الذبابة تطير في كل مكان، وخاصة في الأماكن التي تنتشر فيها القاذورات، ويكرهها الإنسان لأنها تضايقه بتحركاتها الكثيرة ، وصوتها المزعج ، ولأنها تسقط على طعامه وشرابه فتلوثه وتنقل إليه كثيرًا من الأمراض.
وقد تحدى الله - الخالق العظيم - الكفار المتكبرين بخلق الذبابة؛ فقد قال تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ } [الحج : 73].
اتخذ الله الذباب مثلا ليبين للمشركين عجز آلهتهم، وعدم قدرتهم على خلق ذبابة، أو استرداد شيء أخذته منهم، فهل تعلمون بعض أسباب اختيار الله للذبابة لهذا التحدي؟!
إن الذباب يختلف عن غيره من المخلوقات؛ فجسم الذبابة تكسوه شعيرات كثيرة، ويكثر هذا الشعر على الأجنحة وكذلك على الأرجل التي تنتهي بأقدام عبارة عن وسادتين تشبهان خف الجمل، ويعلوها مخلب صغير يساعد الذبابة على المشي في أي مكان ، كما أنها تستطيع أن تحرك جناحها بسرعة كبيرة، تزيد على مائتي ضربة في الثانية.
ومن قدرة الله الخالق العظيم، أن الذبابة ترى ما يدور حولها في كل الاتجاهات، حيث توجد لها عينان مركبتان، تتكون كل واحدة منهما من (4000)عدسة منفردة، كما يوجد لها ثلاث عيون بسيطة، وقد جعلها الله سبحانه وتعالى مثالا للإعجاز في القرآن الكريم ، حيث ذكر عنها حقيقة لم يتوصل إليها العلم إلا مؤخرًا، فقد قال تعالى: { وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ} [الحج : 73].
فالذبابة إذا أكلت شيئًا، لا يستطيع أحد أن يأخذه منها بعد ذلك!! وسر ذلك، أن الذبابة لا تأكل إلا الغذاء السائل، ولذلك ففمها يتكون من خرطوم مشقوق، يشبه حدوة الحصان، وينتهي بحلمتين لينتين من اللحم، تمتص بهما الغذاء، فإن كان الغذاء صلباً - كحبة سكر مثلاً- فإن الذبابة تفرغ عليه قطرة من آخر طعام أكلته، فيصير سائلا. فتستطيع أن تلعقه ، ولا يستطيع أحد أن يأخذه منها كما كان، حيث يكون قد تحول إلى سائل في جسمها.
وبالطبع فالذباب ضار جدًا .. حيث ينقل للإنسان الكثير من الأمراض، كمرض التيفود، والدوسنتاريا، والسل، والرمد الصديدي.
ساحة النقاش