وكان ينصح أتباعه بدراسة فنون التصوير الأخرى، كما ينصحهم بعدم الرسم من "الموديل" حتى لا يقيدوا مشاعرهم بالمظاهر الحسية؛ لأن الفن "تجريد" - على حد تعبيره- أي ينبع من ذهن الفنان وخياله وليس صورًا منسوخة.
ظهور الحوشيَّة والتعبيرية
في عام 1901م أقيم معرض كبير لأعمال فان جوخ (كان يندرج في فترة من فتراته الفنية تحت المدرسة الانطباعية" وفي عام 1903م أقيم معرض آخر لأعمال جوجان، فأثار هذان المعرضان اهتمام جماعة من الشباب الفنانين، وفي السنة التالية أفرد صالون الخريف (معرض كان يقام في باريس لعرض أعمال الفنانين) قاعة خاصة لأعمال هؤلاء الشباب، وقد بلغت جرأتهم في استخدام الألوان والتعبير بها أن أطلق ناقد على هذه القاعة اسم قفص الوحوش "Fauves"، ومن ثم أصبح يعرف اتجاه هذه الجماعة باسم الحوشية "Fauvisme".
وفي الوقت الذي ظهرت فيه الحوشية في فرنسا ظهرت في ألمانيا الحركة التعبيرية متأثرة أيضًا بجوجان وفان جوخ، وأقوى تأثيرًا بالتراث القوطي بتهاويله وأشباحه وتخيلاته الموحشة الغربية والتعبيرية نقيض الانطباعية، فالانطباعية تعتمد على الإحساسات البصرية والانطباع الأول عن كل ما يقع عليه بصرك، أما التعبيرية فتنبع من انفعال باطنى "أي تأثرك بحدث أو بشيء ما وانفعالك به"، وإذا نظرنا الآن في تطور الفن الأوروبي منذ واقعية أواسط القرن التاسع عشر حتى ظهور هذه الاتجاهات الجديدة نجد أنه يشبه إلى حد ما تطورًا آخر حدث في ميدان العلم وهو الانتقال من مفهوم الكتلة أو المادة إلى مفهوم "الطاقة"، فالفنان لا يصف "أشياء" وإنما يعبر عن معان نفسية أو ذهنية.
ومن أهم فنانين الحوشية ماتيس: "Matisse" أحسن وأبرع ملوِّن في العصر الحديث
روده "Rouault"، أما أهم فنانين التعبيرية جميس انور "Insor" البلجيكي وكوكوشكا "kokoschka" النمسوي وقرانز مارك "Marc
ساحة النقاش