غدد تعزل زيوتها السريعة التبخر.

وتتضاعف في كثير من الحيان الخلايا الغددية لتنشئ مستعمرات خلايا- مستعمرات يمكن رؤيتها لكبرها. مستعمرة خلايا كهذا، تؤلف غدة واحدة. جلد الضفدع والسمندل يحوي خلايا غددية كثيرة منهمكة دائما بإفراز مادة لزجة تبقي سطح هذه المخلوقات رطبا. ومتي امتلأت هذه الخلايا فإنها تتسع ولكنها لا تستطيع أن تتسع إلي الجانبين، لأن خلايا الجسم المحيطة بها لا تنضغط بسهولة- وبدلا من ذلك فإنها تتجه داخلا، وتجمع غدد وحيدات الخلايا يكون غدة مضاعفة واحدة.

وفي الوسع تصنيف الغدد وتقسيمها إلي مجموعتين أساسيتين: الخارجية الإفراز التي تفرز من خلال فتحة إلي السطح؛ والصماء التي توجه إفرازها مباشرة إلي الدم.

هذه الغدد في الإنسان لا تشمل فقط غدد العرق، وغدد الدموع، التي ترتبط بالسطح الخارجي للجسم، بل أيضا مختلف أنواع الغدد التي تصب العصارات في السطح الداخلي للقناة الهضمية.

لحيوانات كثيرة غدد الإفراز الخارجي، وهي تزودهم بوسائل الدفاع، أو الهجوم. وقد ذكرنا غدد السم في بعض أنواع العناكب. قليل من العناكب تستطيع شق جلد الانسان، إلا أن لدغة العقرب الاستوائي أمر يخشي منه ويستدعي التفكير والحيطة. فهي تسبب للكبار مرضا خطرا، بل هي تقتل الأطفال والصغار.

حمة العقرب المعقوفة تنمو من طرف الذيل. وعندما تقذف إلي الامام في جسم الضحية، يحقن الضغط السم من غدة في الثقب الذي أحدثته الحمة، عضة الأفعي لا تختلف في طريقتها، فضغط انياب الأفعي يجعل السم يخرج من كيس في أصل الناب. ويتدفق السم عبر سنها المجوفة إلي داخل الجرح. والآلية لا تقل فعالية عن أي حقنة تغرس تحت الجلد.

الظربان حيوان جميل، لجلده الفروي شهرة عالمية. ولكن للظربان شهرة أخري أيضا. فعندما يثير غضبه أمر ينفث رائحة كريهة من غدتين في ظهر الجسم، وهذه الرائحة تفرز سائلا زيتيا أصفر اللون. بتقبض العضلات قرب هاتين الغدتين، يستطيع الظربان أن يوجه هذا السائل المؤذي بدقة إلي بعد بضعة أمتار. سلاحة أذن رشاش كريه الرائحة. ولا عجب في جراة هذا الحيوان المنبعثة من مضاء سلاحه ضد الاعداء!

وليس كل إفراز غددي حيواني مزعج للإنسان. فصناع العطور منذ أجيال وقرون استعانوا بالمسك- وهو مادة تستخرج من جراب تحت الجلد البطني للأبل المسمي مسك. الذكر يتبرز المسك في هذا الجراب. في هذا الجراب تنتج الغدد الصغيرة العبير الذي ينطلق خارجا من فتحتين صغيرتين متي أمتلأ الجراب. وهذا العبير يخلف وراء آثار تدل علي المنطقة التي يسكنها الحيوان، فتعرف الأيائل أن لها إخوة وأخوات تستطيع أن تأمن شرها وتنضم إليها.

المصدر:

  • كتاب الحياة وعجائبها / إميل خليل بيرس
yomgedid

بوابة "يوم جديد"

  • Currently 370/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
124 تصويتات / 3752 مشاهدة
نشرت فى 16 إبريل 2009 بواسطة yomgedid

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

معبد الأقصر