1- لا يقوم دليل واحد من أدلة الشرع على وجود ختان الإناث ولا كونه سنه ولا مكرمهً. كما سبق أن تَبّينّا تفصيلا.
2- قيمة وحرمة الجسد فى تعاليم الإسلام، وتعاليم سائر الأديان السماوية والحق فى أن ينعم الإنسان "الرجل والمرأة" بصحة جسدية ونفسية سليمة، وذلك تحقيقاً للحديث النبوى الصحيح "لا ضرر ولا ضرار".
إن هذا الحديث الشريف "لا ضرر ولا ضرار" يحث كل مسلم ومسلمة على تجنب أى ممارسة يأتى من ورائها الإضرار بنفسه أو إلحاق الضرر بغيره.
فإذا كانت كل العلوم الحديثة، والخبرة الإنسانية، تؤكد لنا أن ختان الإناث يلحق الضرر المؤكد بالفتاة الصغيرة والمرأة الناضجة، وذلك عن طريق بتر أعضاء حيوية فى جسدها وحرمانها من الوظائف الطبيعية لها، وتعريضها لأخطار وآثار صحية ونفسية سلبية طوال حياتها، فإنه لا يمكن قبول هذا الضرر شرعاً لقوله تعالى :"ولا تقتلوا أنفسـكم"،13 ولقوله سبحانه :ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكه".14
ولا ريب إنه ضرر بالغ، ونوع من القتل المعنوى، أن تحرم المراة من حقها فى الاستمتاع بحياتها الجنسية بعد زواجها بسبب هذا العادة المرذولة المنسوبة بغير سند صحيح إلى الإسلام.
3- النهى عن تغير خلق الله
يقول الله تبارك وتعالى فى كتابه الكريم "لقد خلقنا الإنسان فى أحسن تقويم" (التين:4)، فيأتى الناس ليقولوا إن ختان الإناث هو تجميل للأنثى، وكأن الله قد خلق جسد المرأة بعيب وخطأ وهم يقومون بتعديله وتجميله!! (حاشا لله)
وعلى عكس ما يدعون فإن ختان الأنثى هو تغيير وتشويه لخلق الله تعالى بالجرح والقطع .
وقد نهى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن تغيير خلق الله، وصح عنه لعن (المغيرات خلق الله). والقرآن الكريم جعل من المعاصى قطع بعض الأعضاء ولو من الحيوان، بل هو مما توعد الشيطان أن يضل به بنى آدم فى أنعامهم وقرنه بتغير خلق الله، فقال تعالى عن الشيطان: "لعنه الله وقال لأتخذن من عبادك نصيباً مفروضاً ولأضلنهم ولأمنينهم ولأمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولأمرنهم فليغيرون خلق الله ومن يتخذ الشيطان ولياً من دون الله فقد خسر خسراناً مبينا"15 (التبتيك : التقطيع).
4- تعاليم الإسلام تؤكد حق المرأة فى علاقة زوجية ناجحة ومٌشبعة
إن تعاليم ديننا الحنيف تدعونا إلى احترام العلاقة الجنسية بين الرجل وزوجته، وإلى حق كل طرف على شريكه فى تحقيق علاقة سعيدة وناجحة، وتفسد هذه العلاقة إذا كانت تقوم على إشباع طرف واحد دون الآخر، فهى فى هذه الحالة تكون تجسيداً للأنانية وحب الذات، وهو ما ينهانا عنه إسلامنا.
إن ما ورثناه من معتقدات وأفكار بشان العلاقة الجنسية يعظم من حق الرجل واستمتاعه بهذه العلاقة دون المرأة، وهو ما نجده مجسداً فى الأفكار والمعتقدات الاجتماعية التى تربط ختان المرأة بسعادة الرجل ومتعته فى العلاقة الجنسية.
أما تعاليم الإسلام فقد قدرت ميل الإنسان (الرجل والمرأة) للمتعة الجنسية واعتبرت طلبهما لها من أمور الفطرة. وأن مهمة الدين ليست مقاومة هذه الفطرة، بل تنظيم إشباع ندائها لتكون فى دائرة الحلال الطيب.
