التساؤل : هناك تاريخ طويل من الجهود والإنجازات فى طريق مكافحة ختان الإناث، ما هى أهم الدروس المستفادة والاتجاهات الجديدة فى التعامل مع هذه القضية؟
الرد :
أ) الدروس المستفادة:
1- هناك الآن مؤشرات إيجابية كثيرة تدعو للأمل والتفاؤل، وإنجازات يجب استثمارها لتدعيم جهود مكافحة الختان ومنها:
- قرار وزارة الصحة بحظر ممارسة ختان الإناث.
- رأى الأزهر الشريف ممثلاً فى فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوى الذى يعلن دائماً أن الختان للإناث عادة وليست عبادة.
- رأى الكنيسة المصرية الرافض لممارسة ختان الإناث.
- إعلان جمعية أطباء النساء والتوليد أن ختان الإناث عملية ضارة وغير ضرورية وممارستها بأيدى الأطباء مخالفة لآداب المهنة.
- الدعم القومى متمثلاً فى تبنى المجلس القومى للطفولة والأمومة لهذه القضية، إضافة إلى وزارات الصحة والشئون الاجتماعية والإعلام.
- موقف كل المنظمات الدولية، وغالبية المنظمات المحلية الحكومية والأهلية ضد ختان الإناث.
2- الخبرات السابقة أظهرت أن التركيز على الجانب الصحى لختان الإناث كانت له آثار سلبية، أهمها ما يلى:
- تطبيب الختان: أى تحويل ممارسة الختان إلى أيدى الأطباء باعتقاد أن ذلك يحمى القناة من حدوث المضاعفات الصحية، حيث أظهر المسح السكانى الصحى المصرى (DHS) لعامى 1995، 2000 التزايد المستمر لنسب إجراء ختان البنات لدى الأطباء.
- فقد مصداقية القائمين بالتوعية لدى النساء اللاتى لم يمررن أو يدركن المضاعفات الصحية للختان (مثل النزيف، الالتهابات، الصدمة العصبية..).
3- ما زال معدل انتشار هذه الممارسة عالياً فى مصر نتيجة لقصور الجهود السابقة فى التعامل مع هذه القضية من منظور اجتماعى شامل.
4- ما زالت القوى والمصالح الاجتماعية والاقتصادية المتمسكة باستمرارية العادة أقوى من المجهودات المختلفة لمقاومتها. بالإضافة إلى الثقافة الذكورية التى تبرر وتعزز دوافع هذه الممارسة.
5- التضارب فى مواقف كل من رجال الدين والأطباء حول الختان، مما يعرقل كثيراً من جهود مكافحته.
6- قصور الدور الإعلامى فى تناول قضية ختان الإناث بشكل مباشر ومن خلال رسائل واضحة غير متضاربة.
7- نقص البحوث والمواد التعليمية والمدربين لدى المنظمات الأهلية، وكذلك ضعف البنية الأساسية والاحتياج إلى دعم قدرات هذه المنظمات.
ب) الاتجاهات الجديدة فى التعامل مع قضية ختان الإناث:
- مناقشة ختان الإناث من منظور اجتماعى وثقافى شامل (وليس من منظور صحى ودينى فقط) والتعرف على الجذور التاريخية لعادة الختان والمبررات الاجتماعية والمناخ الثقافى الذى يؤيدها، ثم مناقشتها فى إطار حقوق المرأة والطفلة الأنثى والحقوق الإنجابية للمرأة المصرية وفى إطار تفعيل مفاهيم الشراكة والتكامل بين الرجال والنساء فى المجتمع المصرى.
- تدعيم المناخ الاجتماعى ضد ختان الإناث وذلك بتعبئة المستنيرين والمثقفين من الأطباء ورجال الدين والإعلاميين وصانعى القرار ونشطاء المجتمع المدنى من أجل استمرارية الحركة الاجتماعية المناهضة للختان.
- تنسيق الجهود الأهلية والحكومية على كافة المستويات بدءاً من العمل القاعدى وانتهاءً بوضع السياسات والاستراتيجيات الملائمة لمناهضة ختان الإناث فى مصر. وتشجيع كثير من المنظمات الحكومية والأهلية ومراكز البحوث لوضع ختان الإناث على أجندة عملها.
- ألا تقتصر الدعوى الدينية الإسلامية والمسيحية على النهى عن ختان الإناث لأنه لم يأت به نصوص فى الكتب المقدسة (القرآن الكريم والكتاب المقدس) فقط، ولكن تأتى فى إطار تقديم تفسيرات دينية مستنيرة لقضايا العفة والشرف وأهمية العلاقات بين الرجال والنسـاء القائمة على الشراكة فى مؤسسة الزواج والمجتع، والدفاع عن حقوق الفئات الضعيفة (الطفلة الأنثى)، حيث تسعى الأديان للارتقاء بالإنسان (الرجل والمرأة) ودفع الأضرار والمفاسد والمظالم بمختلف أشكالها عن المجتمع.
- التحول من منهج التلقين أو الرسالة الموجهة إلى منهج الحوار الذى يستمع إلى الناس ويناقش الخلفيات الاجتماعية والثقافية المؤيدة للختان ويقدم المعرفة العلمية والتاريخية والدينية بطريقة واضحة (أى الانتقال من الخطاب الترهيبى الذى يركز على المخاطر الصحية مثل النزيف والعقم إلى الخطاب العلمى المعرفى).
- تفعيل دور الإعلام فى مكافحة ختان الإناث وذلك بإدماج رسائل إعلامية مناهضة للختان فى كافـة الوسـائل الإعلامية المسموعة والمقـروءة والمرئية، ورفع الوعى حول قضايا المرأة المختلفة والربط بينها.
ساحة النقاش