إعداد: د. عبد الرحيم عمران - د. غادة الحافظ
بالرغم من أن التغيرات البدنية والنفسية التي تصاحب المراهقة لا تحدث بالضرورة في وقت واحد لدى جميع المراهقين فإنه يمكن تقسيم طور المراهقة إلى ثلاث مراحل تتداخل بدرجات متفاوتة:
- المراهقة المبكرة:10-14 سنة من العمر.
- المراهقة المتوسطة: 15-17 سنة من العمر.
- المراهقة المتأخرة: 18-19 سنة من العمر.
ويبين الجدول التالي أوصاف المراحل الرئيسية الثلاث وفقًا لنوع التغير الذي يحدث في هذه المراحل، ويوضح هذا الجدول ثلاثة أنواع من التغير هي:
- النمو البدني.
- النضج البيولوجي / الجنسي.
- التغير النفسي - الاجتماعي.
ويبلغ النمو البدني معدلا عاليًا في المرحلتين المبكرة والمتوسطة من المراهقة ( ولا يفوقه في معدل النمو في الطفولة)، ويشمل ذلك ما يسمى بطفرة البلوغ إذ تحدث زيادات إضافية في الطول والوزن ونمو العضلات، ( ولا سيما في الفتيان إذ تصبح أكتافهم أعرض من أكتاف الفتيات)، على حين يتسع الحوض بالتزايد في الفتيات عنه في الفتيان. ويكتمل النمو البدني الافتراضي للفتيات في سن الثامنة عشرة من عمرهن، بما في ذلك النمو الخطى للعظام الطويلة، ولو أن كتل العظام لا تبلغ ذروتها إلا بعد ذلك ببضع سنوات (في سن العشرين عادة).
ويبدأ النضج البيولوجي أو الجنسي أثناء المرحلة المبكرة للمراهقة بتأثير الهرمونات، ومن التغيرات الواضحة ظهور الخصائص الجنسية الثانوية، وتشمل نمو شعر الإبط والعانة. وابتداء من المرحلة المبكرة للمراهقة يأخذ حجم الأعضاء التناسلية والثديين في الفتيات بالتزايد. ويبدأ الاحتلام لدى المراهقين والأحلام الجنسية لدى المراهقات، ويبدأ الحيض لدى الفتيات بين سن التاسعة والسادسة عشرة، وقد يتأخر الحيض في حالات نقص التغذية الشديدة، ويشعر الأطفال والمراهقون باللذة عند ملامسة أعضائهم التناسلية أو مداعبتها. ويزداد فضول المراهقات لمعرفة كيفية تكوُّن الوليد وكيفية خروجه إلى الوجود.
وتتحكم الهرمونات الجنسية وغيرها من الهرمونات في هذه التغيرات البيولوجية الجنسية، وقد ينتج عن ذلك مشكلة تؤرق المراهقين والمراهقات ألا وهى مشكلة العُدّ أي (حَبّ الشباب). ويكتمل النضج الجنسي تمامًا في المرحلة المتأخرة من المراهقة أي في سن الثامنة عشرة أو التاسعة عشرة حين يبلغ المراهقون درجة من النضج البدني والنفسي والاجتماعي تمكِّنهم من تحمل مسئوليات الزواج. ويوصف الزواج في هذه السن بأنه زواج مبكر؛ لأنه يعقب النضج مباشرة. ولكن هذه السن تمثل أفضل سن للزواج؛ لأنها تلبي احتياجات الزوجين الجنسية، وتعصمهما من الوقوع في براثن الأمراض المنقولة جنسيًا، غير أنه من الحكمة أن يعمل الزوجان على تأجيل مجيء الطفل الأول إلى ما بعد بلوغهم سن العشرين، لذلك ينبغي تثقيف أمثال هذين الزوجين حول وسائل منع الحمل.
ويكون النمو البدني والبيولوجي والجنسي مصحوبًا بتغيرات نفسية واجتماعية بعيدة المدى إذا لم تعالج معالجة مناسبة فقد يترتب عليها آثار سيئة في المستقبل.
وعادة ما يبحث المراهقون عن جماعات من أقرانهم ينضمون إليهم، والمعهود أنه بحلول مرحلة المراهقة المتوسطة تحدد جماعات الأقران قواعد سلوك أفرادها.
وأثناء هذه المرحلة الحرجة قد يولع بعض المراهقين بالتدخين والمخاطرة معرضين أنفسهم للحوادث والعنف والتمرد على السلطة ومعاقرة المخدرات والمسكرات والتورط فى ممارسات جنسية قبل الزواج، مع ما يترتب على ذلك من مخاطر الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا.
وفى مرحلة المراهقة المتأخرة هذه تتبلور في العادة الهوية الفكرية للمراهق وتتحول العلاقة بينه وبين والديه من علاقة طفل ووالد إلى علاقة بين بالغ وبالغ. وينحسر جزئيًا أو كليًا تأثير جماعات الأقران، وتتحول العلاقة بين أفرادها إلى علاقات صداقة فردية.
وقد تنشأ أسئلة جنسية لدى الراغبين في الزواج فمن الشواغل التقليدية في هذا الصدد بكارة الفتاة وإثبات عذريتها، وبعض الأمور المتعلقة بالشذوذ الجنسي والعلاقات الجنسية خارج نطاق الزواج.
مراحل نمو الإنسان في التراث العربي:
ذكر الإمام ابن قيم الجوزية - وهو أحد كبار فقهاء القرن الثامن الهجري والمتوفى عام 751 للهجرة (1350 للميلاد) - كتابه : (تحفة المودود بأحكام المولود) مراحل النمو كما يأتي (بتصرف):
- الرضيع، أي من كان في سن الرضاعة.
- الفطيم ، أي الذي بلغ سن الفطام.
- الدارج، أي الذي يدب ويدرج على الأرض مستقلا.
- المميز، إذا بلغ السابعة.
- المترعرع إذا بلغ العاشرة.
- البالغ إذا بلغ الحلم.
- الباقل إذا ظهر شاربه.
- الشاب، بين سن 20-40.
- الكامل بين 40-60 .
- الشيخ، إذا تجاوز الستين.
- الهرم إذا زادت شيخوخته واشتعل رأسه شيبًا وانحطت قواه قليلا.
- أرذل العمر إذا انحطت قواه وتغيرت أحواله وظهر نقصه.
وهذه المراحل التي وصفها ابن القيم ما هي إلا تفسير للآية الكريمة التي تتحدث عن المراحل المتعاقبة للخلق والنمو: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ) [سورة الروم :54].
المصدر :
- سلسلة التثقيف الصحي للمراهقين/ المجلس القومي للأمومة والطفولة.
ساحة النقاش