التساؤل : يشاع بين الناس أن الجو الحار (وخاصة فى الصعيد) يساعد على إثارة الغرائز الجنسية لدى البنات والسيدات، كما أن البنات والسيدات السمراوات يتسمن بقوة أو زيادة هذه الغرائز، لذلك فالختان ضرورى للحد من ذلك، فهل هذا صحيح علمياً ؟
الرد :
هذا كلام غير علمى، لان حرارة الجو ولون الجلد ليس لهما علاقة بالسلوك الجنسى للمرأة، لأنه كما سبق وأوضحنا أن الرغبة والسلوك الجنسى أمر له علاقة بالعقل والثقافة والتربية والبيئة الاجتماعية والعادات والتقاليد المعروفة فى كل مجتمع.
ينطوى هذا الكلام على قدر كبير من الأساطير التى تروج حول الجنس الأفريقى عموماً وذوى البشرة السمراء. فما أكثر ما روج حول أن السلالة الأفريقية بالطبيعة والوراثة محدودى الذكاء، كسالى، لهم رائحة كريهة، لديهم نشاط جنسى زائد.. ، هذا الكلام هو بقايا تراث عنصرى بغيض، حاول تقسيم البشر من حيث سلالاتهم وأعراقهم ولون بشرتهم إلى سلالات راقية وأخرى وضيعة.
بدأت الأفكار والنظريات الخاصة بتقسيم البشر وتفسير سلوكهم ومزاجهم وقدر ذكائهم وصفاتهم الشخصية ونشاطهم الجنسى... حسب نوع السلالة والعرق منذ بداية القرن السادس عشر الميلادى، وقد استمرت إلى منتصف القرن العشرين.
ساهمت هذه النظريات والأفكار العنصرية فى تبرير كثير من حركات الاستعمار الغربية للقارة الأفريقية، باعتبار أن سكان أفريقيا يقعون فى أسفل السلم من حيث تقسيم السلالات البشرية.
أثبت العم أن هذه النظريات العنصرية ليس لها أساس علمى، وأن مستوى ذكاء الإنسان وصفاته وسلوكه (أبيض كان أم أسمر) تحددها ظروف النشأة والواقع الاجتماعى الذى ينشأ فى الشخص.
جزء من الأفكار والنظريات العنصرية يقول أن النساء السود فى الأماكن الحارة لديهن هياج ونشاط جنسى زائد، وهذا كلام المراد به التقليل من شأن المرأة السمراء التى تعيش فى أفريقيا واعتبارها كائن غير منشغل إلا بأمر واحد ألا وهو الجنس.
وفى الصعيد المصرى نجد كثير من الناس يرددون هذه الأقوال، ويتهمون النساء فى الصعيد بمثل هذه التهم السخيفة (حرارة الجو تجعل النساء أكثر هياجاً أو المرأة السمراء وخاصة فى جنوب الصعيد والنوبة لديها نشاط جنسى زائد). كل ذلك ما هو إلا تبرير لعملية الختان.
المؤسف فى الأمر أننا نردد هذه التهم والأفكار المراد بها إهانتنا والانتقاص من شأننا دون مراجعة أو نقد!!!
ساحة النقاش