أنا شاب ملتزم ولله الحمد، تعرفت على فتاة في الشات، وبصدق لم أقصد الارتباط بها؛ بل لم أفكر حتى في زيادة التعرف بها، فقط كان مجرد كلام، ودردشة كما يُقَال، بعدها غبت يومين عن الشات، فدخلتُ فوجدتُ تلك الفتاة تلومني على عدم حضوري أمس وقبل أمس؛ فاعتذرت لها بأعذار واهية، ولكنها صدقت أو أقنعت نفسها بالتصديق، وبدأ الكلام يرسم خيوطه بيننا، وبحق أنا أعجبتُ بأفكار تلك الفتاة؛ فاتفقنا على الصداقة في الشات فقط!! وكنا نخرج، ونحن على اتفاق بالعودة إما بعد يوم أو يومين.
بعد شهر أو ما يزيد، بدأت الفتاة تصارحني بحبها لي!! وأنا لا أكتمكم بأني لم أكن أشعر تجاهها بأي ود، ولكني فقط كنت معجبًا بأفكارها، وأسلوب كلامها.. ولكنني للأسف أخطأتُ هنا مرة أخرى؛ فالأولى كانت عندما أقمتُ عَلاقة معها، وكان خطئي بأنني لم أرد أن أجرحها وأجعلها غير مرغوبة من ناحيتي؛ فقلت لها: بأنني أحببتُها أيضا!! وبدأ كلامها.. عاطفيًّا.. تتناثر فيه كلمات العشق والغرام.. بل وصل الحال بنا إلى أكثر من هذا.. إلى وصف الجسم وتخيله عاريا!! إلى ما هنالك من الأمور الدنيئة جدًّا.. التي أعترف أنني حقًّا نادم عليها..
وبعدها طلبتْ مني هذه الفتاة رقم الهاتف.. وللأسف في حالة ضعف واستسلام أعطيتُها رقمي.. فاتصلتْ.. وبدأ بيننا كلام هاتفي.. عندها اتفقنا على أن نلتقي .. فدق ناقوس الخطر في رأسي.. واستأذنتُها بأن والدي مريض، وسوف أجلس معه مدة أسبوع واحد؛ حيث إنه سيدخل المستشفى، مع العلم أنني لم أكذب؛ فوالدي دخل حقًّا المستشفى، ولكنه مكث فيه نصف ساعة لإجراء فحوصات سريعة، ولكني جلستُ في فترة أسبوع واحد أتأمل.. إذا خرجنا سويا.. ماذا سنعمل؟! وعن العواقب في الدنيا والآخرة.
وبدأ الصراع في داخلي بين الخير والشر، وعشتُ أيامًا لا تفكير لي فيها سوى هذا الأمر، أضع فوائد اللقاء، وأخرى لعدم اللقاء، عندها قررتُ عدم لقائها، بعد صراع دام طويلا، فقلتُ لها: "دعينا نؤجل مسألة اللقاء لوقت آخر، بسبب اعتلال صحة والدي". وهي متزوجة، ولكنها على خلاف مع زوجها.. وتقيم في منزل أهلها، وهذا مما زاد رفضي.
فقررت أن أتخلص من هذا الباب، باب الشر الذي انفتح لي وقد يفتنني عن ديني وخلقي، ففكرت كيف أتخلص منها وهي متعلقة بي بشدة!! لدرجة لم أكن أتخيلها..
ويبدو أن مشكلتها العاطفية مع زوجها، قد وجدتْ لها متنفسا فيَّ؛ فتعلقت بي أكثر وأكثر؛ فقررت أن أتخلص منها بهدوء .. وبتخطيط دقيق .. فأنا لا أريد أن أقطع علاقتنا فجأة وهي متعلقة بي؛ فيحدث ما لا يحمد عقباه .. وتشعر أنها لا تنفع في هذه الحياة.. وتيأس.
وأصبحت أقتصر على الكتابة معها في الشات فقط، وبدأت أخفف من مكالماتنا فبدلاً من مرة يوميًّا.. أصبحت مرتين أسبوعيًّا، ثم مرتين شهريًّا، ثم أصبحت أتعمد عدم الرد على الهاتف عندما تكون هي المتصلة، وأصبحت أقصر مكالماتنا على عبارات الترحيب فقط، وبعدها أعلن عذري بشغل ما، ونحوه..
وبالمناسبة أصبحتُ أشعرها باليأس مني.. فأصبحت أقول لها: إلى متى تستمر علاقتنا فأنت متزوجة، وحسب كلامها أن هناك ضغوطًا عليها لإعادتها إلى زوجها، واخترعت شيئًا جديدًا؛ فقلت لها: بأن أهلي يريدون تزويجي من إحدى قريباتنا.. وأصبحتُ أُعدِّد مميزات تلك القريبة.. لا، بل طلبتُ رأيها في هذه المواصفات.
وجاء يوم فرحتُ فيه جدًّا عندما عرفت منها أن عاطفتها قد فترت من ناحيتي.. عندها تصنعتُ أنني مازلتُ على حبي لها.. ولكنني مشغول هذه الأيام جدًّا، بل واتهمتها أنها سبب فتور العلاقة.. لأنها لا تقدر مواقفي ولا أشغالي، وبدأتْ هي تتسرب من حياتي شيئًا فشيئًا.. بل كنت أتعمد في آخر اللقاءات أن أذكر مواصفات مخطوبتي (الوهمية).. المهم أنه في أغلب الأحيان.. نخرج، ونحن بيننا سوء تفاهم.. حتى أعلنتْها في إحدى لقاءاتنا صريحة.. قائلة: (إنني أصبحت بالنسبة لها شخصًا عاديًّا)، واكتفيت أنا بأن قلت على الأقل لا تحرمينا رؤيتك في الشات!! ولا نصائحك الغالية..
وهكذا.. تخلصتُ منها، أو بالأحرى تخلصتُ من الدافع الأكبر للمعصية... وأصبح لقاؤنا اليومي (في الشات) يأتي صدفةً بعد أسبوع مثلا أو أكثر.. أو عندما أراها لا أكلمها أبدا.. وخاصة أنها أصبحت تفعل ذلك.. ولا تكلمني.
هذه هي قصتي... فهل كان حلي هذا موفقًا؟! أم أنني أصبت هذه المسكينة في قلبها؟ وأدميت عاطفتها؟ ولكل من يقرأ هذه الرسالة أقول: إيَّاكم وإساءة استخدام الشات.
إعداد: عمر صابر
ساحة النقاش