في تسعينيات القرن الماضي كان يباع في الأسواق جهاز يحمل اسما رنانا هو جهاز(رونتجن) وأتذكر كيف أصابني الارتباك عندما تناولت بيدي لأول مرة ذلك الجهاز الماهر الصنع وكنت لم أزل بعد تلميذا وقد استطعت بواسطته أن أرى الأشياء خلال حواجز غير منفذة ! وقد تمكنت أن أميز الأشياء المحيطة بى , ليس من خلال ورقة سميكة فقط بل وخلال نصل السكين الذي لا يمكن أن تخترقه حتى أشعة اكس الحقيقة . وإذا نظرنا إلى الشكل التالي الذي يبين لنا النموذج الأصلي لذلك الجهاز المذكور فسوف نعرف سر تركيبه في الحال.
يحتوى الجهاز على أربع مرايا صغيرة مائلة بزاوية 45 درجة تقوم بعكس الأشعة عدة مرات إلى أن تمررها حول الحاجز غير المنفذ. وتستخدم مثل هذه الأجهزة بكثرة في المهمات الحربية. ويمكن عند الجلوس في الخندق مراقبة تحركات العدو دون أن نرفع الرأس فوق مستوى الأرض , وبذلك نتجنب نار العدو . ويسمى الجهاز الذي نستخدمه لهذا الغرض ب (البيريسكوب).
وكلما طال طريق الأشعة من الهدف إلى عين المراقب , كلما قل مجال الإبصار الحاصل في البيريسكوب . ولتكبير مجال الإبصار تستخدم مجموعة خاصة من العدسات البصرية ولكن العدسات تمتص جزءا من الضوء الداخل إلى البيريسكوب. ولهذا السبب يقل وضوح الرؤية الأمر الذي من شأنه تحديد الارتفاع الأقصى للبيريسكوب. بحوالي عشرين مترا.أما الأجهزة التي تزيد ارتفاعها على ذلك فتعطى مجال إبصار صغير جدا وتكون الصورة فيها غير واضحة وخاصة في الجو الغائم.
وباستخدام البيريسكوب يستطيع قائد الغواصة أن يراقب السفينة التي يريد مهاجمتها _للبيريسكوب ماسورة طويلة يخرج طرفها فوق سطح الماء . وتركيب هذا البيريسكوب أكثر تعقيدا من تركيب البيريسكوب البرى غير ان المبدأ واحد : تعكس الأشعة بواسطة مرآة (أو مواشير) مثبتة في الجزء البارز من البيريسكوب وتمر بعد انعكاسها في داخل الماسورة بصورة محاذية لها ثم تنعكس في القسم السفلى وتذهب إلى عين المراقب.
المصدر:
- كتاب الفيزياء المسلية (ياكوف بيريلمان)
ساحة النقاش