يرغب مراهق متزوج في أن تؤجل زوجته الحمل الأول إلى أن تبلغ العشرين أو تتجاوزها، ويعتقد أن للطرائق التقليدية (الشعبية) نفس فائدة الطرائق الحديثة، في حين أنها لا تكلف شيئًا ولا تسبب المضاعفات التي يشاع أن الحبوب والطرائق الحديثة الأخرى تسببها.
كانت الطرائق التقليدية أفضل من عدمها عندما لم تكن هناك طرائق حديثة مستنبطة طبيًا. وتشمل الطرائق التقليدية العزل (أي القذف خارج الفرج) وتحري فترة الأمان والإرضاع واستخدام قطعة قماش لسد فوهة عنق الرحم وهى طرائق لا تمنع الحمل بصورة مؤكدة ومعدل إخفاقها مرتفع. والطرائق الحديثة كثيرة وضمان منعها للحمل أقوى أي أن النسبة المئوية لحالات فشلها ضئيلة.
يعتقد أحد المراهقين المتزوجين أن تبكيره بالإنجاب يخلصه من الضغوط التي تمارسها عليه أمه وحماته.
معنى هذا أن تحمل زوجته المراهقة والحمل أثناء المراهقة المبكرة أمر شديد الخطورة، وكلما حدث الحمل قبل العشرين بسنوات أكثر كلما كان الخطر أكبر. والقدرة على الحمل تكون موجودة مع بدء البلوغ، لكن قدرة الجسم على المحافظة على سلامة الحمل ولادة طفل سليم تتأخر إلى سن 18-20 سنة. ويتهدد الخطر كلا من الأم (التي قد تموت بسبب الحمل أو الولادة) والطفل (الذي يموت أثناء الولادة أو خلال العام الأول). لا بأس في الزواج بين 16-18 سنة، ولكن ينبغي إرجاء الحمل إلى ما بعد الثامنة عشرة ولا يجوز أن يقوم الأهل بالضغط على أولادهم للإنجاب قبل وصولهم إلى العمر المناسب والذي يفضل أن يكون حوالي سن العشرين .
يرى أحد الأزواج الشباب أن تنظيم الأسرة مسئولية الزوجة لأنها هي التي تلد الأطفال.
هذا رأى خاطئ لا مبرر له، فتنظيم الأسرة مسئولية مشتركة يتقاسمها الزوج والزوجة فهما اللذان ينبغي لهما أن يقررا معًا الوقت المناسب للإنجاب. وأن يتفقا على الطرائق المناسبة لمنع الحمل ومع أن كثيرًا من هذه الطرائق تتعلق بالزوجة فإن بعضها يتعلق بالزوج مثل العازل الذكرى والعزل وتحرى فترة الأمان، ويجري حاليًا استنباط حبة يستعملها الزوج ينتظر أن تكون جزءًا من قائمة موانع الحمل.
شاب مقدم على الزواج يرغب هو وزوجته الشابة في الاشتراك معًا في تنظيم إنجابهما بحيث يقللان ما أمكن من أخطار الإنجاب. وقد سمعا عن أمهات تعرضن للموت بأسباب تتعلق بالحمل والولادة أو النفاس (أي ما يعرف بوفيات الأمومة)، كما سمعا أن الأنماط الإنجابية السيئة - الأحمال المبكرة جدًا أو المتأخرة جدًا أو المتقاربة جدًا أو المتكررة جدًا - تؤدى إلى إنجاب أطفال معتلي الصحة، قد لا يعيش الكثير منهم بعد عامه الأول، ويسمى هذا (وفيات الرضع)، كما تؤدي أمثال هذه الأنماط السيئة إلى انخفاض معدل الذكاء لدى الأطفال. وقد أثبتت كل ذلك الدراسات في كثير من بلاد المنطقة في دراسة عالمية شملت مصر وسورية ولبنان وتركيا وإيران وباكستان ومسلمي الهند. فما العمل؟
فيما يلي بعض المبادئ الرئيسية لتحقيق الصحة الإنجابية وتكوين أسرة سليمة:
<!--<!-- <!--
1. ضرورة إجراء الفحص الطبي قبل الزواج لاستبعاد وجود أي اضطراب بدني أو وراثي مستتر . وهو أمر يمكن معالجته أو تصحيحه في معظم الحالات.
2. ضرورة الحصول على التوعية اللازمة في مجال تنظيم الأسرة متى تم عقد القران، وذلك بطلب المشورة من طبيب مختص أو مراجعة عيادة تنظيم الأسرة.
3. إرجاء الحمل الأول إلى ما بعد سن الثامنة عشرة حتى بلوغ العشرين وهو الأفضل.
4. ضرورة الحصول على الرعاية أو التوعية السابقة للحمل متى قرر الزوجان الإنجاب، وذلك لتصحيح أي خلل، وللحصول على المشورة اللازمة حول الاستعدادات النفسية والبدنية اللازمة لخوض تجربة الحمل المخطط له.
5. متى تأكد الحمل ينبغي للأمهات الحصول على ما يلي :
- الرعاية السابقة للولادة (أثناء الحمل)، وقد يحتاج الأب إلى توعية سيكولوجية.
- الرعاية أثناء الولادة من قبل مدربة أو طبيب.
- رعاية الأم بعد الولادة.
- رعاية الوليد بعد الولادة .
6. إذا كان اجتناب التدخين وتعاطي المخدرات أمرًا واجبًا بالنسبة إلى جميع الناس، فإنه أثناء الحمل أشد وجوبًا.
7. كذلك ينبغي استقصاء أي مرض شبيه بالنزلة الوافدة (الأنفلونزا) أثناء الحمل تلافيًا لحدوث عيوب خلقية في الجنين. وينبغي تلقيح الأمهات ضد كزاز الوليد (التيتانوس) لإيصال الأضداد (الأجسام المضادة)الناتجة إلى الجنين وحمايته .
8. الإرضاع من الثدي يمثل الطريقة المفضلة لتغذية الرضيع طول الأشهر الستة الأولى على الأقل . ويوصى القرآن الكريم بالإرضاع (حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة)، ويمكن إعطاء الرضيع أطعمة تكميلية في عمر 3-6 أشهر.
9. ضرورة المباعدة بين الأحمال، بفاصل يقارب ثلاث سنوات بين الحمل والآخر، ولا يقل عن ثلاثين شهرًا لقوله تعالى: (وحمله وفصاله ثلاثون شهرا) سورة الأحقاف :15.
المصدر:
- سلسلة التثقيف الصحي للمراهقين/ المجلس القومي للطفولة والأمومة.
ساحة النقاش