إعداد: د. عبد الرحيم عمران - د. غادة الحافظ 

المثال الأول :مشكلة السمنة أو البدانة

وهى مشكلة تغذية كبرى بين المراهقين والسمنة التي يمكن قياسها تعنى أن الطاقة المكتسبة تزيد على الطاقة المستهلكة والفرق بينهما يتراكم في الجسم ويؤدى إلى السمنة.

والطاقة المكتسبة تزيد بسبب الإسراف في تناول الطعام ولا سيما المواد السكرية والمشوية والدهنيات والبقول (المكسرات) والحلوى والشيكولاتة والمياه الغازية وتناول وجبات سريعة بين الوجبات الرئيسية وكذلك أكل البقول والفشار والبيتزا أثناء مشاهدة التليفزيون.

وكثيرًا ما تكون الطاقة المستهلكة أي الرياضة البدنية والمشي والعمل اليدوي والبدني الشاق أقل من الطاقة المكتسبة.

أسباب حدوث السمنة :
1- الإفراط في الطعام نتيجة للعوامل الآتية :

  • عادات غذائية خاطئة منذ الصغر بسبب المحيط الذي ينشأ فيه الفرد أو يتأثر بالإعلام الخاطئ.
  • الاعتياد على تناول وجبات سريعة ومشروبات غازية بين الوجبات الرئيسية وكذلك التسلية بالطعام والبقول (المكسرات) أمام التليفزيون.
  • الاعتماد على الأطعمة السكرية أو النشوية (الكربوهيدرات) وخصوصا السكر المكرر مع قلة اللحوم والدهنيات وقد يكون ذلك لانخفاض المستوى الاقتصادي للفرد أو لعادات غذائية خاطئة .
  • إصرار الأمهات على زيادة وزن الطفل اعتقادا بأن زيادة الوزن هي الزيادة في الصحة.
  • القلق النفسي قد يسبب الإفراط في الطعام كمحاولة للهروب من المشاكل.
  • وهناك كذلك العامل الوراثي في بعض الحالات حيث تكون السمنة نمطًا عائليًا، ويساعد على ذلك أيضًا نمط اختيار الطعام وتحضيره في العائلة.

2. قلة النشاط وعدم الرياضة وحياة الدعة ونوم الظهيرة والساعات العديدة أمام التليفزيون.

3. نقص هرمون الغدة الدرقية في بعض الأحوال.

4. خلل في الجهاز العصبي المركزي في قليل من الحالات.

متى تعتبر زيادة الوزن سمنة مرضية؟
تعتبر كذلك إذا كان وزن الشخص زائدا بمقدار 20% عن الوزن المثالي بالنسبة للطول بين المراهقين وتستعمل لذلك جداول معينة.

أخطار السمنة:
علاوة على المظهر غير اللائق للفتى والفتاة والتعليقات اللاذعة عنهما بين الأقران فإن السمنة قد تؤدى إلى أمراض خطيرة، منها:

  • السكري (مرض السكر).
  • أمراض القلب والأوعية الدموية بما في ذلك تصلب الشرايين.
  • أمراض الكلى.
  • أمراض الجهاز العصبي.
  • أمراض المفاصل.
  • وقد أثبتت الدراسات الحديثة في الغرب أن السمنة يمكن أن تؤدي إلى زيادة في نسبة الوفيات في الأشخاص السمان بالمقارنة بأشخاص في نفس السن ولهم نفس الطول ولكنهم غير سمان.

ففي دراسات لشركات التأمين الطبي بأمريكا وجد أنه إذا زاد وزن الشخص عن الوزن المتوسط نسبة للسن والطول بمقدار 5 إلى 15% فقد يؤدى ذلك إلى زيادة احتمال وفاته بنسبة 10% أعلى من قرنائه غير السمان، وإذا زاد وزن الشخص عن الوزن المتوسط نسبة إلى السن والطول بمقدار 45 إلى 55% فقد يؤدي ذلك إلى تضاعف نسبة وفاته مقارنة بأقرانه غير السمان، وقد أجريت الدراسة بين الذكور في سن 15-34 سنة.

