التساؤل  :  يعتقد أن ختان الإناث من العادات والتقاليد الفرعونية الموروثة منذ زمن بعيد، حتى أصبح إجراؤها أمراً ضرورياً. فكيف يمكننا إقناع المجتمع بعدم ممارستها؟

الرد    :    ختان الإناث ممارسة قديمة جداً، مارستها كثير من الشعوب قبل الأديان السماوية الثلاثة.

  •     ختان الإناث عادة أفريقية وليست فرعونية أو دينية، ويحتمل أن الختان دخل مصر مع غزو الأحباش لها فى عهد الأسرة الخامسة والعشرين قبل الميلاد.
  •     ومما يزيد الاحتمال بأن عادة ختان الإناث وردت إلينا من أفريقيا، وأنها أفريقية بالأساس وليس لها أصل فى الدين، خريطة انتشار عادة ختان الإناث فى العالم، والتى توضح أن الانتشار الكبير لهذه العادة مازال فى بلاد قارة أفريقيا، فهناك ما يقرب من 28 دولة أفريقية يقع أغلبها فى وسط قارة أفريقيا تمارس ختان الإناث حتى وقتنا هذا. تلك الدول ليست لها ديانة واحدة. فمنها دول تدين شعوبها بالمسيحية وأخرى بالإسلام كما تنتشر فيها العبادات والطقوس الإفريقية الأخرى، بينما تكاد تخلو كل دول العالم فى باقى القارات الخمس الأخرى من هذه العادة، إلا فى البلاد التى لديها مهاجرين من قارة أفريقيا. مما يدل على أن الموطن الأصلى لهذه العادة هو قارة أفريقيا، وأن الامر ليس له علاقة بالدين بالأساس، لكنه ارتبط بالدين بعد ذلك.
  •     يقدر عدد الفتيات والنساء اللاتى تعرضن لممارسة الختان حولى 130 مليون سيدة وفتاة فى العالم، يعيش أغلبهن فى أفريقيا وتعيش قلة فى باقى قارات العالم فى الدول التى تحتوى مهاجرين أفريقيين.
  •     الختان طقس من طقوس العبادات القديمة التى نشأت حول منابع النيل فى وسط أفريقيا.
  •     من المؤكد تاريخياً أن المصريين جميعاً مارسوا ختان الإناث قبل أن تعرف مصر المسيحية والإسلام. فقد ورد فى بردية من العصر اليونانى (بردية رقم 24 المحفوظة بالمتحف البريطانى ومؤرخة سنة 163 قبل الميلاد) حديث لسيدة تريد أن تجرى الختان لابنتها لأنها قد بلغت السن المناسب للختان وذلك استعداد للزواج. لكن الختان استمر بعد دخول المصريون إلى المسيحية فى القرن الأول الميلادى وإلى الإسلام فى القرن السابع الميلادى وحتى يومنا هذا.
  •     ليست كل عادة قديمة توارثناها، يعنى ذلك أننا لابد وأن نجربها حتى لو ثبت أن ليس لها فائدة بل أضرار كثيرة، وقد آن الأوان لمراجعة العادات الضارة والتحلى بالشجاعة لرفضها.
  •     يسمى المصريون أقسى أنواع الختان "الطهارة السودانى" بينما يسميه السودانيون "الطهارة الفرعونى" وهذه محاولة من كل ثقافة للتنصل من هذه الممارسة بنسبها لثقافة أخرى، وهذا لا يحدث مع المورثات الثقافية الأصيلة التى تفخر بها الشعوب يدل هذا على أن ضمائر الشعوب التى تمارس ختان الإناث غير مستريحة تماماً لهذه العادة.
  •     هناك الكثير من عاداتنا الموروثة اندثرت بمرور الوقت وقل عدد من يجريها لأننا اكتشفنا أضرارها وعدم جدواها، ومن أمثلتها: الدخلة البلدى – زواج الأقارب – الزواج المبكر – الثأر – الوشم – عدم تعليم الفتيات.
  •     هناك الكثير من عاداتنا المورثة جميلة نتمنى أن تستمر وتورث من جيل إلى جيل مثل احترام الصغير للكبير، واحترام كبار السن، والمشاركة الجماعية فى الأفراح والأحزان، واحترام العائلة والأسرة... الخ.

التساؤل    :    لقد اقتنعنا بعدم جدوى ختان البنات، ولكننا نخشى من كلام الناس والشائعات، فكيف نتخطى هذا التردد؟

الرد  :    

هل يمكن لأى أب أو أم عرفا حقيقة الخطر الصحى والمهانة التى سوف تتعرض لها ابنتهما، ثم يقوما بعد ذلك بختانها من أجل كلام الناس!! هذا أمر غير معقول.

إن اتخاذ القرار برفض الختان ليس سهلا لكنه ليس مستحيلاً، فقط يحتاج إلى قدر من الشجاعة والمصارحة وأن نبدأ الخطوة الأولى بأنفسنا ونحمى بناتنا من هذه الممارسة العنيفة الضارة، ولا نستجيب للضغوط الاجتماعية.

ونستطيع اليوم أن نسأل عن كل الأسئلة التى تشغلنا حول صحة ختان الإناث، حيث تنتشر الكتابات والبرامج التليفزيونية التى تتكلم عن هذا الموضوع، لنعرف حقيقة الموضوع ونفكر ونتخذ القرار المناسب.

ويمكننا أن نلجأ فى حالة وجود شخص فى العائلة لديه إصرار شديد على إجراء الختان إلى شخص متزن وله مصداقية لإقناعة مثل أحد الأقارب، أو رجل دين، أو طبيب.... الخ.

أيضا من المفيد أن نقوى بعضنا البعض فى رفض هذه العادة، فأى أسرة قررت أن تمتنع عن الختان، لابد وأن تقوى باقى الأسر، وتتكلم معهم لتكوين مجموعة من الأسر الرافضة للعادة والتى تستطيع أن تعلن عن ذلك بصراحة.

yomgedid

بوابة "يوم جديد"

  • Currently 348/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
116 تصويتات / 2456 مشاهدة
نشرت فى 15 فبراير 2009 بواسطة yomgedid

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

معبد الأقصر