رغم من أنه بات من السهل الحصول على المعلومات بسرعة شديدة عبر استخدام شبكة الإنترنت، إلا أنه مازال هناك خمسة مليارات شخص في العالم لا يستخدمون الشبكة. لذلك ابتُكر "صندوق السؤال" لتقريب المستخدمين من العالم الرقمي.
في إحدى المناطق الزراعية الهندية تم إدخال ما يعرف بـ "صندوق السؤال/ Question Box"، بناء على فكرة مبتكرة لتجاوز مشكلة عدم توفر إمكانية استخدام شبكة الإنترنت في العديد من مناطق العالم بسبب غياب البنية التحتية. ويقدر عدد المحرومين من استخدام الشبكة بخمسة مليارات شخص في العالم. ويعد "صندوق السؤال" حلا مبتكرا لإمداد السكان بمعلومات كافية في زمن الاتصالات السريعة.
إنترنت بسيط و مبتكر
ويتكون "صندوق السؤال" من جهاز مربع الشكل يوجد بداخله هاتف محمول. عندما يضغط المستخدم على الزر يتم ربطه بشخص متصل بشبكة الإنترنت يقوم بالإجابة على سؤال المستخدم بعد البحث عن المعلومات بهذا الخصوص في الشبكة. ويمكن للمستخدمين البسطاء طرح أي سؤال عبر "صندوق السؤال" وبلغتهم الأم.
محاولة لتقريب البسطاء من العالم الرقمي
وقد تم إدخال هذه التقنية إلى الهند منذ عام 2007 و تم تركيب "صناديق سؤال" في عشر مناطق هندية نائية وفي أحياء عشوائية. ويهدف هذا المشروع المبتكر إلى كسر الحاجز بين الناس من جهة والإنترنت والعالم الرقمي من جهة أخرى، حتى وإن كانوا أميين. ففي الهند الذي يصل عدد سكانها إلى 1.1 مليار نسمة، يوجد 81 مليون مستخدم للانترنت، ما يمثل أقل من 08 بالمائة من إجمالي تعداد السكان. و يرى الدكتور نيخيل أجاروال مدير الشركة المنفذة للفكرة أنه "وبالرغم من أن سكان الهند ثاني أكبر مستخدمي الهواتف المحمولة، إلا أن ذلك لا يعني أن لديهم إمكانية الحصول على المعلومات في كل وقت، وهو ما يشكل فجوة رقمية. فالكثير من الناس لا تتوفر لديهم إمكانية الحصول على المعلومات الأساسية المتوفرة للطبقة المتعلمة التي تعيش في المدن. وهذه الفكرة تعد محاولة لسد هذه الفجوة".
فكرة ما تزال قيد التجربة في الهند و أوغندا
وانتقلت فكرة "صندوق السؤال" التي بدأت في الهند إلى أوغندا، حيث تم تأسيس شركة تجيب على أسئلة الفلاحين في القرى النائية. و تقوم الشركة بإرسال موظفين إلى هذه المناطق النائية لجمع الأسئلة التي تدور في بال الفلاحين الأوغنديين. ثم يقوم الموظفون بالاتصال بالشركة للبحث على الإجابات في شبكة الإنترنت.
ومازالت فكرة "صندوق السؤال" قيد التجربة في الهند وأوغندا وهي مخصصة فقط لمساعدة الفلاحين الفقراء الذين لا تتوفر لديهم إمكانية استخدام الإنترنت. و يتم تمويل هذه الفكرة من قبل الحكومة الهندية و التبرعات الخاصة، أما في أوغندا فيقوم "بنك جرامين" بتمويل هذا المشروع.
ساحة النقاش