يعرف الجميع أن الإنسان الذي بلا هدف سوف يعاني ويتخبط في الحياة لأنه لا يسعى لغاية يريد تحقيقها فيبدو تائها في طريقه لا يعرف ماذا يجب أن يفعل وما هي الأشياء التي عليه أن يتجنبها في حياته ، ولكن السؤال المطروح أمامنا الآن ، طالما عرفنا أنه يجب على الإنسان أن يكون له هدفا في الحياة فما هي الضوابط التي تحكم اختيار الهدف ؟ ، فقد يختار الشخص هدفا في بداية حياته ولك يكون هذا الهدف على أسس غير موضوعية وبذلك يفشل في تحقيقه أو حتى ينجح في تحقيقه ولكن تكون لديه طاقات أخرى غير مستغلة .

فالهدف هو النقطة التي تنطلق نحوها الجهود في التخطيط ، وترتبط الأهداف بالمستقبل وما يراد تحقيقه في المستقبل ، وهنا نريد أن نشير أن الأهداف تختلف عن الآمال ، فالأهداف تمثل نقطة وصول يبذل في سبيلها مجهودات ، أما الآمال فهي مجرد رغبات اعتباطية لا تتحول إلى أهداف إلا إذا بذل الشخص مجهودا وسعى إلى تحقيقها .

وتكمن أهمية وضوح الأهداف في نقطتين :

  • مرشد للتخطيط لأنها الأساس الذي يبنى عليه الخطط والبرامج والجهود المبذولة.
  • معيار للقياس والمتابعة للحكم على كفاءة الأداء ودقة وتنفيذ الخطط.

ولعل من الأهمية أن نشير إلى أن الأهداف قد توضع لفترة قصيرة وتسمى قصيرة المدى ، أي كأن يحدد الشخص له هدفا مرحليا يمكن تحقيقه في فترة قصيرة من الزمن ، فمثلا عندما يسعى الشخص للترقي خلال سنة من عمله فيعد هذا أحد أنواع الأهداف القصيرة المدى ، ويوجد أيضا نوع آخر من الأهداف يسمى الأهداف البعيدة المدى وفيه يحدد الشخص هدفا أعلى وأسمى يسعى إلى تحقيه دوما كأن يتطلع إلى منصب رئيس مجلس إدارة الشركة أو أن ينفذ مشروعا خاصا به وما إلى ذلك من الأهداف التي تتطلب وقتا لتنفيذها .

يتبادر في ذهن البعض أنه بمجرد تحقيق الهدف بعيد المدى فإن الشخص سوف يركن إلى الجمود والسكون ، وهذا الكلام عار تماما من الصحة ، ولكن وقتها على الشخص أن يسعى إلى تحقي نتائج أعلى استنادا على ما حققه من قبل ، فالأهداف متسلسلة ولا يمكن أن يعيش الإنسان بدونها ، فهي ليست غايات نهائية ولكنها تتسلسل دوما لتحقيق المزيد من النجاح.

وإليك الآن الطريقة المنطقية التي يمكنك من خلالها تحديد أو تكوين الأهداف بصورة مثالية:

  • نقطة البداية : وهي أن تعرف إمكاناتك ومؤهلاتك وما هي الأشياء التي تجيدها أو تحبها وتريد أن تتعلمها .
  • الخطوة الثانية : هي دراسة واستطلاع ما يمكن أن تكتسبه وأن تضيفه إلى نفسك من دراسات أو دورات تدريبية .
  • الخطوة الثالثة : هي تحديد الفرص المتاحة أمامك وما هي المجالات التي يمكن أن تعمل فيها – بالنسبة للمجال المهني – وكذلك الفرص المحتملة لك في المستقبل.
  • الخطوة الرابعة : هي تقييم الفرص المتاحة في ضوء الإمكانيات المتوفرة لك والمحددات المفروضة عليك .
  • الخطوة الخامسة : هي اختيار الفرص الأكثر احتمالا في ضوء المعايير التي حددتها .
  • الخطوة السادسة : هي ترجمة الفرصة المختارة إلى أهداف استراتيجية .

