أن هذه المعجزة كثيرا ما طالعت الناس سابقا وخاصة في متاحف الطرائف المتنقلة في الريف وفى الحقيقة فإن هذه المعجزة تذهل الإنسان إذ يرى أمامه رأسا أدميا مقطوعا وقد وضع في طبق على منضدة صغيرة وهو حي أي الرأس تتحرك عيونه ويتكلم ويأكل ! وبالرغم من عدم استطاعة احد من المشاهدين التقرب من المنضدة لوجود حاجز يتضح انه لا يوجد أي شيء تحتها.
وإذا ما شاهد القارئ في المستقبل مثل هذه المعجزة فما عليه إلا أن يأخذ ورقة مجعدة ويقذفها في الفراغ الموجود تحت المنضدة سيرة بعد ذلك اللغز قد أصبح واضحا في الحال: إذ سترد الورقة عن المرأة ! وإذا لم تصل إلى المرأة فإنها مع ذلك ستكشف وجود المرأة وذلك لآن صورتها ستظهر فيها .
ويكفى أن نضع مرآة تمتد من إحدى قوائم المنضدة إلى القائمة الأخرى لكي يظهر الفراغ الموجود تحتهما خاليا بالنسبة للمشاهد البعيد _طبعا في حالة واحدة فقط هي عند عدم انعكاس أثاث الغرفة أو الجمهور في المرأة. ولهذا يجب أن تكون الغرفة خالية والجدران متشابهة تماما وأرضية الغرفة مدهونة بلون واحد بلا زخرفة ويبعد الجمهور عن المرأة بمسافة كافية تفي بالغرض.
أن السر هنا بسيط جدا ولكن لعدم اطلاع القارئ عليه بعد فإنه سيبقى حائرا في ماهيته.
وأحيانا يزداد الملعوب غواية. يقوم الحاوي أولا بعرض المنضدة وهى فارغة لا يوجد أي شيء فوقها أو تحتها . ثم يجلب مساعدوه من وراء المسرح صندوقا مقفلا كما لو كان في داخله الرأس المقطوع(أما في الواقع فإن الصندوق فارغ). يضع الحاوي هذا الصندوق على المنضدة ويفتح الجدار الأمامي _ويظهر أمام الجمهور المشدوه رأس مقطوع يتكلم.ربما يكون القارئ الآن قد عرف أن سطح المنضدة يحتوى على قسم قلابى يسد الفتحة التي من خلالها يقوم الرجل الجالس تحت المنضدة وراء المرأة بإخراج رأسه عندما يوضع على المنضدة ذلك الصندوق الفارغ الذي لا يحتوى على قعر وهناك طرق أخرى عديدة للقيام بمثل هذه الخدعة لا يتسع المجال لذكرها هنا ونأمل أن يكون بمستطاع القارئ حل ألغازها بنفسه.
المصدر:
- كتاب الفيزياء المسلية (ياكوف بيريلمان)
ساحة النقاش