تعزيز المعرفة بالتنمية البشريّة:
التنمية البشريّة هي توسيع خيارات الأفراد بما يمكنهم من عيش حياة مديدة يتمتعون فيها بصحة جيدة والقدرة على الإبداع والاستثمار في المستقبل، وتقع المعرفة في صلب التنمية البشريّة، والمعرفة بصفتها حقٌّ من حقوق الإنسان هي غاية بحد ذاتها. ولكنّها أيضاً وسيلةٌ مهمّة وشرطٌ أساسيٌ للمشاركة في الحكم من أجل تحقيق الصحّة والأمن البشري و أكثر من أي وقت مضى، من أجل الاندماج بشكل منتج في اقتصاد عالمي يزداد تنافسيّةً.
المعرفة في الدول العربيّة:
على الرغم من امتلاكها تقاليد ثقافية صمدت لاختبار الزمن وعلى الرغم من أن المنطقة تزخر برأس مالها البشري ، إلا أن التنمية البشريّة العربيّة تواجه قيوداُ وعقبات كثيرة تعترض سبيل اكتساب المعرفة ونشرها وإنتاجها واستخدامها. هذه الرسالة شكّلت لب تقرير التنمية الإنسانيّة العربية الصادر عام 2003 تحت عنوان "رؤية إستراتيجيّة لبناء مجتمع معرفة"، كما شكلت الحافز والركيزة الأساسية للسلسلة المقبلة من تقارير المعرفة العربية. ويعترف القادة العرب ذوو النظرة المستقبلية بأنّه يتعين على دولهم إعادة توليد وتوسيع وتنظيم ونشر قدراتها المعرفية لكي تزدهر في عالم تسوده عولمة المعلومات والتكنولوجيا والأسواق.
مبادرات لخدمة مجتمع المعرفة:
يقوم برنامج برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالتعاون مع عدد من الشركاء من خلال ثلاثة مبادرات إقليميّة أساسيّة لدعم جهود الدول العربيّة في تحسين وضع المعرفة في مجتمعاتها:
- تعزيز ضمان الجودة والتخطيط المؤسسي في الجامعات العربيّة. عن طريق دعم حوالي 36 جامعة عربيّة عامة وخاصة وتبني أدوات معتمدة دولياُ لضمان الجودة في ما يخصّ المناهج في كليات ومعاهد التربية والهندسة وإدارة الأعمال والكمبيوتر، مهّد هذا المشروع الطريق أمام جهود إصلاح التعليم العالي في المنطقة انطلاقاً من فهمٍ سليمٍ لنقاط قوّة الجامعات العربيّة وما تواجهه من تحديات.
- الدراسة الدولية لتوجهات مستويات الأداء في الرياضيات والعلوم (TIMSS)، يدعم هذا المشروع مشاركة 15 دولة عربيّة في الدارسة الدوليّة المستخدمة لقياس التحصيل العلمي في مجالي الرياضيّات والعلوم للصفين الرابع والثامن في المدارس، وهو يساهم بذلك في تنامي ثقافة التقييم وتعزيز النوعيّة في التعليم الأساسي في الدول العربيّة، والتي يمكن أن نتلمسها في تطوّرات وطنيّة مثل تأسيس مركز بحوث التعليم في سوريا للتركيز على تقييم جودة التعليم ودراسة خيارات الإصلاح.
- تقنيّات المعلومات والاتصالات للتنمية في المنطقة العربيّة (إقتدار – ICTDAR)، يُساعد مشروع إقتدار - ICTDAR المنطقة العربيّة ومواطنيها في جهودهم الرامية إلى الانتقال نحو مجتمعات معرفة عبر استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لسد الفجوة الرقميّة، وخفض الفقر وتحسين أداء الإدارة العامة؛ فعلى سبيل المثال تدريب النساء والأطفال على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والذي يتم من خلال نشاطات مثل ورشة عمل لتدريب روّاد الأعمال من الشباب المغاربة، يساهم في التنمية البشريّة عبر تمكين الأشخاص من الإفادة من المزايا التي توفرها التكنولوجيا.
ساحة النقاش