أن من تردد كثيرا على المسارح وقاعات الموسيقية, يتعرف جيدا أن هناك قاعات تسمع فيها الأصوات بنغم جيد, وأخرى تسمع فيها الأصوات بنغم رديء. وفى بعض تلك القاعات تسمع أصوات الغناء والموسيقى من مسافة بعيدة بوضوح, وفى البعض الأخر, لا تسمع الأصوات بوضوح حتى من مسافة قريبة. وفى الماضي القريب كان بناء المسرح الذي تعطى صالته أصوات جيدة, يعتبر من قبيل الصدف السعيدة, وقد وجدت في الوقت الحاضر وسائل خاصة للتخلص من الارتداد, الذي يفسد قابلية السمع. وسوف نشير هنا إلى شيء واحد فقط, هو أن وسائل التخلص من الصوت الرديء تتلخص في إنشاء سطوح تمتص الصوت الزائد.
أن أحسن ممتص للصوت هو النافذة المفتوحة (كما يعتبر الثقب أحسن ممتص للضوء).
حتى أن المتر المربع الواحد من النافذة المفتوحة يعتبر بمثابة وحدة لقياس امتصاص الصوت.
أن المشاهدين الموجودين في صالة المسرح يمتصون الصوت جيدا _مع أن امتصاصهم للصوت يقل بمرتين عن امتصاص النافذة المفتوحة( أن كل مشاهد يعادل من هذه الناحية حوالي نصف متر مربع من النافذة المفتوحة. وإذا صحت ملاحظة احد علماء الفيزياء التي جاء فيها قوله( أن قاعة المحاضرات تمتص صوت المحاضر بالمعنى الحرفي لهذه الكلمة ). فلا يقل عن ذلك صحة قولنا بأن القاعة الخالية هي الأخرى غير مرضية بالنسبة للمحاضر بالمعنى الحرفي للكلمة أيضا
وإذا كانت درجة امتصاص الصوت كبيرا جدا فإن هذا أيضا يسيء إلى قابلية السمع:أولا, أن امتصاص الصوت بدرجة كبيرة جدا يعمل على كتم الأخير, وثانيا يقلل الارتداد إلى درجة أن الأصوات . ولهذا فإذا توجب علينا التخلص من الارتداد الطويل فإن الارتداد القصير جدا غير مرغوب فيه أيضا.أن قيمة أحسن ارتداد بالنسبة لمختلف الصالات تكون غير متساوية ويجب تثبيتها عند تصميم كل صالة على حدة.
ويوجد في المسرح شيء أخر طريف من وجهة نظر الفيزياء وهو كشك الملقن. هل لفت نظر القارئ الشكل الموحد لذلك الكشك في جميع المسارح؟
أن سبب توحد الشكل يعود إلى أن كشك الملقن, هو جهاز فيزيائي فريد في نوعه. أن عقد الكشك هو عبارة عن مرآة صوتية مقعرة لها وظيفة مزدوجة هي منع الموجات الصوتية المنطلقة من شفتي الملقن من الاتجاه نحو الجمهور وبالإضافة إلى ذلك عكس تلك الموجات باتجاه خشبة المسرح.
المصدر:
- كتاب الفيزياء المسلية (ياكوف بيريلمان)
ساحة النقاش