 طرق علاج السمنة:

  • أهم طرق للعلاج هي تخفيف الوزن عن طريق تناول أطعمة ذات سعرات حرارية منخفضة، وكذلك استعمال بدائل السكر، ويستحسن استشارة إخصائي في علاج السمنة لتحديد الوجبات والالتزام بها.
  • الرياضة البدنية بشكل دائم.
  • هناك أدوية تساعد في تخفيض الوزن، ولكنها ليست كلها نافعة أو مأمونة، ولذلك فلابد استشارة إخصائي.
  • هناك كذلك من يلجئون إلى الجراحة (مثل شفط الدهون من أماكن معينة وجراحات التجميل لإزالة الترهل)، ولذلك مضاعفات في بعض الأحيان.
  • قد يحتاج بعض المصابين بالسمنة إلى علاج من قبل إخصائي علم نفس أو طب نفسي.

طرق الوقاية من السمنة:

  • يجب أن يحيط المراهقون علمًا بخطورة السمنة والأمراض المتصلة بها.
  • يجب الاعتدال في تناول الوجبات بدون إفراط أو إسراف والامتناع عن الوجبات السريعة بين الوجبات وعن إدمان الشيكولاتة والحلوى والمياه الغازية والبقول ( المكسرات) أمام التليفزيون أو بعيدًا عنه.
  • ولنذكر فوق كل ذلك البعد الإيماني في تنظيم التغذية والاعتدال في تناول الطعام بما في ذلك الصوم بين فترة وأخرى، قال تعالى: (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا) [سورة الأعراف :31]، وقال صلى الله عليه وسلم: (ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه حسب بن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن غلبته نفسه فثلث طعام وثلث شراب وثلث للنفس) رواه الترمذي وابن ماجة عن المقدام بن معدي كرب.

المثال الثاني: فقر الدم (الأنيميا ):

فقر الدم أهم عوز غذائي في العالم، ونعنى بالعوز : النقص الشديد، وهو يصيب حوالي بليوني شخص، وينجم فقر الدم في منطقتنا بصورة رئيسية عن عوز الحديد، ويزيد هذا العوز في أثناء المراهقة وخصوصًا بين الفتيات، وتحتاج الفتاة المراهقة عند بدء الحيض إلى كمية من الحديد تزيد بنسبة 10% على الكمية التي يحتاجها الفتى المراهق، وذلك لما تفقده من دم الحيض، وقد لا تتوافر تلك الكمية للفتيات في الأسر الفقيرة في الوقت الذي تضاف إليهن أعباء منزلية ثقيلة تزيد من متطلباتهن التغذوية. أضف إلى ذلك إمكانية أن تمارس بعض الأسر التفرقة بين الجنسين وتفضل أحدهم في توزيع الغذاء على أفرادها، ولا يخفى أن المتطلبات التغذوية للفتيات تزيد كثيرًا إذا هن حملن في وقت مبكر (أي قبل أن يبلغن الثامنة عشرة من العمر)، وتزيد كذلك احتياجات الفتيان والفتيات من الحديد إذا ما أصيبوا بأشكال العدوى الطفيلية وهى شائعة في منطقتنا ولاسيما داء الدودة الشصية (الإنكلستوما) والملاريا. كل ذلك يؤدي إلى تدهور الصحة العامة للفتاة وإلى ظهور علامات سوء التغذية بشكل عام، وفقر الدم يزيد من مضاعفات الحمل وصعوبات الولادة إذا كانت الأم مراهقة.

الوقاية:

  • تحسين التغذية واستعمال الأغذية التي تم إغناؤها بالحديد مثل الخبز.
  • علاج الطفيليات مثل الإنكلستوما والملاريا.
  • استعمال مركبات الحديد للفئات المستهدفة كالنساء في فترات الحيض والحمل والرضاعة.

العلاج:
استعمال مركبات الحديد حسب إرشادات الطبيب.

المثال الثالث: نقص اليود:

يعتبر اليود عنصرًا أساسيًا لحياة الإنسان، فعوزه يسبب تضخم الغدة الدرقية (الدراق)، والإجهاض والتخلف العقلي والعوز تعبير عن النقص الشديد الذي يمكن أن يكون له تأثير مرضى. واليود من المغذيات الزهيدة المقدار التي يحتاجها الجسم بكميات ضئيلة جدًا، ولكن لابد من توافر هذا المقدار الزهيد وقاية من المرض، وتزيد الحاجة إلى اليود أثناء المراهقة.

وهناك مناطق معينة يشيع فيها عوز اليود مثل المناطق الجبلية والسهول الفيضية ومعظم بلاد منطقتنا بها مظاهر عوز خفيف أو متوسط.

الوقاية:
يمكن الوقاية بإضافة اليود إلى ملح الطعام أو بتناول أقراص اليود أثناء الحمل والإرضاع، ولاسيما في المناطق المعروف عنها عوز اليود.

