وقد قسَّم الأدباء القصة من حيث، الطول والقصر إلى أقسام هي:
- الرواية: هي أكبر الأنواع القصصية حجمًا.
- الحكاية: وهي وقائع حقيقية أو خيالية لا يلتزم فيها الحاكي قواعد الفن الدقيقة.
- القصة القصيرة: تمثل حدثًا واحدًا، في وقت واحد وزمان واحد، قد يكون أقل من ساعة، وهي حديثة العهد في الظهور.
- الأقصوصة: وهي أقصر من القصة القصيرة وتقوم على كتابة منظر واحد.
- القصة: وهي وسط بين الأقصوصة والرواية، ويحصر كاتب القصة اتجاهه في ناحية ويسلط عليها خياله، ويركز فيها جهده، ويصورها في إيجاز.
هل عرف الأدب العربي هذه الأنواع القصصية قديمًا؟
ترى بعض الدراسات أن الرواية العربية هي بالأساس أخذ واقتباس عن الرواية الغربية، بينما تؤكد البحوث في الرواية الغربية أن هذا الشكل من أشكال التعبير الفكري والأدبي، قد ظهر إلى الوجود، بصورة أو بأخرى منذ ألفي سنة.
إلا أن البعض يرى أن الأمة العربية لا ينافسها غيرها فيما صاغت من قوالب للتعبير عن القص والإشعار به، فالعرب هم الذين قالوا من غابر الدهر: " يحكى أن ... وزعموا أن.... وكان ياما كان.. " إلى آخر هذه الفواتح التي يمهد بها القصاص العربي في مختلف العصور لما يسرد من أقاصيص، وفي هذا المجال يقول الباحث الفرنسي جوستاف لوبون : " أتيح لي في إحدى الليالي أن أشاهد جمعًا من الحمَّالين والأُجراء، يستمعون إلى إحدى القصص، وإني لأشك في أن يصيب أي قاص غربي مثل هذا النجاح، فالجمهور العربي ذو حيوية وتصور، يتمثل ما يسمعه كأنه يراه".
لذلك فالأرجح أن فن القصة له جذور عربية أصيلة فلم يكن وافدًا إلينا كله من الغرب دون وجود أية جذور عربية له في بيئتنا.
والحقيقة أن الأدب العربي فيه قصص ذو صبغة خاصة به، وإطار مرسوم له، وإننا لنشهد فيه ملامحنا وسماتنا واضحة جلية، فقد بدأت القصة العربية مع بداية الإنسان فقد نشأت القصص الأسطورية مع الإنسان القديم بما حوته من خرافات من مثل قصص الغول وصاحب اللحية الزرقاء.
ما هي القصة؟
بحسب تعريف الأدباء هي عمل أدبي يصور حادثة من حوادث الحياة أو عدة حوادث مترابطة، يتعمق القاص في تقصيها والنظر إليها من جوانب متعددة ليكسبها قيمة إنسانية خاصة مع الارتباط بزمانها ومكانها وتسلسل الفكرة فيها وعرض ما يتخللها من صراع مادي أو نفسي وما يكتنفها من مصاعب وعقبات على أن يكون ذلك بطريقة مشوقة تنتهي إلى غاية معينة.
ويقول ( روبرت لويس ستيفنسون):
وهو من رواد القصص المرموقين: ليس هناك إلا ثلاثة طرق لكتابة القصة؛ فقد يأخذ الكاتب حبكة ثم يجعل الشخصيات ملائمة لها، أو يأخذ شخصية ويختار الأحداث والمواقف التي تنمي تلك الشخصية، أو قد يأخذ جوًا معينًا ويجعل الفعل والأشخاص تعبر عنه أو تجسده.
المصادر:
- التوجيه الأدبي طه حسين
- القصة القصيرة، دراسة و مختارات للدكتور الطاهر أحمد مكي، ويتضمن جزءا تاريخيا و دراسة عن أعلام القصة القصيرة و تحديد خصائصها الفنية و أمثلة و مختارات لأشهر كتاب القصة في العالم العربي.
- أوكونور، فرانك "الصوت المنفرد: مقالات في القصة القصيرة". ترجمة: د. محمود الربيعي. مراجعة: محمد فتحي. ط1. الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة 1969.
- معجم المصطلحات الأدبية / إبراهيم فتحي .
- فن القصة للدكتور محمد يوسف نجم
- القصة القصيرة نظريًا وتطبيقيًا ليوسف الشاروني.
- فن كتابة القصة، لحسين القباني.
ساحة النقاش