قال الله تعالى :
{ وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ. ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } [النحل : 68-69].
منذ زمن بعيد كان النحل يعيش في الجبال وفي ثقوب الأشجار، ثم صنع له الإنسان بيوتًا صناعية، يعيش فيها.
ولأن ذكور النحل كسالى، لا يشاركون في جمع الرحيق، ولا في صنع العسل، فقد خاطب الله النحل بصيغة المؤنث؛ قال تعالى : { وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا } [النحل : 68].
وهذه حقيقة لم يدركها الإنسان إلا حديثًا. وقد بيَّن القرآن الكريم، أن شراب النحل مختلف ألوانه، فإذا تأملته تجد منه الشفاف، ومنه الأبيض المائي، والأبيض الزاهي، ومنه ألوان داكنة كاللون البني وغيره من الألوان، ويحدد ذلك نوع الثمرات التي جمع النحل منها الرحيق .
كما قد وضح القرآن الكريم منذ زمن بعيد أن عسل النحل فيه شفاء عظيم للكثير من الأمراض ، وذلك في قوله تعالى :{فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ} [النحل : 69].
وبعد قرون عديدة ، اكتشف العلماء أن النحل يخرج من بطونه أنواعًا عديدة، منها : العسل، والسم الذي يدافع به النحل عن نفسه، والغذاء الملكي ، وشمع العسل. ولكل واحدة من هذه الأنواع فوائد عظيمة، لم يتوصل إليها الإنسان إلا حديثًا؛ فقد توصل إلى أن العسل، يحتوي على الجلوكوز الذي يمتصه الدم مباشرة ، والذي لا يحتاج إلى عملية هضم ، وتتم الاستفادة منه بسرعة ، ويعتبر من أهم مركبات عسل النحل، ويستعمل لعلاج أمراض الدورة الدموية ، وزيادة التوتر، والنزيف، وقرحة المعدة، وأمراض الأمعاء عند الأطفال.
كما يوجد بالعسل عدد كبير من الأملاح المعدنية، مثل أملاح الكالسيوم، والحديد ، والفوسفور ، والكبريت، واليود، التي تزيد من درجة مناعة الجسم، وتجدد نشاطه وحيويته ، وتحافظ على الجلد، وتحميه من الالتهابات والميكروبات الضارة .
أما الغذاء الملكي، الذي تتغذى عليه الملكات، ففيه شفاء للعديد من الأمراض، مثل : سوء التغذية، والانهيار العصبي، كما يستخدم في صنع دهانات ومراهم مفيدة للبشرة.
أما شمع العسل، الذي يبني النحل منه الأقراص، فله قدرة علاجية كبيرة في إزالة القروح، وعلاج الجروح، ويدخل في صناعة المراهم.
ساحة النقاش