عثر المنقبون عن الآثار في مصر على مقبرة ضخمة تعود الى 3300 عام وتخص قائد الجيش والكاتب الملكي "بتاح مس" المشرف على الخزانة والغلال، حسبما أعلن فاروق حسني وزير الثقافة المصري الذي اضاف بأن المقبرة تقع جنوب الطريق الصاعد لهرم الملك أوناس بمنطقة آثار سقارة جنوب القاهرة.
وأعطى الدكتور زاهي حواس أمين عام المجلس الأعلى للآثار في مصر المزيد من التفاصيل عن الاكتشاف إذ قال بأنه "عثر كذلك على عدة أفنية ومقاصير من مقبرة ضخمة قد يصل طولها إلى سبعين مترا وتتجه من الشرق إلى الغرب وهي مصممة على شكل المقابر التى سادت عهد العمارنة ونهاية الأسرة الثامنة عشرة اي عام 1370 ق.م في سقارة وهي تشبه مقبرة بتاح أم ويا حامل التي تحمل الختم الملكي في عصر الملك اخناتون والتى عثرت عليها البعثة الهولندية العاملة في سقارة عام 2007".
كما أوضح الدكتور أحمد سعيد نائب رئيس البعثة والمسؤول عن اعمال التنقيب في الرمال انه "عثر كذلك على قطع متعددة من أجزاء من تماثيل لصاحب المقبرة وزوجته أهمها رأس تمثال ملون ربما لزوجته أو لإحدى بناته، كما عثر على جزء كبير سفلي لتمثال جالس بالحجم الطبيعي خاص ببتاح مس ومثبتا في الأرض أمام إحدى المقاصير فضلا عن العثور على بعض الأواني الفخارية وتماثيل الأوشابتي والتمائم الجنائزية التي تمثل عين حورس وبعض المعبودات ومصنوعة من الأحجار شبه الكريمة ومائدة للقرابين".
وقالت الدكتورة علا العجيزي، العميدة السابقة لكلية الآثار ورئيسة بعثة كلية الآثار بجامعة القاهرة ان "صاحب المقبرة وهو بتاح مس ويعتبر شخصية
مهمة، حيث تقلد عدة مناصب منها الأمير الوراثي والكاتب الملكي والمشرف على معبد بتاح معبود مدينة منف وقائد الجيش والمشرف على شونة الغلال والمشرف على الخزانة".
وأضافت أن "اعمال الحفر أسفرت عن اكتشاف عدة لوحات جنائزية منها لوحة غير مكتملة النقش وصور عليها ثالوث طيبة آمون وموت وخنسو ويظهر صاحب المقبرة وعائلته وهو يتعبد لهم، وهذا يشير إلى العودة لعبادة إخناتون الدينية التى دعا فيها إلى عبادة الإله آتون".
دعم
وتابعت العجيزي بالقول كذلك ان "هناك أكثر من شخص يحمل اسم بتاح مس من الاسرتين الثامنة عشرة والتاسعة عشرة منذ عهد الملك أمنحتب الثالث والد اخناتون حتى عهد الملك رمسيس الثاني، الا أن الكشف عن اسم زوجة صاحب هذه المقبرة واسم احدى بناته ربما يحدد الفترة الزمنية للاسرة التاسعة عشرة التي ترجع لها المقبرة".
اما هبة مصطفى، المسؤولة عن النشر العلمي للبعثة فقالت في البيان الرسمي للاعلان عن الاكتشاف "هذه المقبرة استخدمت أعمدتها في تشييد الكنائس خلال العصر المسيحي كما تعرضت لعدة سرقات منذ القرن التاسع عشر".
وقال البيان ان البعثة تواصل البحث عن البئر الاساسية للمقبرة والتي توصل في نهاية الامر الى حجرة الدفن حيث يوجد التابوت الخاص بصاحب المقبرة "وربما تابوت زوجته" وما تبقى من أثاث جنائزي في الحجرات المحيطة بغرفة الدفن.
من ناحية، أخرى صرحت الدكتورة عزة فاروق عميدة كلية الآثار بجامعة القاهرة بأن "الجامعة ستواصل دعم البعثة فى الكشف عن الآثار بسقارة والتى أسفرت الحفائر عن كشف أربع وثلاثين مقبرة أثرية بسقارة منذ ثمانينيات القرن الماضي".
ساحة النقاش