العلماء فى تقريرعلمى :

عوادم المصانع السبب الرئيسى فى تغير المناخ

كان توماس كارت مدير المركز القومي للمحيطات ومركز البيانات القومي للمناخ التابع لإدارة الظواهر الجوية و كيفين ترينبيرث رئيس قسم تحليل المناخ التابع للمركز القومي للأبحاث المتعلقة بالظواهر الجوية قد كتبا " أنه لا مجال للشك في أن التركيبة الجوية آخذة في التغير بسبب النشاطات الإنسانية وأن الغازات المنبعثة من ظاهرة الإحتباس الحراري على الأرض هي من أكبر العوامل المؤثرة على المناخ العالمي".
وتوصل العالمان الى خلاصة مفادها أن العوادم المنبعثة من المصانع كان لها تأثير مهيمن على التغييرات المناخية طوال الخمسين عاما الماضية، متفوقة على العوامل الطبيعة الأخرى. وقالا إن مستويات ثاني أكسيد الكربون والغاز المنبعث من ظاهرة الإحتباس الحراري الرئيسية التي تحبس أشعة الشمس وتزايد من درجات حرارة الكرة الأرضية زادت بنسبة 31 بالمائة منذ ما قبل العصر الصناعي. وقالا أيضا إن نشاطات أخرى للإنسان مثل عوادم الكبريت وذرات السخام وتطور المناطق المدنية كان لها أثر جوهري على المناخ، إلا أنه تأثير محلي.
وقدر  العالمان الأميركيان أنه ما بين عام 1990 و 2100 هناك إحتمال بنسبة 90 بالمائة في أن تزداد درجات حرارة الأرض ب 1,7 الى 4,9 درجة مئوية. وقالا إن مثل هذا الإرتفاع في درجات الحرارة سيكون له آثار واسعة على المجتمع والبيئة، بما في ذلك إستمرار ذوبان الجبال الجليدية والطبقات الجليدية الضخمة في جرينلاند مما سيؤدي الى غمر سواحل العالم.
ويقول كارل وترينبيرث إن الحاجة ماسة لإجراء مزيد من الأبحاث من أجل التعرف على التأثيرات الإقليمية والعالمية التي تسببها التغييرات المناخية.  وهذا بدوره يتطلب تعاونا دوليا حقيقيا وإنشاء نظام عالمي لرصد المناخ وجمع وتحليل البيانات.
فيما يلي نص البيان الصحفي حول الموضوع:
 (بداية النص)
المركز القومي للأبحاث المتعلقة بالظواهر الجوية
2 كانون أول/ديسمبر 2003
توصل إثنان من كبار العلماء الى خلاصة مفادها أنه "مما لا شك فيه " أن النشاط الإنساني يؤثر على المناخ العالمي.
بولدر- يقول اثنان من كبار العلماء في الولايات المتحدة في مجال الظواهر الجوية بعد دراسة مكثفة لأبحاث قام بها زملاء لهم إنه لم يعد هناك مجال للشك في أن ما يقوم به الأنسان من نشاطات له تأثير قوي ومتزايد على المناخ العالمي. ونوهت الدراسة التي أجرياها بعمليات مراقبة الظواهر الجوية وبنماذج كمبيوترية متعددة من أجل رسم صورة مفصلة للتغيرات المناخية التي من المحتمل أن تجتاح الكرة الأرضية خلال العقود القادمة، بما في ذلك ارتفاع درجات الحرارة وزيادة في التقلبات الحادة للعوامل الجوية مثل الفيضانات والجفاف. وقد نشرت الدراسة في مجلة الشؤون العلمية الصادرة في 5 كانون أول/ديسمبر ضمن سلسلة "حالة الكرة الأرضية".
وخلص كاتبا المقال وهما توماس كارل مدير المركز القومي للمحيطات ومركز البيانات القومي للمناخ التابع لإدارة الظواهر الجوية و كيفين ترينبيرث رئيس قسم تحليل المناخ التابع للمركز القومي لأبحاث الظواهر الجوية الى نتيجة مفادها أن العوادم الصناعية كان لها تأثير دائم على التغييرات المناخية على مدى الأعوام الخمسين الماضية، إلى درجة طغت على العوامل الطبيعية الأخرى. ومن أكثر العوادم المنبعثة أهمية غاز ثاني أكسيد الكربون وهو غاز منبعث من ظاهرة الإحتباس الحراري الذي يحبس أشعة الشمس ويزيد من درجة حرارة الأرض.
وقالا إنه "مما لا شك فيه ان التركيبة الجوية آخذة في التغيير بسبب النشاطات الإنسانية، وأن الغازات المنبعثة من ظاهرة الإحتباس الحراري هي من أكبر التأثيرات الإنسانية على المناخ العالمي". ومضيا إلى القول "إن النتيجة المرجحة تتمثل في حدوث موجات من الحر والجفاف ومنخفضات جوية وآثار أخرى مثل حرائق الغابات وضغط حراري وتغيرات في الحياة النباتية وإرتفاع في منسوب البحار بشكل يتوقف على التأثيرات الأقليمية".
