وقد تلقى أبو بكر الرازي تعليمه في مدينة الري ببلاد فارس(إيران حاليًا). ثم سافر إلى بغداد حيث نبغ واشتهر.
وقد اجتهد الرازي في طلب العلم، وأخذ يقرأ كتب الطب والكيمياء، وتعلم منها حتى أصبح أبا للطب العربي، وكان أول من دعا إلي تجربة الأدوية علي الحيوان قبل الإنسان.
ويحكي أنه كان يمتلك مجموعة من القرود، وبعض الآلات الموسيقية التي يستخدمها أحيانا في العلاج. وذات يوم، فوجئ بأن قردا أكل أوتار الآلات الموسيقية- وكانت مصنوعة من أمعاء الحيوانات- فقام الرازي ووضع القرد في قفص، وأخذ يراقبه ويفحصه كل يوم، فتأكد أن أمعاء القرد هضمت الأوتار.
وحينئذ، توصل إلي فكرة خطيرة؛ حيث قام بإجراء عملية جراحية في بطن القرد، واستعمل في خياطة الأمعاء خيوطا مصنوعة من أمعاء الحيوانات، بينما استخدم خيوطا من الحرير في خياطة الجلد الخارجي.
وبعد فترة من الزمن، فتح الجرح مرة أخري، فوجد أن تجربته نجحت، وأن خيوط الجراحة الداخلية قد هضمتها أنسجة جسم القرد، وعادت أمعاؤه إلي طبيعتها. وقد كان لهذا الاكتشاف أثر كبير في الجراحة؛ حيث كانت طريقة إيقاف نزيف الدم بعد الجراحة تتم عن طريق كي الجرح بالنار، ولكن بعد اكتشاف الرازي أصبحت خياطة أي عضو داخل الجسم تتم بأمان.
ساحة النقاش