إعداد / أشرف عبد الرءوف
قد يظن البعض أن علم (الجيولوجيا) - الذي يدرس الأرض من حيث تكوينها وتاريخها والعوامل المؤثرة فيها - من العلوم الحديثة، وأن إسهام المسلمين فيه قليل ، ولكن هذا غير صحيح؛ فلقد عرف المسلمون معلومات تنتمي إلى علم الجيولوجيا، وإن جاءت متناثرة في كتب الجغرافيا، والمعادن، والعلوم الطبيعية. ومن أهم المؤلفات التي تناولت هذا العلم: (المعادن والآثار العلوية) وهو جزء من كتاب (الشفاء) للشيخ الرئيس ابن سينا، ويذكر فيه كلامًا علميًا عن تكوُّن الجبال، والصخور، وأنواعها. كما تحدث عن أسباب حدوث الزلازل؛ فبين سذاجة الفكرة القديمة التي كانت ترى أنها تحدث عندما يحاول الموتى الخروج إلى سطح الأرض، أو بالاعتقاد أن هناك ثورًا يحمل الأرض، وأن الزلازل تحدث عندما ينقلها من قرن إلى قرن كلما أحس بالتعب. كما ذكر ابن سينا طريقة تكوُّن عيون المياه المعدنية بسبب الزلازل.
وممن اهتم بهذا العلم أيضًا " أبو الريحان البيروني" الذي تتناثر آراؤه الجيولوجية في عدة كتب أهمها : ( القانون المسعودي)، و(الجماهر في معرفة الجواهر)، و(الآثار الباقية من القرون الخالية).
وحوت كتب البيروني معلومات جيولوجية قيمة ودراسات عن عمر الأرض وما مر بها من ثورات البراكين والزلازل وعوامل التعرية، كما استنتج معادلة لقياس محيط الأرض، لا تزال تعرف باسمه، وقام بإجراء الأبحاث والتجارب حول كثافة الصخور.
ساحة النقاش