تحتفل الأمم المتحدة باليوم العالمي للعمل الإنساني في التاسع عشر من أغسطس إسهاما في زيادة الوعي العام بأنشطة المساعدة الإنسانية في جميع أنحاء العالم وبأهمية التعاون الدولي في هذا الصدد، وتكريما لجميع العاملين في مجال تقديم المساعدة الإنسانية وموظفي الأمم المتحدة والأفراد المرتبطين بها الذين يعملون للنهوض بالقضية الإنسانية وإحياء لذكرى من قضى نحبه منهم أثناء أداء مهامهم.
وقد تم اختيار التاسع عشر من أغسطس، حيث أنه اليوم الذي وقع فيه تفجير فندق القناة في بغداد في عام 2003 والذي أدى إلى مصرع 22 شخصا من بينهم الممثل الخاص للأمين العام، سيرجيو فييرا دي ميلو.
ويعاني شخص من بين كل ستة أشخاص في العالم من الجوع المزمن. ويسعى العاملون في مجال المساعدة الإنسانية جاهدين إلى تأمين حصول الأشخاص الذين يواجهون أحداثا مؤلمة ويحتاجون إلى مساعدات تنقذ حياتهم على تلك المساعدة، بغض النظر عن أماكن وجودهم، أو انتماءاتهم الدينية أو الاجتماعية أو جنسياتهم.
وينتمي معظم العاملين في مجال المساعدة الإنسانية إلى البلدان التي يعملون فيها، ومن العاملين في مجال المساعدة الإنسانية وطنيون ومنهم دوليون، ومنهم ذكور ومنهم إناث، وهم يعبرون عن جميع الثقافات والإيديولوجيات والخلفيات.
ويعتمد الكثير من العاملين الإنسانيين على فكرة حمايتهم من قبل كل الأطراف ليتمكنوا من أداء واجبهم أينما كانوا، إلا أن الفكرة الخاطئة بأن المساعدات تقوم بتوزيعها المجموعات الغربية، أو أنها تمثل مفهوما إيديولوجيا أو دينيا واحدا قد أدى إلى استهداف العاملين الإنسانيين وبالتالي إلى الإضرار بالفئات الضعيفة التي بحاجة إلى المساعدة.
ولكن هناك اعتقادا بدأ في الانتشار على نحو متزايد مفاده أن المساعدات الإنسانية توفرها فقط منظمات أو وكالات غربية أو أن تلك المساعدات تعبر عن وجهة نظر إيديولوجية أو دينية واحدة في العالم. وهو أمر مغلوط تماما، رغم انتشاره باطراد في العديد من مناطق العالم. وأبرز تعبير عن هذا الاعتقاد الخاطئ هو العدد المتزايد من الهجمات التي تستهدف العاملين في مجال المساعدة الإنسانية، والتي أدت إلى مقتل وإصابة عدد يتزايد كل عام منهم. وهو وضع يعود بالضرر على أشد الناس فقرا وضعفا أكثر من غيرهم.
وينبغي احترام العاملين في مجال المساعدة الإنسانية وحمايتهم بدلا من استهدافهم. حيث سنكون في حاجة إلى مزيد من المساعدات الإنسانية في المستقبل. وما لم يتسن للعاملين في مجال المساعدات الإنسانية الوصول بشكل كامل إلى من يحتاجونهم، لن يحصل مئات الآلاف من المستحقين على المساعدات التي يطلبونها لا من حيث الكم ولا الكيف. وأفضل طريقة لتأمين أداء العاملين في مجال المساعدة الإنسانية لمهامهم هي إذكاء الوعي بالمبادئ التي يقوم عليها العمل الإنساني وهي: الإنسانية والحياد وعدم المحاباة والاستقلالية، واحترام تلك المبادئ.
وستعقد فعاليات احتفالا بالحدث في مكاتب الأمم المتحدة وبعثات حفظ السلام في أنحاء العالم مع التركيز على الموظفين الذين لقوا حتفهم خلال القيام بعملهم، حيث سيضع الأمين العام، بان كي مون، إكليلا من الزهور بالمقر الرئيسي بنيويورك بمناسبة هذا اليوم.
وسيرتكز الاحتفال باليوم العالمي لعام 2010 على ثلاثة مجالات رئيسية:
- توجيه الانتباه إلى الاحتياجات الإنسانية في جميع أنحاء العالم.
- شرح ما ينطوي عليه العمل الإنساني، بطريقة مرئية بسيطة.
- إحياء ذكرى من فقدوا أرواحهم في خدمة الإنسانية.
ساحة النقاش