مع تنوع الخبرات الوظيفية المتاحة الآن فلا يوجد شكل واحد للسيرة الذاتية يناسب جميع الأشخاص، ولكن وبالرغم من ذلك فهناك طرق متعارف عليها لترتيب المعلومات فى سيرتك الذاتية لكى تبرزها فى أفضل شكل ممكن.
والأسلوبان اللذان يحظيان بأكثر اهتمام ومناقشة هما الشكل الزمنى والشكل الوظيفى، ولكل منهما مزاياه وعيوبه فيما يخص طريقة عرض البيانات. الأسلوب الثالث ـ الجمع بين الأسلوبين السابقين ـ هو محاولة للتوفيق بين الأسلوبين وهو أسلوب لاقى شعبية فى السنوات الأخيرة. ويقدم لك "المعاون المهنى" نظرة عامة عن كل شكل من هذه الأشكال لمساعدتك فى أن تجد أفضل شكل يناسبك.
الشكل الزمنى
هذا هو أكثر أشكال السيرة الذاتية شيوعا والشكل المفضل لدى أصحاب العمل. ففى الشكل الزمنى يسلط الضوء على الخبرة الوظيفية، ويتم عرض التاريخ الوظيفى للمتقدم بترتيب زمنى عكسى بحيث توضع أحدث وظيفة فى أعلى القائمة.
الشكل الزمنى يناسبك إذا كانت أحدث خبرة وظيفية لك لها علاقة بالوظيفة التى تتقدم إليها وإذا كنت تود الاستمرار فى نفس الخط الوظيفى أو مثيله، فصاحب العمل المرتقب يمكنه أن يرى بسهولة ما قمت بعمله وكيف تقدمت فى عملك واكتسبت خبرات جديدة.
وعلى الرغم من شعبية هذا الشكل إلا أن هناك بعض الأسباب التى قد تجعله غير مناسب لك. إذا كنت فى بداية دخولك إلى ساحة العمل من المدرسة، فإن مثل هذه السيرة الذاتية ستبرز افتقارك إلى الخبرة، أو ربما تكون قد عملت حديثا فى وظائف ليست لها علاقة بالوظيفة التى تتقدم إليها. إذا كنت تعود مرة أخرى إلى ساحة العمل بعد فترة طويلة من التغيب فإن مثل هذه السيرة الذاتية سوف تبرز فترة التغيب والسكون، وستظهر فترات الفراغ فى تاريخك الوظيفى بشكل أكثر وضوحا.
وبالمثل إذا كان تاريخك الوظيفى به العديد من الوظائف قصيرة الأجل فإن من شأن ذلك أن يؤدى بصاحب العمل المرتقب إلى التساؤل عن قدرتك فى المحافظة على وظيفتك والاستمرار فيها. أما وجودك فى وظيفة واحدة على مدى فترة طويلة من الزمن فى شركة ما قد تكشف عمرك إلى حد ما وربما لاتشعر أنت بالراحة إزاء هذا الموضوع.
الشكل الوظيفى
هذا الشكل لايتبع خطا زمنيا متصلا ولهذا فهو يبرز إنجازاتك ومهاراتك، أما تاريخك الوظيفى فيكتب بشكل موجز أو يتم تجنبه تماما. وتوضع مهاراتك وخبراتك الهامة بالنسبة للوظيفة الحالية (بما فى ذلك الخبرة التعليمية) فى بداية سيرتك الذاتية، وتنظم بحيث يستطيع صاحب العمل أن يرى مدى ارتباط مهاراتك بالوظيفة التى تتقدم إليها. (فى السيرة الذاتية ذات الشكل الزمنى قد ينظر صاحب العمل ببساطة إلى الوظائف التى عملت بها من قبل لمعرفة إذا كانت لديك الخبرة التى يبحث عنها). ربما تتطلب كتابة السيرة الذاتية ذات الشكل الوظيفي مجهودا أكبر ولكنها تعطيك حرية تسليط الضوء على مواهبك بدلا من التركيز على خبراتك الوظيفية التى حصلت عليها حديثا.
ويمكن أن تكون السيرة الذاتية ذات الشكل الوظيفى فعالة بشكل خاص إذا كنت قد عملت فى عدد من الوظائف المتشابهة، ففى هذه الحالة ستسمح لك بإلقاء الضوء على مهاراتك بدلا من عرض لاجدوى منه لتاريخ وظيفى ممتلئ بالوظائف المتشابهة. ولكن السيرة الذاتية ذات الشكل الوظيفى قد تثير فى ذهن صاحب العمل تساؤلات عما إذا كنت تريد إخفاء بعض المعلومات، ولايعنى هذا أن السيرة الذاتية ذات الشكل الوظيفى يتم تجاهلها أو أنها بلا تأثير. ولكن صاحب العمل الذى يبحث عن تاريخ وظيفى واضح المعالم قد لايعجبه هذا الشكل، خاصة إذا استخدمته لإخفاء حقيقة افتقارك إلى الخبرة أو وجود فترات طويلة بلا عمل فى تاريخك الوظيفى.
إذا لم يكن لديك اعتراض على الشكل الزمنى المعكوس فاستعمله بدلا من الشكل الوظيفى. أما إذا كنت ماتزال معجبا بفكرة الشكل الوظيفى فربما جعلت سيرتك الذاتية أكثر جاذبية عن طريق دمج الشكلين وعمل سيرة ذاتية تجمع بينهما.
الجمع بين الشكلين الزمنى والوظيفى
السيرة الذاتية التى تجمع بين الشكلين الزمنى والوظيفى هى سيرة ذاتية ذات شكل وظيفي ولكن أضيف إليها تاريخ وظيفى موجز، وفيها تعرض المهارات والإنجازات أولا ثم يتبعها التاريخ الوظيفى. يجب عليك أن توضح أين ومتى عملت ونوع الوظيفة التى كنت تؤديها، فمن شأن هذا أن يقلل من مخاوف صاحب العمل وقلقه إزاء خبراتك، ويسمح لك أيضا أن تبرز مواهبك وكيف يمكنك استخدامها فى الوظيفة التى تتقدم إليها. وعلى الرغم من أن معظم أصحاب العمل يفضلون السيرة الذاتية ذات الشكل الزمنى إلا أن هذا الشكل هو بديل جيد للسيرة ذات الشكل الوظيفى.
ساحة النقاش