شارك وتبادل الأفلام والمواد الأخرى المفضلة لديك. يبدو الأمر للوهلة الأولى نصيحة أبوية ليس أكثر، لكن هذه الفكرة ربما تصبح ثورة جديدة في عالم الانترنت، بدأ مؤسس الموقع بيتر ساند، وهو أيضا مالك موقع "خليج القراصنة" (Pirate Bay) أفضل المواقع لتبادل الملفات على الانترنت، باختبار موقع جديد على الانترنت تحت اسم فلاتر (Flattr). يتيح الموقع الجديد للمستخدمين مشاهدة الأفلام أو قراءة محتوى الانترنت ودفع مبلغ صغير مقابل المحتوى المفضل لديهم.
يقول خبراء الانترنت أن النهج الجديد من الدفع مقابل المحتوى عبر شبكات الإعلام الاجتماعية سيكون الموضة الجديدة على الانترنت.
طريقة عمل فكرة فلاتر:
"كل شهر يدفع مستخدم شبكة فلاتر مبلغا ضئيلا. يمكنك مقارنته بكعكة عيد الميلاد. عندما تشتريها توزع شرائحها على الأشخاص المفضلين لديك. فلاتر يساعدك في توزيع الكعكة".
خلال تصفحك على شبكة الانترنت، ترى أزرار شبكة فلاتر على الصفحة، مثل الأزرار المستعملة للإشارة إلى شبكة تويتر، فيسبوك، وما إلى ذلك من الشبكات الاجتماعية. عندما تنقر الزر الخاص بفلاتر، تقوم تلقائياً بدفع جزء من رصيدك الشهري لتلك الصفحة المفضلة لديك. المبلغ الذي يحصل عليه الموقع يعتمد على عدد المرات التي نقرت فيها على شبكة فلاتر في المواقع الأخرى. بهذه الطريقة يوزع المبلغ الشهري بين الصفحات المفضلة لديك من خلال نظام سريع وبسيط.
لكن لماذا تدفع لموقع بعد أن قمت بقراءة أو مشاهدة الموقع مجانا؟ إنها نفس فكرة دفع البقشيش للنادل في المطعم تقديرا للخدمة الجيدة، أو دفع بعض القروش للموسيقي الذي يطرب الناس في الشارع. الخدمة تروق لك وأنت تريد ببساطة تشجيعهم على المزيد. المستفيد الأول من هذه الخدمة الجديدة هم أصحاب المدونات أو مواقع الأخبار، لكن مالك الفكرة ساند يأمل أن تغير الفكرة طريقة تفكير مستخدم الانترنت حول المال.
خذ على سبيل المثال البرامج المستخدمة على جهاز الآي فون. أصبح البعض أغنياء عبر برنامج يكلف دولارا واحدا فقط. الفكرة هي بيع خدمة صغيرة رخيصة لأكبر عدد ممكن من المستخدمين.
إصدار نسخة تجريبية:
تم اصدار النسخة التجريبية من موقع فلاتر والتي تدمج بين مصطلحين: السعر الموحد (flat rate)، والإطراء (flattering).، لا يزال موقع فلاتر قيد التجريب. بإمكان الجميع التسجيل في الموقع. حتى الآن لدى الموقع 30,000 مستخدم وتبلغ متوسط قيمة كل نقرة فلاتر 16 سنتاً من اليورو.
لكن الفكرة تثير أسئلة أخرى؛ فمالك الموقع ساند هو الشخص نفسه الذي اشتهر بدفاعه عن حقوق تبادل الملفات على الانترنت مجانا، كما أدانته محكمة سويدية لانتهاك حقوق النشر. والآن يتوقع الشخص نفسه من مستخدمي الانترنت دفع ثمن المحتوى المفضل لديهم؟
حسب ما يراه مالك الموقع ساند فليس هنالك تناقض على الإطلاق، الفكرة هي تقاسم الموارد: "لم نكن أبدا ضد فكرة كسب المال مقابل توزيع المحتوى أو أي شيء آخر. لكننا لا نريد من الشركات الكبرى السيطرة على توزيع المحتوى الفني والثقافي. من هذا المنطلق فإن موقع فلاتر وموقع بايريت باي (خليج القراصنة) امتداد لبعضهما البعض."
ما زال عدد كبير من مواقع الانترنت يبحث عن وسيلة لكسب المال عبر الانترنت لكن المستخدم النهائي اعتاد على الحصول على المحتوى مجانا.
من هذه الناحية فإن فكرة فلاتر هي الحل الأمثل لهذه المواقع. يبقى عدد الزيارات التي يحصل عليها الموقع بالغ الأهمية. حسب ما يعتقده المحللون فإن خبرة ساند وزملائه على موقع بايرت باي تعمل لصالح فكرته الجديدة وستأتي بعدد كبير من الزيارات.
وهذا من شأنه أن يمنح الموقع الجديد ميزة أخرى في السوق تنافس موقع كاتشينغل Kachingle المرادف للفكرة نفسها.
الدفع مقابل المحتوى المفضل سيكون موجة كبيرة في عالم وسائل الإعلام الاجتماعية عبر الانترنت. يرى البعض فلاتر كمرادف لموقع Digg لكن بإضافة المال. وإذا نجح فلاتر بمقدار نجاح موقع ديغ فإن ذلك سيكون إطراءا كبيرا للموقع الذي يحمل إسم إطراء.
ساحة النقاش