ولكي نبتعد قليلا عن المجال النظري إليك تطبيق عملي لهذه الخطوات :

  1. أنا حاصل على بكالوريوس تجارة شعبة محاسبة وأجيد العمل على الكمبيوتر .
  2. يمكنني أن أتعلم المزيد عن برامج المحاسبة بالكمبيوتر كما يمكنني حضور دورات تدريبية تنظمها الجمعيات المتعلقة بتخصصي.
  3. يمكنني العمل كمحاسب قانوني كما انني أجيد أعمال السكرتارية .
  4. إذا اتجهت للعمل كمحاسب قانوني فإن ذلك يعد إضافة لي ويعتبر مركزا مرموقا خاصة أنه يتعلق بدراستي وتكمن المشكلة فقط في الفترة التي سأظل فيها تحت الاختبار والتدريب حتى أحصل على فرصتي كاملة ، أما أعمال السكرتارية فهي تمنحني مرتبا مجزيا ويعيبها أنها بعيدة عن مجال تخصصي وقد لا اثبت جدارة فيها.
  5. أعتقد أنني سوف أبدع في مجال المحاسبة أكثر من أعمال السكرتارية لأنني تخصصت في هذا المجال ولدي الإمكانات التي تجعلني أتفوق فيه .
  6. بعد أن قررت أن أختار مجال المحاسبة كهدف لحياتي العملية فعلي أن أبحث عن مكاتب المحاسبة التي يمكن أن تضمني إليها وأن أسأل في النقابة عن الدورات التي يمكن أن تفيدني ، وأن أتفوق على زملائي بالدراسة المستمرة حتى يمكنني أن أثبت أقدامي في هذا المجال وبعد ذلك سوف أفكر في كيفية أن أعمل لحسابي الخاص في مكتب محاسبة خاص بي ولكن سوف يتم ذلك على المدى البعيد بعد أن أكون قد حققت الهدف القريب.

خصائص الأهداف الجيدة :

  • أن تكون الأهداف محددة ودقيقة الصياغة .
  • أن تكون متوازنة ومتكاملة بحيث تخفي صور التناقض والتضارب بين الأنشطة المتبعة لتحقيها ، أي لا يكون هدف الفرد على المدى القصير جني الأموال بأسرع وقت ممكن ، وأن يكون على المدى البعيد أنه يريد أن يحقق درجة علمية وأكاديمية معينة.
  • أن تصاغ الأهداف في شكل نتائج مستهدفة .
  • أن تكون الأهداف متوافقة مع الظروف المحيطة بالفرد ، بمعنى ألا تتعارض مع محددات حياته وعلاقاته الاجتماعية .
  • أن تكون الأهداف ممكنة وواقعية بمعنى ألا تبالغ في تحديد أهداف تعجز عن تحقيها ، كذلك يجب عدم التضاؤل والتصاغر في تحديد الأهداف حتى لا تفقد معناها كمرشد للأداء.

هناك بعض الشروط الواجب توافرها في الأهداف وعليك أن تختار هدفا يضم هذه الشروط ثم تسعى لتحقيه :

  • وضوح الأهداف وصراحتها ، فمثلا أن تحدد أن عليك زيادة مبيعاتك خلال ستة أشهر إلى 50 ألف جنيه ، وليس أن تقول : أنه ينبغي أن أعمل على زيادة المبيعات بكمية كبيرة.
  • أن تتسم بالواقعية وليست مجرد خيالات يستحيل تحقيقها .
  • إمكانية تلمس نتائج الوصول إلى الأهداف عند تحقيها ، فكثيرا من الأهداف تكون مجرد كلمات عامة .
  • عدم تعارض الأهداف مع قيم المجتمع ومثله .
  • عدم تركيز الأهداف على نقطة واحدة فقط ، مثل التركيز على الربح ولا شئ سواه ، بل يجب أن تتكامل الأهداف لتحقيق أكثر من نقطة مثل الربح مع المكانة الاجتماعية المرموقة .
yomgedid

بوابة "يوم جديد"

  • Currently 357/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
117 تصويتات / 3957 مشاهدة
نشرت فى 5 فبراير 2009 بواسطة yomgedid

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

معبد الأقصر