قال الله تعالى: (وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآَتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) [البقرة:265].
كثيرًا ما تساءل القدماء: لماذا شبَّه الله سبحانه من ينفق أمواله ابتغاء مرضاة الله بالشجر الكثير المزروع في مكان مرتفع؟ ومرت قرون عديدة، حتى توصَّل الإنسان بعد دراسات وتجارب إلى إجابة هذا السؤال.
فقد توصَّل العلماء إلى أن النباتات المزروعة في الروابي المرتفعة أفضل وأجود من النباتات التي تزرع في مستوى الماء الأرضي؛ لأن جذور النباتات المرتفعة تجد متسعًا للنمو والتعمق والامتداد في الأرض، مما يسهل نموها وزيادة ثمارها.
كما أن النباتات المرتفعة تمتص الماء العذب الخالي من الأملاح، وتستقبل الأشعة الشمسية بلا حواجز ولا موانع، وتكون بمعزل عن الأتربة التي تثيرها الرياح، وتسقط عليها الأمطار بكثرة، فتسقيها وتنظفها من الأتربة التي تلتصق بها. ولهذا ضرب الله مثلا للذين ينفقون بتلك الحديقة التي تجود بكل ما عندها، ومع ذلك لا ينقطع ثمرها أبدًا.
ساحة النقاش