بابا نويل تلك الشخصية المرحة ذات الرداء الأحمر، والتي تفرح الأطفال الأحباء بالهدايا الجميلة التي تقدمها لهم في وقت الكريسماس من كل عام.
وبابا نويل يعرف أيضاً باسم "سانتا كلوز" وهو معروف غالباً بأنه رجل سعيد، وسمين جداً وضحوك، يرتدي بدلة حمراء، وتغطي وجهه لحية ناصعة البياض كالثلج الأبيض، وكما هو مشهور في قصص الأطفال فإن سانتا كلوز يعيش في القطب الشمالي مع زوجته السيدة كلوز، وبعض الأقزام الذين يصنعون له هدايا الميلاد، وثمانية من الأيائل أو حيوانات الرنة القطبية التي تجر له زلاجاته السحرية، ومن خلفها الهدايا والألعاب ليتم توزيعها على الأولاد أثناء هبوطه من المداخن السوداء للمنازل، أو دخوله من النوافذ المفتوحة وشقوق الأبواب الصغيرة.
ولكن ما حكايته، ومن أين أتى؟!
قصة سانتا كلوز الحقيقية هي مأخوذة من قصة القديس نيكولاس، (سانت كلاوس، أو القديس نيقولا) وهو أسقف "ميرا" والتي تقع على بعد 100 كم من أنطالية بجنوب تركيا، وقد عاش في القرن الرابع الميلادي، وقد اشتهر عنه أنه كان يقوم أثناء الليل ليوزع الهدايا للفقراء ولعائلات المحتاجين دون أن تعلم هذه العائلات من هو الفاعل، ويعود ذلك المعتقد إلى القصة التالية والتي تحكى عنه وهي عن مساعدته لذلك الإنسان الذي اضطرّ، بسبب فقره الشديد، أن يبيع بناته الثلاثة للعبودية (وكان الشاري فيما يبدو هو أصحاب أحد مواخير البغاء والجنس)، ولما سمع القديس نيكولاس بالأمر، جاء ليلاً وترك للأب كيساً من المال يكفيه لإنقاذ بنت واحدة، وهكذا جاء سراً ثلاث مرات ولم يعرف الأب من أين جاء المال، ولكن في الليلة الثالثة شاهده الأب فطلب من القديس المغفرة لأنه فكرّ ببيع أولاده كعبيد، وبسبب هذا الحدث وأمثاله، أصبح القديس نيكولاس حبيب الأطفال، حيث عاش وكرس حياته فعلاً لمساعدة الفقراء والانتصار للمظلومين ومعالجة المرضى، وصادف وأن توفي في شهر ديسمبر، وكان يوافق يوم 10 كيهك "بالتقويم القبطي المصري للأشهر"، لذا ارتبط الاحتفال بذكرى وفاته بقدوم العام الميلادي الجديد.
ويشار إلى أن الشكل الجديد لبابا نويل أو سانتا كلوز الذي يحلم أطفال اليوم بصورته هو من ابتداع إحدى الحملات الترويجية لشركة «كوكا كولا» للمياه الغازية، وقد ظهرت صورته الأولى بمعطفه الأحمر ولحيته البيضاء الكبيرة وحذائه الأسود اللامع، عام 1931 في الولايات المتحدة.
وتروي الحكايات الشعبية أن (بابا نويل) يضع للأطفال الهدايا داخل جوارب صوفية يضعونها فوق المدفأة في منازلهم حيث كان يتسلل (بابا نويل) من خلال فتحة المدفأة حتى لا يراه الأطفال ليلاً ويفاجئون بالهدايا في الصباح فيتملكهم السرور أكثر وأكثر.
وفى مصر ينتشر بابا نويل في الكنائس القبطية في احتفالها برأس السنة الميلادية، وصار فيما بعد رمزاً شعبياً للاحتفال بقدوم العام الجديد.
ساحة النقاش