يدرك العلماء أنه لدى الحديث عن إمكانية نضوب بعض الثروات والمواد الطبيعية، يخطر مباشرة في أذهان الجميع موارد مثل النفط والغاز، ولكن ما لا يدركه الكثيرون هو أن العنصر الأكثر عرضة للنضوب اليوم هو غاز الهيليوم الذي يدخل في العديد من الصناعات التكنولوجية المتقدمة.
وقالت تقرير علمي إن العالم لا يمتلك اليوم ما يكفي من الهيليوم إلا لمدة لا تتجاوز 25 سنة، وذلك بسبب عملية التلاعب التي تعرضت لها أسعاره، ما أدى إلى انخفاضها بشكل كبير.
وتعتبر الولايات المتحدة الدولة التي تمتلك أكبر احتياطي في العالم من الهيليوم، ولكن عام 1996، أقر الكونغرس قانوناً يقضي بضرورة التخلص من هذا المخزون بالكامل قبل عام 2015، ما أدى لخفض سعره بشكل كبير.
ويعتبر الهيليوم ثاني أخف العناصر وزناً في الكون، ولذلك فهو يتحرك بحرية ويندفع إلى الفضاء الخارجي بشكل مستمر، أما الكميات الموجودة على كوكبنا منه حالياً فهي ناجمة عن عمليات تحلل الصخور الناشطة إشعاعياً.
وقبل سنوات، كان استخدامات الهيليوم محدودة للغاية، ولكنه بات اليوم شديد الأهمية بالنسبة للكثير من الحقول العلمية والصناعية، لأنه يستخدم في ضغط وقود صواريخ الفضاء وفي تبريد المفاعلات النووية وأجهزة التصوير المقطعي الطبقي بالمستشفيات، إلى جانب استخدامه الواسع في تعبئة البالونات للأطفال.
ويقدر العلماء اليوم أنه إن استمر استخدام الهيليوم بالشكل الواسع الذي هو عليه اليوم، فإنه مرشح للنضوب خلال 25 سنة، مشيرين إلى أن سعره العادل اليوم يجب أن يرتفع بشكل كبير بحيث تصبح تكلفة تعبئة بالون واحد أكثر من مائة دولار.
ورغم ندرته على الأرض، إلا أن الهيليوم يعتبر ثاني أكثر العناصر انتشارا في الكون، وهو غاز غير سام وليس له تأثير بيولوجي على الكائنات الحية.
ساحة النقاش