فتاة مخطوبة لابن عمها ومعروف أن العائلة تعانى من المرض المعروف باسم فقر الدم المنجلي. وتخشى الفتاة أن يتعرض من تنجبه من أطفال لخطر الإصابة بهذا المرض العائلي.

يطلق على هذا النوع من الزيجات اسم زواج الأقارب، وهي زيجات منتشرة، والفتاة محقة في خوفها من إنجاب أطفال يكونوا أكثر تعرضًا لخطر الإصابة بفقر الدم المنجلي. فقد اكتشف الطب الحديث أن أمراضًا وأحوالا وراثية معينة منتشرة في حالات زواج الأقارب، ولا سيما إذ تكرر ذلك عن طريق تزوج كل من الأجداد والآباء والأحفاد من أبناء عمومتهم أو أبناء أخوالهم. وتحدث جميع هذه الأمراض نتيجة لزواج شخصين حاملين للجينات المرضية التي تكون منتحية لأن وجودها في أحد الأبوين دون الآخر لا يؤدي إلى إصابة أطفالهم بالمرض، وإن جاز أن يصبح بعض هؤلاء الأطفال حاملين للجينات الضارة. وفى حالة زواج الأقارب في الأسر التي تحمل الجينات المرضية تزيد احتمالات إنجاب أطفال مصابين نتيجة زواج اثنين مما يحملون الجينات المرضية المنتحية.

على أنه لا يفوتنا أن نؤكد أن الإسلام لم يحرم زواج أبناء العمومة والخؤولة فقد قال عز وجل (يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك) سورة الأحزاب:50.

وقد أجاز الرسول صلى الله عليه وسلم زواج ابنته فاطمة من ابن عمه علي رضي الله عنهما. ولكن ذلك كان أسرة خالية من الجينات الضارة . ومن هنا نستنتج أنه إذا حدث مرض وراثي في الأسرة أو إذا وجد طفل سقيم أو ضعيف، فإنه ينصح للأسرة أن تمنع التزاوج بين أفرادها. ويمكن أن تندرج هذه النصيحة الطبية تحت القاعدة الشرعية العامة التي تقول (لا ضرر ولا ضرار). كذلك روى أن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما لاحظ أن بني السائب ينجبون أطفالا ضعافًا من جراء تزاوج أفراد القبيلة نهاهم عن ذلك وأمرهم بأن يتزوجوا من أفراد القبائل الأخرى لحماية أطفالهم فقال (اغتربوا لا تضووا). أي حتى لا تنجبوا ذرية مريضة ضعيفة.

المصدر:

  • سلسلة التثقيف الصحي للمراهقين/ المجلس القومي للطفولة والأمومة.
yomgedid

بوابة "يوم جديد"

  • Currently 375/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
126 تصويتات / 4455 مشاهدة

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

معبد الأقصر