فالإسلام قد اعتنى بهذه العلاقة، وأوصانا برعاية مشاعر المرأة واحترام حقها فى الإشباع الجنسى شأنها شأن الرجل.
ويحرص القرآن الكريم على حصول المرأة على حقها الشرعى فى الاستمتاع وفى الارتواء مثلما يحصل الرجل "نسائكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدموا لأنفسكم"16 والتقديم للنفس إشارة إلى التهيئة والملاطفة حتى تتمكن المرأة من حصولها على لذتها. وفى السنة "إذا أتى أحدكم أهله، فليغمزها ويلمزها حتى إذا رأى منها ما رآه من نفسه أولج"، "وإذا جامع الرجل أهله، فليصدقها، ثم إذا قضى حاجته فلا يعجلها حتى تقضى حاجتها"
فكيف يمكن للمرأة أن تقضى حاجتها وقد حرمت من ذلك بقطع الأعضاء التى تساعدها فى تحقيق هذه الوظيفة الحيوية.
لقد أحترم الإسلام مشاعر المرآة، ولكن العادات السيئة ورثناها من عهود قديمة لم تحترم مشاعرها وحقها بل عمدت إلى قمعها وكبتها.
5- تعاليم الإسلام ترفض المعتقدات الاجتماعية التى تدفع المجتمع لإجراء ختان الإناث
الإسلام يرفض رفضاَ قاطعاً كل المعتقدات الاجتماعية التى تدفع العائلات إلى ختان بناتهن. فإن من يقول بأن النساء أجساد منفلته بلا عقل أو إرادة أو من يقول إن شهوة النساء تزيد على شهوة الرجل خمسة وعشرين مرة (!!) لا يجدون دليلاً واحداً من نقل أو عقل أو علم يؤيد هذه المزاعم. وهى مخالفة لتعاليم الإسلام ومبادئه مخالفة صريحة ففى الحديث الصحيح "النساء شقائق الرجال" وهو نص قاطع فى بطلان هذه المزاعم كلها.
فالمرأة مثل الرجل تماماً لها مشاعرها ورغبتها ولها عقلها وضميرها الذى يمكن أن ينمى على حفظ أحكام الدين وتعاليمه واحترام الجسد والعفة. فتنشأة مستقيمة تتقى الله فى كل شئونها.
وهناك من قال إن الختان (تعديل وتهذيب لشهوة المرأة)، وهو كلام يناقضه العلم الذى يقول لنا إن الرغبة الجنسية لدى المرأة مصدرها العقل وليس الأعضاء، فالسلوك الجنسى لدى المرأة والرجل سواء كان صالحاً أو طالحاً يحدده العقل الذى يأمر أعضاء الجسد فتطعيه، فالجسد خادم مطيع لأوامر العقل فى كل الرغبات الإنسانية الطبيعية (الطعام والنوم والجنس،. .. الخ) وليس للأعضاء الجنسية الخارجية للمرأة أو للرجل أى دور فى تحديد الرغبة أو السلوك الجنسى. لذلك فختان الإناث علمياً لا يساعد على تهذيب شهوة المرأة أو تعديل سلوكها، فالرغبة والسلوك الجنسى للمرأة المختتنة مثل المرأة غير المختتنة يتوقفان على الأخلاق والتربية والأسرة التى تنشأ فيها الفتاة.
أما الإختلال فيحدث فى نقصان الوظائف الطبيعية عند المرأة المختتنة لما حدث لها من استئصال لأعضاء طبيعية تحرم سببه من أداء هذه الأعضاء لوظيفتها التى خلقت لها.
إن العفة والصون والطهارة فضائل إسلامية مطلوبة للمرأة والرجل على حد سواء، والتربية على الخلق القويم وتهذيب النفس بالدين وخشية الله هى العاصم الحقيقى للمرأة والرجل سواءً بسواء.
ساحة النقاش