ولد جمال عبد الناصر في ١٥ يناير ١٩١٨ في حي باكوس بالإسكندرية، كان والده من إحدى قرى صعيد مصر، وبرغم نشأة والده في الريف إلا أنه حصل على قدر من التعليم سمح له بأن يلتحق بوظيفة في مصلحة البريد بالإسكندرية.
وكانت نقطة التحول في حياة جمال والتي شكلت جزءًا كبيرًا من شخصيته وكشفت النقاب عن هذا القائد المتميز، حينما انتقل عام 1930 إلى مدرسة رأس التين الثانوية بالإسكندرية بعدما انتقل والده إلى العمل بمصلحة البريد، وبمجرد انتقاله أصدرت وزارة إسماعيل صدقي مرسومًا ملكياً بإلغاء دستور ١٩٢٣، فثار الشعب وخرجت المظاهرات في الشوارع تطالب بعودة الدستور فشارك فيها وجرح.
تقدم جمال عبد الناصر إلى الكلية الحربية وتمكن من تخطى الكشف الطبي بنجاح، ولكنه فشل في اجتياز كشف الهيئة لأنه حفيد فلاح، وبسبب مشاركته فى المظاهرات.
التحق بعد ذلك بكلية الحقوق، ولكنه عاوده حلم الدخول للجيش مرة أخرى بعدما أعلن الجيش رغبته فى زيادة عدد ضباط الجيش المصري من الشباب، بصرف النظر عن طبقتهم الاجتماعية، وتخرَّج من الكلية الحربية فى يوليه ١٩٣٨.
تنظيم الضباط الأحرار:
شهد عام ١٩٤٥ بداية حركة الضباط الأحرار، وعقب صدور قرار تقسيم فلسطين في سبتمبر ١٩٤٧ عقد الضباط الأحرار اجتماعًا، واعتبروا أن اللحظة الحاسمة حانت للدفاع عن الحقوق العربية.
وبدأت التنظيمات السرية لهم، وفى ٨ مايو ١٩٥١ رقي جمال عبد الناصر إلى رتبة البكباشي "مقدم" واشترك مع رفاقه من الضباط الأحرار سرًا في حرب الفدائيين ضد القوات البريطانية في القناة التي استمرت حتى بداية ١٩٥٢.
واتفق الضباط الأحرار على القيام بثورة مستعينين بالجيش، تبعد الملك فاروق وأعوانه عن حكم مصر، وتطالب بالعدل والمساواة بين أفراد الشعب، وتحارب الظلم والفساد، وتطالب بطرد الاستعمار البريطاني الذي كان يحتل مصر.
وأعلن بيان الثورة فى الثالث والعشرين من يوليو عام 1952، وعين اللواء محمد نجيب رئيسًا لمجلس قيادة الثورة، ورحل الملك فاروق عن مصر.
وفى فبراير 1954، عين عبد الناصر رئيساً لمجلس قيادة الثورة ورئيساً لمجلس الوزراء.
أحداث في حياة عبد الناصر:
إنشاء السد العالي والنهوض الاقتصادي
اتجه عبد الناصر للنهوض الاقتصادي وبدأ فى تنفيذ ذلك من خلال التوسع في تأميم البنوك والشركات والمصانع الكبرى، وإنشاء عدد من المشروعات الصناعية الضخمة، وقد اهتم بإنشاء المدارس والمستشفيات، وتوفير فرص العمل لأبناء الشعب.
وتوج إنجازاته ببناء السد العالي الذي يُعد أهم وأعظم إنجازات مصر في العصر الحديث، حيث حمى مصر من أخطار الفيضانات، كما أدى إلى زيادة الرقعة الزراعية، بالإضافة إلى أنه أصبح مصدر مصر الأول في توليد الكهرباء، وهو ما يوفر الطاقة اللازمة للمصانع والمشروعات الصناعية الكبرى.
تأميم قناة السويس
نجح عبد الناصر كقائد وزعيم فى الحصول على شحنة أسلحة من التشيك لتزويد الجيش بالمعدات اللازمة، مما كان له أثر كبير، وأثار الكثير من المخاوف في الغرب، وانعكس ذلك حيث رفض البنك الدولي تمويل مشروع السد العالي؛ وسحب عرضه بتمويل المشروع.
فلم يجد عبد الناصر مفرًا سوى تأميم شركة قناة السويس، وفكر جيدًا في اتخاذ تلك الخطوة، وبالفعل بدأ في التخطيط لذلك بعد تشاور وتنظيم مع المتخصصين، وكانت اللحظة الحاسمة في خطاب ألقاه في (26 يوليو 1956م) حيث أعلن تأميم الشركة العالمية البحرية لقناة السويس شركة مساهمة مصرية.
وأكد أن التاريخ لن يعيد نفسه، وأن يوجين بلاك رئيس البنك الدولي لن يلعب نفس الدور الذي لعبه ديلسيبس، وأن مصر سوف تبني السد العالي؛ لذلك ستقوم بتحصيل الدخل السنوي للقناة والذي يقدر بمائة مليون دولار.
قانون الإصلاح الزراعي
أصدر مجلس قيادة الثورة قانون الإصلاح الزراعي في 9 سبتمبر 1952، وكان الهدف من القانون تحصيل أموال من الأغنياء وتوزيعها على الفلاحين الفقراء .
لقي قانون الإصلاح الزراعي نقدًا من قبل الكثيرين، برغم أنه كان أول خطوة لمجلس قيادة الثورة بعد عزل الملك فاروق، وكان من أصداء القانون استقالة وزارة علي ماهر، كما أعلن الكثير من السياسيين والشخصيات القيادية في الأحزاب العلنية الموجودة على الساحة معارضتهم للقانون، بل إن أحدهم تجاوز مرحلة المعارضة إلى التمرد المسلح ضده.
وفاته
توفى جمال عبد الناصر في 28 سبتمبر عام 1970 إثر أزمة قلبية، بعد أن قدَّم لمصر الكثير.
ساحة النقاش