وقد كان المسلمون في بداية الإسلام يستعملون الأحجار، وجلود الحيوانات ، وعظامها، وسعف النخيل؛ كأوراق يكتبون عليها. وقد أرسل النبي"ص" رسائله إلي الملوك والأمراء مكتوبة علي جلود الحيوانات.
وأثناء حصار جيش المسلمين لأسوار مدينة"سمر قند"- وهي مدينة بجمهورية أوزبكستان الحالية- حدث شيء مهم في تطور الحضارة الإنسانية؛ فقد وقع في الأسر مجموعة من الجنود الصينيين الذين يجيدون صناعة الورق، فوجد المسلمون معهم رسالة موجهة إلي قائدهم، مكتوبة في قطع من الحرير تشبه الورق.
اهتم المسلمون بأمر هذا النوع من الورق، وظلوا يبحثون في أمره حتى عرفوا طريقة صنعه، فنقلوها إلي عاصمة الخلافة، كان هذا حدثا مهما، ونقطة تحول في مسيرة الحضارة البشرية، فلقد كان المسلمون يرون ضرورة نشر المصاحف في جميع البلدان التي فتختها الجيوش الإسلامية، لكن جلود الحيوانات لم تكن تكفي لهذا الغر، علاوة علي ارتفاع ثمنها، وثقل وزنها؛ فوجدوا في صناعة الورق بديلا مناسبا.
لكن التكلفة العالية، والوقت الطويل الذي يستغرقه صنع ورق الحرير الصيني؛ دفعا المسلمين إلي تطوير هذه الصناعة، فاستخدموا القطن وغيره من المواد الخام الصالحة لصناعة الورق، فزادت كمياته ورخص ثمنه، وأصبح في متناول كل الناس.
وأنشأ المسلمون أول مصنع للورق في بغداد سنة(175هـ -791م) في عصر الخليفة العباسي هارون الرشيد، وقد احترف كثير من علماء المسلمين صناعة الورق والأحبار، فزادت أعداد المصانع، وتطور صناعة الورق.
وبعد مرور عدة قرون علي إقامة أول مصنع عربي لصناعة الورق، أقيم مصنع في إيطاليا سنة(675هـ 1276م)، هو أول مصنع بأوروبا. وفي ذلك الوقت، كان في مدينة فاس المغربية وحدها(400) مصنع لصناعة الورق!!
ساحة النقاش