المعتقد: هل عندما تتحرك الرغبة الجنسية عند المرأة هل معنى هذا أنها تقوم فوراً بممارسة الجنس أو البحث عنه؟ وهل الأعضاء التناسلية الخارجية مسئولة عن ضبط السلوك الجنسى للمرأة؟
التصحيح: بالطبع لا فالأعضاء التناسلية الخارجية غير مسئولة عن السلوك الجنسى للمرأة، والمتحكم الوحيد فى السلوك الجنسى للمرأة والرجل والسلوك بشكل عام هو العقل ولا شئ سواه.
فالمعروف علمياً أن المخ يحتوى على مراكز مسئولة عن تصعيد الرغبة الجنسية إلى مستوى الاستثارة والاستعداد لممارسة الجماع, أو التثبيط والسيطرة على الرغبة وبذلك لا تتم الممارسة، أى أن المخ هو العضو الوحيد فى الجسد الذى يستطيع تطوير وتصعيد الرغبة الجنسية وإرسال الأمر إلى الأعضاء الجنسية لتستعد للمعاشرة، أو يثبط الرغبة ولا يعطى الأمر لهذه الأعضاء فينتهى كل شئ من حيث بدأ.
ولذلك يوجد بالمخ فى منطقة تسمى القشرة الحوفية المراكز المسئولة عن التحكم فى السلوك الجنسى، تتصل هذه المراكز بمراكز المخ الخاصة بالحواس والانفعالات، كما تتصل بمراكز المخ العليا التى تختزن فى الذاكرة الخبرات المختلفة والقيم الدينية والاجتماعية والأخلاقية. فإذا أرسل المخ إشارات للجهاز العصبى يندفع الدم إلى الأعضاء التناسلية الخارجية للمرأة لتستعد وتقوم بدورها فى إتمام المعاشرة الجنسية. وإذا لم يرسل توقف كل شئ.
وعلى هذا فأنه كثيراً ما تتحرك الرغبة فى نفس المرأة لكن هذا لا يؤدى بالضرورة إلى المعاشرة الجنسية، لأن المرأة تزن بعقلها هل هذه المعاشرة خطأ أم صواب، هل تمارس مع أى أحد أم لابد أن يكون فى الإطار الشرعى (إطار الزواج)، وحتى إن كان فى الإطار الشرعى مع زوجها فإن الظروف والحالة النفسية وعلاقتها بزوجها كل ذلك يؤثر على قرار الزوجة. ثم أن الفتاة المصرية سواء كانت مختنة أو غير مختنة تتربى على قيمة العفة واحترام جسدها مما يجعلها متزنة وحذرة فى سلوكها الجنسى سواء قبل الزواج أو بعد الزواج.
إن السلوك الجنسى للمرأة كالرجل يتوقف فى النهاية على التنشئة والتربية والعقل الذى يرشد ويحرك السلوك سواءً كان صالحاً أو خاطئًا.
إن الواقع داخل المجتمع يثبت لنا يومياً أن هناك فتيات وسيدات مختنات يرتكبن سلوكاً جنسياً منحرفاً ولم يحميهن الختان من الانحراف فى السلوك، بينما هناك سيدات غير مختنات لديهم سلوك جنسى صالح ومنضبط (والعكس صحيح أيضًا).
الإشباع أو الارتواء الجنسى لدى المرأة
وهى قمة وهدف المعاشرة الجنسية لكل من الرجل والمرأة، وعدم الحصول على لذة الارتواء وتحقيقها يسبب ضرراً لكلا الطرفين على السواء.
وتحتاج العلاقة الجنسية الطبيعية إلى توافر عدة عوامل تتشابك فيما بينها، وهى كالتالى:
- أعضاء تناسلية سليمة وكاملة النمو والنضج.
- توازن هرمونى مناسب.
- سلامة الجهاز العصبى.
- تغذية دموية كافية.
- حالة من الانسجام النفسى والعاطفى والاجتماعى بين كل من الرجل والمرأة.
وتمر عملية المعاشرة الجنسية بمراحل أساسية لدى الرجل والمرأة وهى كالتالى:
- مرحلة الإثارة.
- مرحلة التوتر أو الاحتقان الدموى.
- مرحلة لذة الارتواء.
- مرحلة الارتخاء.
إن الدور الأساسى والجوهرى للأعضاء التناسلية الخارجية للمرأة هو الاستمتاع بالمعاشرة الجنسية للزوجة والزوج على حد سواء. حيث أن تكوينها وما تحتويه من كريات عصبية ونهايات حسية وأوعية دموية تساعد على القيام بوظائف هامة أثناء الجماع وهى:
• تمدد واحتقان الأعضاء التناسلية الخارجية والذى يؤدى بدوره إلى :
- دفء ونعومة منطقة الفرج.
- ضيق فتحة الفرج التى يتم فيها الإيلاج.
- نزول إفرازات تسهل عملية المعاشرة الجنسية.
• وجود الكريات العصبية والتهابات الحسية وخاصة على رأس القضيب تساعد كلا الزوجين على الإحساس بلذة الجماع، كما تساعد على تمدد الأعضاء التناسلية وزيادة إفرازاتها.
من المعلومات السابقة يمكننا أن نستخلص الآتى :
- الدور الأساسى والجوهرى لإتمام المعاشرة الجنسية بطريقة طبيعية وتحقيق السعادة لكلا الطرفين الزوجة والزوج يقع على عاتق الأعضاء التناسلية الخارجية (وخاصة البظر ورأس القضيب)، فقد خلقها الله ومدها بكثير من الأوعية الدموية والأعصاب والنهايات الحسية من أجل أداء هذا الدور على أكمل وجه. ولذلك فإن أى قطع أو تشويه للأعضاء التناسلية الخارجية للمرأة يؤثر بشكل أساسى على سلامة المعاشرة الجنسية وتحقيق اللذة من ورائها.
- إن الأعضاء التناسلية الخارجية للمرأة ليس لها أى دور فى تقليل الرغبة الجنسية أو ضبط السلوك الجنسى لدى المرأة. ويلعب العقل والتنشئة الاجتماعية والاخلاقية والظروف النفسية والاجتماعية الأدوار الأساسية فى تحريك أو تقليل الرغبة وتحديد السلوك عند المرأة سواء المتزوجة أو الغير متزوجة.
ساحة النقاش