هذه السفن تابعة لمنظمة السلام الأخضر "Greenpeace"، وهي منظمة عالمية مستقلة غير مرتبطة بأي جهة، تتخذ من أمستردام بهولندا مقرا لها.

بدأت المنظمة نشاطها منذ أكثر من 35 عاماً، وتهتم بالبيئة من خلال الحفاظ على العلاقة الطبيعية المستديمة بين الإنسان والبيئة عن طريق درء المخاطر التي تهدد الحياة البشرية الحيوانية والنباتية، بفعل التدخل البشري غير المنظم.
ويعود تاريخ إنشاء منظمة السلام الأخضر إلى عام 1971 عندما قامت الحكومة الأمريكية بإلقاء نفايات المواد المشعة في إحدى جزر آلاسكا، حيث تبين للمهتمين بالبيئة آنذاك، وطبقا لنتائج الدراسات العلمية التي أجريت على الساحل الغربي لأمريكا وكندا، وجود خلل وعدم استقرار للحيوانات البرية والبحرية هناك بسبب تأثير المواد المشعة، فقام فريق صغير من الناشطين في مجال البيئة من فانكوفر في كندا بالإبحار على متن مركب الصيد القديم "فيليبس كورماك" للاحتجاج على إجراء تلك التجارب سلمياً.
وهذه المجموعة - من مؤسسيها: بوب هانتر و بول واتسون – هي التي عرفت فيما بعد باسم منظمة السلام الأخضر، بعد أن قدمت اعتراضاً رسمياً إلى كافة الجهات التي تمتلك النفايات المشعة فيما بين عامي 1972 ــ 1973. جذب نشاط تلك المجموعة من الأفراد عدد من الأشخاص المتطوعين المهتمين بمجالات حماية البيئة فبدأت المجموعة بالتوسع وتحولت إلى منظمة عالمية رائدة في مجال الحملات المناوئة لتلوث البيئة، لها عدد من المكاتب والفروع حول العالم.

بدأت المنظمة في عقد اجتماعات سنوية لها، لطرح مشاكل البيئة في العالم أجمع لوضع خطة إستراتيجية للبيئة بمقياس عالمي من أجل الحفاظ على العلاقة المستديمة بين البيئة والإنسان. وهي تعتمد على الإمكانيات الذاتية لأعضائها بالإضافة إلى دعم الجمعيات الخيرية لها، وتتعاون المنظمة مع الجامعات والمعاهد والمؤسسات العلمية من أجل وضع المعايير الخاصة بالحفاظ على البيئة.
تقول المنظمة في تعريفها بنفسها: "السلام الأخضر منظمة لا تتوخى الربح، حرصا منها على استقلالية قرارها؛ ترفض جرينبيس المساهمات المالية من الحكومات والشركات والمؤسسات الملحقة بها وتعتمد على مساهمات فردية من داعميها وهبات من جمعيات خيرية. ولذلك نجري الأبحاث ونمارس الضغوط والدبلوماسية الهادئة للوصول إلى أهدافنا. كما نلجأ إلى المواجهة السلمية المباشرة لرفع وتيرة النقاش العام حول مواضيع حملاتنا. ليس لدينا حلفاء أوفياء أو أعداء لدودين أثناء تأدية واجبنا، كما نؤمن بأن النضال من أجل الحفاظ على مستقبل كوكبنا لا يتعلق بنا".

وتعد مواجهة قتل ونزع جلد حيوانات الفقمة الصغيرة من أهم وأشهر حملات السلام الأخضر، وكانت المنظمة أيضا من أوائل من احتج وحذر من مخاطر المواد المعدلة وراثيا على الصحة، وكذلك تعمل نشطة في مجال حظر التجارب النووية، ومواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري، وتلوث المياه، وحماية الغطاء النباتي والغابات.
والطرق التي تعتمدها المنظمة في حملاتها هي في مجملها طرق سلمية تتخذ من الدبلوماسية الهادئة سبيلاً لها، من خلال إطلاق سفن وقوارب السلام، والضغط على الحكومات، بالإضافة إلى تنظيم حملات إعلامية إلكترونية للتوعية بالأخطار المحدقة بالبيئة عن طريق شبكة الانترنت.
أما أشهر سفنها فهي السفينة "رينبو واوريوز"، وهي التي أغرقتها الاستخبارات الفرنسية عام 1985 في محاولة لإحباط الاحتجاج ضد التجارب النووية الفرنسية في المحيط الهادي، حيث جرى تفجيرها في ميناء أوكلاند بنيوزيلندا في 10 يوليو 1985 وقتل شخص واحد ممن كانوا على متنها وهو المصور البرتغالي فرنادنو بيريرو.
ليصبح في النهاية شعارها هو شعارنا جميعا: "عندما يتم قطع آخر شجرة، وتسميم آخر نهر، وموت آخر سمكة، سنكتشف أننا لا نستطيع أن نأكل نقودنا".

المصدر: منظمة السلام الأخضر/ جريدة الشرق الأوسط
yomgedid

بوابة "يوم جديد"

  • Currently 285/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
95 تصويتات / 1249 مشاهدة
نشرت فى 21 إبريل 2010 بواسطة yomgedid

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

معبد الأقصر