كالغدة النخامية نجد أن الغدة الكظرية عضو مزدوج، بجزئين منفصلين في شكلها وعملهما- القشرة الخارجة، والنخاع الداخلي. الغدتان الكظريتان مثلثتا الشكل، يضرب لونهما إلي البني الأصفر، ومكانهما عند طرفي الكليتين، من أعلاهما، وفي جوار العمود الفقري، ومجموع وزنهما ربع أو نصة.

وكغيرهما من الغدد الصماء تردهما كمية كبيرة من الدم. القشرة تتألف من الخلايا الصبغية الخفيفة المحتوية علي الدهن الكثير المنضود في ثلاث طبقات.. الخارجية طبقة تنتظم فيها الخلايا بشكل دائرة؛ تحتها طبقة من أعمدة خلوية في وضع زاوية قائمة مع السطح؛ وأخيرا الطبقة الثالثة الداخلية، وهي غير منتظمة ولا متناسقة.

في نخاع الكظر أعمدة من الخلايا الكبيرة المفرزة للأدرينالين والنورادرينالين، وهما الهرمونان اللذان لهما تأثير كبير في الجهاز العصبي السمبتاوي. ولهذا الجهاز خلايا موجودة في الهيبوتالاموس، وفي الحبل ألشوكي وفي سلسة تمتد مع العمود الفقري وتصل أعصابها إلي القلب، والأوعية الدموية، والأمعاء، والمثانة، وإلي مكان توجد فيه العضلات الملساء، مطلقة كمن نهاياتها هرمون النورادرينالين.

هذا الهرمون يسرع النبض، ويرفع ضغط الدم، ويسبب تقبضا في الأوعية الدموية، ويخفض من نشاط عضلات المثانة والأمعاء، ويزيد من حجم البؤبؤ، ويرفع من نسبة السكر في الدم- معدا بذلك الجسم للعمل السريع.. للقتال، أو للهرب والفرار!

الأدرينالين والنورادرينالين يدخلان الدم من الكظر لمضاعفة التأثيرات المبينة أعلاه. غير أن التأثير الذي يحدثه الهرمون الأول يختلف عن التأثير الذي يحدثه الثاني. مثال ذلك، تأثير الأدرينالين الكابح والكابت أقوي وأشد بالنسبة للمثانة والأمعاء، بينما يكون للنورادرينالين تأثير شديد في ارتفاع ضغط الدم، وتقلصات أو تقبضات الشرينات.

حين يكون الجهاز العصبي السمبتاوي في حالة نشاط، تظهر تأثيره بكل وضوح، فالجلد يستحيل أصفر شاحبا(بسبب تقلص الأوعية وتقبضاتها). وكذلك العرق المتصبب أو المتفصد ولكن ليس بتأثير الأدرينالين بل الاستيكولين. وهو المادة التي تنقل الرسائل العصبية إلي العضلات الارداية، ولها أيضا تأثيرات في العضلات الملساء.

القشرية الكظرية تنشئ عددا من الهرمونات الضرورية للحياة. وأهم مشتقات" الكورتيكوسترويد" اثنان: الألدسترون والهيدروكورتيزون.. وهما ينظمان كمية الملح والماء في الجسم، ويتحكمان بأيض واستقلاب الكاربوهايدريت، والبروتين، والدهن.

ويفرز الكظر أنواعا أخري من الكورتيكوسترويد، منها الكورتيزون الذي أخذوا يصنعونه بكثرة، ويعالجون به.

وتأثير الالدسترون والهيدروكورتيزون واضح متي كان نشاط الكظر مفرطا أو ناقصا وقليلا. وداء أديسون ينجم عن تضاؤل نشاط الكظر.

والمرضي يعانون من الضعف والإعياء والتهافت لما يطرأ من انخفاض علي مستوي السكر في الدم، ومن التوقف عن توالد أنسجة جديدة.
ويقل ضغط الماء(لأن الملح والماء اعتراهما النقص وكذلك حجم الدم). ويسقط شعر الجسم، ويصبح للحساسية فروع.

ومتي كان العكس وتضاعف نشاط القشرة- والسبب علي الأرجح ورم في الكظر، فإن المرء لا يلبث أن يصاب بمرض(كوشنغ)، فتهزل أطرافه(نتيجة تفكك بروتين العضلات إلي سكر)، ويسمن جذعه، ويستدير شكل وجهه( التحول السكر إلي دهن)، ويغزر شعره، ويكثر كثرة عظيمة(بسبب فرط إفراز الهرمونات الذكرية). ويصاب بالسكري(بسبب ارتفاع نسبة السكر في الدم، والإفراز غير الكافي من الأنسولين). ويرتفع ضغط الدم(تزايد الالدسترون يسفر عن احتباس الملح والماء، وازدياد في حجم الدم).

المصدر:

  • كتاب الحياة وعجائبها / إميل خليل بيرس
yomgedid

بوابة "يوم جديد"

  • Currently 330/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
110 تصويتات / 3420 مشاهدة
نشرت فى 14 إبريل 2009 بواسطة yomgedid

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

معبد الأقصر