لم يكتف الأطباء المسلمون بمجرد النقل عن سابقيهم من أطباء اليونان - مثل أبقراط وجالينوس- بل أضافوا الكثير .. فبعد أن استوعبوا طب الأقدمين بدأوا في تأليف الكتب الطبية بغزارة.
وكان أشهر أطباء المسلمين في تلك المرحلة :
"جالينوس العرب" أبو بكر الرازي، وعميد الجراحة العربية أبو القاسم الزهراوي، والشيخ الرئيس ابن سينا، ونابغة عصره في الطب ابن النفيس.
لقد وضع الرازي موسوعة في الطب، وهي كتابه (الحاوي ) الذي يقع في عشرة أجزاء.
وألف الطبيب الأندلسي أبو القاسم الزهراوي موسوعة طبية تقع في ثلاثين جزءًا، مزودة بأكثر من مائتي شكل للأدوات والآلات الجراحية التي كان يستخدمها في إجراء العمليات الجراحية، ويسمى كتابه هذا: (التصريف لمن عجز عن التأليف).
ووضع ابن سينا - الملقب بالشيخ الرئيس - (المتوفي 1038م) كتابه الذي أسماه (القانون)، والذي أصبح مع الجزء التاسع من موسوعة الرازي (الحاوي) أساس المحاضرات التي ألقيت في جامعات أوربا حتى القرن الثامن عشر الميلادي .
أما ابن النفيس المصري (المتوفي 1288م) فقد تميز باستقلاله في التفكير، وتحرره من سيطرة آراء جالينوس وابن سينا، ومن أشهر كتبه (موجز القانون)، وهو اختصار كتاب القانون لابن سينا، وقد ترجم إلى الإنجليزية والعبرية والتركية، وما يزال يدرس في الهند حتى الآن. ولقد تميز ابن النفيس أيضًا بالصبر على الكتابة والتأليف، فألف موسوعة في الطب أسماها: (الشامل في الطب)، وكان يعتزم إصدارها في ثلاثمائة جزء، إلا أنه توفي ولم يكتب منها سوى ثمانين جزءًا.
واكتشف ابن النفيس الدورة الدموية الصغرى - التي يضخ فيها البطين الأيمن للقلب الدم الفاسد إلى الرئتين عبر الشريان الرئوي - وسجل اكتشافه في كتاب (شرح تشريح القانون)، ثم أعلن الطبيب الإنجليزي " وليم هارفي" عام (1661م) اكتشافه للدورة الدموية الكبرى في الجسم، وظل اكتشاف الدورة الدموية الصغرى و الكبرى منسوبًا إلى أطباء أوربا حتى ظهر في عام (1924م) بحث علمي يثبت أن ابن النفيس هو أول من اكتشف الدورة الدموية الصغرى.
ساحة النقاش