Youtube من أشهر المواقع على الإنترنت الآن و هو من أوائل تطبيقات الويب من الجيل الثاني، التي تتميز بمحتوى من إنتاج المجتمع الذي يقوم أيضا بدور الرقيب على نوعية الفيديو المنشور على الموقع.
ولكن مهما بلغت درجة الرقابة على موقع Youtube فيظل المحتوى و إن لم يكن إباحي أو فج بالنسبة للكبار فهو أكيد يجعل من Youtube موقع غير آمن لاستخدام الصغار و بالذات للأطفال من سن 6 أشهر حتى سن 13 سنة، و هي الفترة التي لا يجب السماح للطفل باستخدام الإنترنت بمفرده، و هي أيضا الفترة التي لا يجب أن نجرح فيها براءة الطفل بمشاهدة مقاطع فيديو لا تتناسب مع عمره و طريقة تفكيره.
ابنتي عمرها سنة و نصف و تحب Teletubbies، و عندما بدأت البحث عن أفلام فيديو للأطفال على Youtube لكى تشاهدها ابنتى و تستمتع بها، وجدت أفلام Teletubbies معدلة بها لقطات عنف داخل الفيلم اﻷصلى و ذلك على سبيل التهريج و المفارقة و بالطبع تلك المشاهد العنيفة في غاية الخطورة... و لم أجد وسيلة غير أن أنزل مقاطع الفيديو و حفظها على جهازي و تشغيلها لابنتي لكي تشاهدها بعد أن أشاهدها أنا بالكامل و أتأكد من ملائمتها للأطفال. و لأن ابنتي على أية حال مازالت صغيرة لتتصفح Youtube بمفردها فكان هذا هو الحل المؤقت، و لكن ماذا لو أراد أحد اﻷباء تصفح الموقع مع أبنائه أو حتى لو أرادهم اختيار أفلامهم بأنفسهم بالطبع Youtube ليس هو الحل.
ولذلك قام أحد المواقع الجديدة و يسمى Totlol بابتكار طريقة لترشيح مقاطع الفيديو المناسبة من Youtube لعرضها على موقع مخصص للفيديو غير إنه للصغار فقط! الذين تبلغ أعمارهم ما بين سن ستة أشهر إلى سن ستة سنوات.
و بعد الترشيح من قبل الزوار تعرض الترشيحات على باقي أعضاء الموقع و يفترض أنهم آباء و أمهات، فيقوموا بالسماح للترشيحات بالعرض على الموقع، و هو ما يعنى المراقبة على المحتوى بالمشاركة المجتمعية.
الجدير بالذكر أن الموقع يعتمد على البنية التحتية لـموقع Youtube لعرض الفيديو و لا يتحمل عبء تطوير نظام تحميل و عرض الفيديو و هو عبء ثقيل و غير مطلوب لوجود العديد من هذه النوعية من الخدمات، و لكن ركز صانعوا Totlol على ابتكار نظام مشاركة مجتمعية لحل مشكلة مؤرقة و هي توفير محتوى فيديو آمن للصغار و هو ما أظن أنهم قاموا بالفعل بعمله بنجاح، و هذا يؤكد أن الحلول الفاعلة لمشاكلنا غالباً ما تكون بسيطة و غير مكلفة نسبياً.
المصدر:
- إبراهيم أحمد/ مدونة تكنولوجيا المعلومات.
ساحة النقاش