1- شهادة الأستاذ الدكتور يحيى الرخاوى (أستاذ الطب النفسى بكلية الطب – جامعة القاهرة) حول عادة ختان الإناث:
"ختان البنات إهانة للرجل وليس للمرأة"
كنت فاكراها ياما حتة أتة / لقيتها ياما حتة من الجتة
بهذه الكلمات تتغنى الفتيات بغناء ممزوج بالبكاء والألم بعد إجرائهن لعادة الختان.. بهذه الكلمات بدأ د. يحيى الرخاوى أستاذ الطب النفسى بجامعة القاهرة يتذكر معاناة إخوته البنات وهن صغار واغرورقت عيناه بالدموع قائلا: ختان البنات إهانة للرجل وليس للمرأة، لأنه يقرر إجراء هذه العملية لابنته لأنه خائف وليس واثقا من نفسه، ليس واثقا من تربيته، ليس واثقاً من زوجته، يفعلها ليطمئن، لكنه أبداً لا يطمئن، ورغم أن نساء مصر قد ابتلين بهذه العادة التى لا تمارس ضد بنات السعودية وإيران والكثير من البلاد العربية التى تعتبر أكثر تشدداً ما جاء فى الدين الإسلامى، لكن نساء مصر ينتصرن عليها ويحاولن ذلك فى علاقاتهن بأزواجهن، لأن جسد المرأة كله يشعر بالحب، نحن لا نريد أن نشجب الختان لتكون المرأة أكثر صلاحية للاستخدام، لكن لأن هذا حقها ألا نقطع أجزاء حية من جسدها، ألا ننظر إليها دائماً على أنها مشروع خيانة وأنها ليست أمينة على جسدها.
هناك أغنية شعبية عن معاناة البنات فى ختان الإناث تعبر عن حقيقة علمية
كنت فاكراها ياما حتة أتة/ لقيتها ياما حتة من الجتة.
هكذا تقوم الأغنية الشعبية التى ترددها البنات فى حزن وبكاء بعد ختانهن. والأغنية تعنى أن البنات أدركن بعد الختان إن ما قطع من أجسادهن ليس "حتة أتة" أى ليست زوائد أو شئ تافهن بل هى "حتة من الجتة" أى جزء من الجسد، والأغنية تعبر عن الخدعة التى تعرضت لها البنات، وعن حقيقة علمية أدركتها البنات من الخبرة العملية وهى أن الختان هو قطع لعضو من أعضاء الجسد كما تقول العلوم الطبية.
2- شهادة الأستاذ الدكتور محمد فياض (أستاذ أمراض النساء والتوليد بكلية الطب – جامعة القاهرة) فى مجلة روز اليوسف عدد 8-11-2003
نيابة عن أمهات مصر
أوقفوا الجريمة
التى تتم وسط الزغاريد والأفراح
هذا نداء لوزارة الصحة فى مصر ونقابة الأطباء والقضاء العالى وجمعيات المرأة فى مصر، بإسمى وبالنيابة عن الأمهات خصوصاً للقضاء نهائياً على عادة ضارة ليس لها أساس دينى إسلامى أو مصرى، بل عادة موروثة منذ آلاف السنين بدأت فى أواسط أفريقيا.. وفعلاً فى مصر تم بعث هذه الجريمة التى يتم إجراؤها لبناتنا فى سن الزهور، وتسبب الكثير من المضار الصحية على المدى القصير والبعيد، وتعتبر إحدى اللعنات التى تصيب الطفلة والبنات عموماً فى البلدان التى تجرى فيها.
وقد قال الدين كلمته والقضاء أحكامه والطب نتائجه على أنها تعتبر جريمة بكل معانى الكلمة، عن عمد وسبق الإصرار، يعاقب عليها بالسجن والأشغال الشاقة لكل من يمارسها من ممارسى الطب ومن يقدم على إبلائها أو التحريض عليها كما جاء فى حكم القضاء العالى فى مصر.
وبالرغم من أنه قد ثبت من الإحصائيات أن نسبة الختان فى مصر قد انخفضت فى السنوات الماضية إلا أنه لا تزال هناك ممارسات تجرى فى كثير من البلدان، وإنى بإسمى وإسم السياسة المصرية لصحة الأم والطفل أرفع هذا النداء لوزير الصحة المصرية ونقابة الأطباء لمنع إجرائها بواسطة أى طبيب يمارس المهنة. وكذا لنقابة الأطباء. فإن للطب أخلاقاً أبرزها عدم إجراء أية عملية إلا إذا كانت لها فائدة صحية وخالية من الضرر الجسمانى، وبالمنطق نفسه فإنه إذا ثبت أن أية عملية ليست لها فائدة أو تؤدى إلى مخاطر فإنه يجب عدم إجرائها وتجريم الطبيب الذى يقوم بإجرائها على حسب القواعد الطبية بنقابة أطباء مصر.
نعم إن إستمرار إجراء عملية الختان فى مصر قد دفع بعض البلدان التى تعادى بلدنا والدين الإسلامى إلى الهجوم على حضارتنا، واتهامنا بالهمجية وعدم احترام حقوق الإنسان وبالرغم من أن كثيراً من البلدان الأفريقية مثل غانا والسودان قد سبقتنا إلى استئصال هذه العادة الضارة فإننا كأطباء وجمعيات أهلية ونقابة الأطباء ورجال الدين علينا مهمة العمل على استئصال هذه الجريمة التى لا تزال تجرى فى بلدنا، وهى الجريمة الكاملة التى تجرى وسط الزغاريد والأفراح بينما الطفلة تعانى الآلام والعذاب.. إنى أرفع هذا النداء لجميع الجهات فى مصر المسئولة عن استمرار هذه العملية الضارة وهذا العار الذى مازال يلطخ وجه الحضارة المصرية ويعطى الفرصة السانحة لأعدائنا للتعرض بغير حق، والهجوم على ديننا وحضارتنا وهى بريئة من هذه العادة.
ساحة النقاش