في البنكرياس، وبين الغدد التي تصب العصارة في قناة البنكرياس، توجد مجموعات كثيرة من الخلايا المتخصصة لا يزيد حجمها عن حجم رأس الدبوس أنها المعروفة لانغرهانس التي تفرز الأنسولين. وهو الهرمون الذي يعود نقصه بالوبال على الإنسان، إذ يصيبه بمرض السكري .
والأنسولين في الحقيقة هو بروتين تأثيره الأول تخفيض نسبة الغلوكوز ( السكر) في الدم. ويؤدي هذا العمل بطرق مختلفة، من هذه الطرق، زيادة ما يختزن في الكبد والعضلات من الغليكوجين .. ومنها التعجيل في إدخال الغلوكوز إلى الخلايا، واستحثاث تحلله وتفككه إلى ماء ثاني أكسيد الكربون والعمل على تخفيف الوجود الدهني .
ولكن متى نقصت كميات الأنسولين عن حجمها الطبيعي، أضر هذا النقص بالأيض من جميع وجوهه ونواحيه.
فيزداد الغلوكوز في الدم، ويختلط بالبول ، ويصيب المرء داء السكري العضال ؟
ويفضي النقص في الأنسولين إلى تفكك يصيب المواد الدهنية، وتنبعث بقوة رائحة الكيتون (مركب عضوي) .
قبل عزل الأنسولين ، أي قبل لا يقل عن خمسين عاماً، كان السكري يقتل بسرعة ، ودون أي استثناء . أما اليوم فقد تسنى للإنسان إن يسيطر عليه ويتحكم به، عن طريق حقن الأنسولين . ويوجد أيضاً عقاقير وأقراص تحوي العناصر الفعالة القادرة على تخفيض السكر الموجود في الدم .. ولكنها لن تحتل مكان الأنسولين ، بل يحتل مكانه شيء. فهو الحياة بالنسبة للمصابين بمرض السكر.
والأدهى في مرض السكري إن مضاعفاته كثيرة وخطيرة وخطرة، فالأيض يتخلله اضطراب وانحراف.. وتنتاب الكليتين تغيرات نحو الأسوأ، وكذلك العينان تصابان بالمرض، والضعف في الرؤية ، وأحياناً بالعمى. الأعصاب تتضرر، والقدمان يتعرضان للتسمم ( الغنغرينا).
كل هذا يحدثه مرض السكري، إن لم يكن المريض متيقظاً وعلى أهبة في كل حين ليدفع عنه الشر، ويبعد الضر.
المصدر:
- كتاب الحياة وعجائبها / إميل خليل بيرس
ساحة النقاش