وأشار المقال الى بحث جاء فيه أنه فيما بين عام 1990 و 2100 هناك إحتمال بنسبة 90 بالمائة في إرتفاع درجات الحرارة في العالم ب 1,7 الى 4,9 درجة مئوية أي ما يعادل (3,1 الى 8,9 درجة فهرنهايت) بسبب التأثيرات البشرية على المناخ. وجاء في المقال أيضا أن مثل هذا الإرتفاع في درجات الحرارة سيكون له أثر واسع النطاق على المجتمع والبيئة بما في ذلك استمرار ذوبان الجبال الجليدية والطبقات الجليدية الضخمة في جريلاند مما سيؤدي الى غمر سواحل العالم. وقد بنى العالمان تقديراتهما على اختبارات لنماذج كمبيوترية قام بها علماء في مجال المناخ ومراقبة للتغيرات التي تطرأ على الظواهر الجوية وتسجيل للتغيرات المناخية على مدى الأعوام المئة الماضية.
ومع ذلك، يقول العالم كارل، إن هناك شكا كبيرا في فهم التغيير الذي سيطرأ على المناخ العالمي مستقبلا.  فإذا إرتفعت الحرارة بنسبة 1,7 درجة مئوية فان التغييرات المتوقعة ستكون قليلة، ولكن لو إرتفعت الحرارة بنسبة 4,9 درجة فإن ذلك ربما يؤدي الى آثار عنيفة، ربما لم يسبق لبعض منها مثيل.
إن مستويات ثاني أكسيد الكربون في الجو ارتفعت بنسبة 31 بالمائة عما كانت عليه قبل عصر الصناعة أي من 280 جزء في المليون بالنسبة للحجم الى ما يزيد على 370 جزء في المليون هذه الأيام. كما أن نشاطات إنسانية أخرى مثل عوادم الكبريت وذرات السخام وتنمية المناطق المدنية لها تأثير كبير، إلا أنه تأثير مناخي محلي. وطبقا لما قاله العالمان فإن مثل هذه النشاطات ستزيد من درجات الحرارة التي تسببها الغازات المنبعثة من ظاهرة الإحتباس الحراري بدلا من تعديلها .
وحذر العالمان كارل وترينبيرث قائلين إنه اذا تمكنت المجتمعات من التقليل من العوادم المنبعثة الى الجو وتثبيت مستويات ثاني أكسيد الكربون في الجو، فإن درجات الحرارة ستستمر في الزيادة بمعدل 0,5 درجات مئوية (0,9 فهرنهايت) خلال فترة تمتد عشرات السنين. وإن السبب في ذلك يعود الى أن الغازات المنبعثة من ظاهرة الإحتباس الحراري بطيئة في تخلص جو الأرض منها. وأشارا إلى أنه "إذا أخذنا بعين الإعتبار ما حدث حتى يومنا هذا وما يمكن توقع حدوثه في المستقبل، فإنه من المؤكد حدوث مزيد من التغييرات الهامة في المناخ".
وإذا استمرت هذه العوادم عند مستوياتها الحالية، فان العالم سيواجه أسرع نسبة في التغييرات المناخية على مدى الأعوام ال 10,000 القادمة على الأقل. كما أن من شأن ذلك إحتمال حدوث تغيير في دورات المد والجزر للمحيطات وأن يحدث تغيير مثير في أنماط المناخ الحالية. وزيادة على ذلك، فان أحداثا طبيعية معينة من شأنها أن تعجل في إرتفاع درجات الحرارة. مثال على ذلك، عندما تذوب الثلوج فإن قشرة الأرض الداكنة وسطح المياه ستمتص مزيدا من أشعة الشمس مما يزيد بالتالي من درجات الحرارة.
ويقول العالمان كارل وترينبيرث إن الحاجة ماسة لإجراء مزيد من الأبحاث من أجل معرفة الآثار التي تخلفها التغييرات المناخية على المستويين الإقليمي والعالمي. ويتعين على العلماء، مثال على ذلك، تقرير آثار تزايد الغيوم على درجات الحرارة أو الكيفية التي ستؤثر فيها التغييرات في الجو على ألنينو، وهي الإرتفاع الدوري لدرجة حرارة مياه المحيط الهادئ الذي يؤثر بدوره على الأنماط الجوية في جزء كبير من العالم. ودعا العالمان إلى إجراء دراسة لنماذج كمبيوترية متعددة من أجل معالجة الأوجه المعقدة للجو والمناخ. ويتعين أن يكون بإمكان هذه النماذج دمج جميع الأجزاء المتعلقة بنظام مناخ الأرض الفيزيائي منها والكيماوي والبيولوجي. وهذا بدوره يتطلب تعاونا دوليا كبيرا وإنشاء نظام عالمي لرصد المناخ العالمي  وجمع وتحليل البيانات.
ويقول العالم كارل، إنه بسبب النطاق الواسع لاحتمال حدوث هذا التغيير في درجة الحرارة، فانه من المهم للغاية ضمان أن يكون لدينا نظام مراقبة شامل لتقصي أي تغييرات أو إنحرافات غير متوقعة.
وخلص العالمان الى القول إن "التغييرات المناخية هي في الواقع قضية عالمية، قضية قد تثبت أنها أكبر تحد تواجه الإنسانية، وإن من غير المرجح معالجة هذه القضية بطريقة مناسبة دون حدوث تحسن كبير على التعاون الدولي والأجراءات التي تتخذها دول العالم في هذا المجال".

yomgedid

بوابة "يوم جديد"

  • Currently 306/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
103 تصويتات / 3223 مشاهدة

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

معبد الأقصر