العلاج:
يعالج الدراق أو تضخم الغدة الدرقية أما طبيًا أو جراحيًا بإزالة جزء من الغدة المتضخمة.

المثال الرابع: فقد الشهية العصبي

هو مرض عصابي مزمن يكثر في سن المراهقة والشباب، وخصوصًا بين الإناث أكثر من الذكور، ويتميز سلوكيًا بمحاولات ذاتية معتمدة لإنقاص الوزن، ويتميز نفسيًا بعدم الرضى عن شكل الجسم واعتباره زائدًا عما يتصوره الشخص من الوزن المثالي الذي يميل إلى النحافة الزائدة، ويتميز بيولوجيا بانقطاع الطمث عند الفتيات عدة أشهر من جراء تأثير سيكولوجي أو لنقص التغذية الحاد. وقد بدأ الاهتمام بهذا المرض العصبي عندما أصاب الكثيرات من النجوم اللامعة أو التي كانت لامعة والطبقات الراقية وحتى الأميرات.

أسباب المرض:

  •  تغير صورة الجسد خصوصًا عند الفتيات؛ فقد تغيرت الصورة من الوضع القديم عندما كانت السمنة البسيطة أو المتوسطة علامة من علامات الجمال. أما في هذا العصر فقد انعكست الصورة وأصبح الجسم الرشيق الذي يميل إلى النحافة هو الصورة المثالية للمرأة الجميلة.
  •  التركيز الشديد على الجسم الرشيق النحيف في الإعلام والسينما ونجوم الأفلام ودور الأزياء والإعلانات المصورة وأفلام الفيديو ومسابقات الجمال والصور المفضلة في المجلات الملونة وغير الملونة.
  •  تأثير الأقران على تصور الشكل المثالي للجسد وانتقاد السمنة أو الترهل.
  •  وجود مشكلات واضطرابات نفسية يصعب حلها.
  •  هناك استهداف خاص للمرض بين المراهقات بعد البلوغ.

الأعراض:

  •  خوف شديد من زيادة الوزن، وقد يكون ذلك انطباعًا نفسيًا فقط.
  •  محاولات كثيرة لإنقاص الوزن والتخسيس للوصول إلى الشكل المثالي أو الشكل الذي يتصوره الشخص، وكثيرًا ما تفشل هذه المحاولات، وحتى إذا نجح بعضها تظل الفتاة غير مقتنعة وتواصل محاولات التخسيس، وكثيرًا ما تكون الصورة المقبولة لها غير موافقة للمقاييس الصحية والاحتياجات الغذائية لجسمها.
  •  قد تلجأ بعض الفتيات إلى تعمد القيء للتخلص من الطعام الذي تتناوله بكثرة، أو إلى استعمال المسهلات أو الرياضة العنيفة، وهذا لون من المرض قد يكون مرضًا قائمًا بذاته يسمى مرض النهام bulimia.
  •  قد تتكتم المريضة على هذا المرض العصابي في كثير من الحالات ثم يظهر بعد ذلك.
  •  يحدث فقد زائد لطبقة الدهن تحت الجلد مع بروز العظام.
  •  يحدث انقطاع للطمث amenorrhea واضطرابات الدورة.

المضاعفات:

  • مضاعفات هرمونية.
  • أمراض القلب.
  • أمراض الجهاز الهضمي.
  • ضعف المناعة ضد الأمراض المعدية إذا تعرضت لها الفتاة.
  • الاضطراب النفسي والشعور بالتفاهة والاكتئاب.
  • احتمال تكرار الحالة بعد توقفها مع العلاج.
  • احتمال الانتحار قائم.

العلاج:

  •  تنظيم التغذية وتعويض ما فقد من المغذيات.
  •  علاج المضاعفات الطبية.
  •  العلاج النفسي من قبل علماء النفس أو إخصائي الطب النفسي ومحاولة تصحيح التصور لجمال الجسم.
  •  تشجيع الاندماج مع العائلة والأقربين ودائرة الأصدقاء والمعارف.

المصدر:

  • سلسلة التثقيف الصحي للمراهقين/ المجلس القومي للطفولة والأمومة.
yomgedid

بوابة "يوم جديد"

  • Currently 352/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
117 تصويتات / 6991 مشاهدة
نشرت فى 12 نوفمبر 2008 بواسطة yomgedid

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

معبد الأقصر